كثير من الناس لا يفهمون أسباب إدمان المخدرات أو كيف يصبحون مدمنين على المخدرات وقد يعتقدون أن أولئك الذين يتعاطون المخدرات يفتقرون إلى المبادئ الأخلاقية أو قوة الإرادة وأنهم يستطيعون التوقف عن تعاطي المخدرات بمجرد اختيارهم لذلك لكن في الواقع يعد إدمان المخدرات مرضًا معقدًا وعادة ما يتطلب الإقلاع عنه أكثر من النوايا الحسنة أو الإرادة القوية فهذه المخدرات تؤثر على الدماغ بطرق تجعل الإقلاع عنها صعبًا حتى بالنسبة لأولئك الذين يريدون ذلك لكن لحسن الحظ يعرف الباحثون أكثر من أي وقت مضى كيف تؤثر المخدرات على الدماغ ووجدوا علاجات يمكن أن تساعد الناس على التعافي من إدمان المخدرات وعيش حياة صحية.
تؤثر معظم المخدرات على دائرة المكافأة في الدماغ مما يسبب النشوة بالإضافة إلى تزويدها بمركب الدوبامين فيما يحفز نظام المكافآت الذي يعمل بشكل صحيح الشخص على تكرار السلوكيات اللازمة للنمو مثل الأكل وقضاء الوقت مع الأحباء ويتسبب ارتفاع الدوبامين في دائرة المكافأة في تعزيز السلوكيات الممتعة ولكن غير الصحية مثل تعاطي المخدرات مما يؤدي إلى تكرار السلوك مرارًا وتكرارًا مما يسبب الإدمان على المخدرات.
إذا كنت ترغب بمعرفة المزيد من المعلومات عن أسباب إدمان المخدرات فأنت في المكان الصحيح، في هذا المقال ستجد جميع المعلومات المتعلقة بأسباب إدمان المخدرات وأعراض الإدمان عليها وطرق الإقلاع عنها والعديد غيرها، تابع القراءة حتى النهاية!
ما هو ادمان المخدرات؟
الإدمان هو مرض مزمن يتسم بالبحث عن المخدرات وتعاطيها بشكل قهري أو يصعب السيطرة عليه بالرغم من عواقبه الوخيمة لكن القرار الأولي بتناول المخدرات طوعي بالنسبة لمعظم الناس وتعاطي المخدرات المتكرر يمكن أن يؤدي إلى تغيرات في الدماغ تتحدى ضبط النفس لدى المدمن وتتعارض مع قدرته على مقاومة الإلحاح الشديد على تعاطي المخدرات ويمكن أن تكون هذه التغييرات الدماغية مستمرة وهذا هو السبب في أن إدمان المخدرات يعتبر انتكاس فالأشخاص الذين يتعافون من اضطرابات تعاطي المخدرات معرضون بشكل متزايد لخطر العودة إلى تعاطي المخدرات حتى بعد سنوات من عدم تناولها.
من الشائع أن ينتكس الشخص لكن الانتكاس لا يعني أن العلاج لا يعمل كما هو الحال مع الحالات الصحية المزمنة الأخرى ويجب أن يكون العلاج مستمرًا ويجب تعديله بناءً على كيفية استجابة المتعاطي ويجب مراجعة خطط العلاج بشكل متكرر وتعديلها لتلائم الاحتياجات المتغيرة للمريض.
ماذا يحدث للدماغ عندما تتعاطى المخدرات؟
مع استمرار الشخص في تعاطي المخدرات يتكيف الدماغ عن طريق تقليل قدرة الخلايا في دائرة المكافأة على الاستجابة لها وهذا يقلل من الشعور بالنشوة التي يشعر بها الشخص مقارنة بالنشوة التي شعر بها عند تناول المخدرات لأول مرة وهو تأثير يُعرف باسم التحمل وقد يضطر الأمر لتعاطي المزيد من المخدرات لمحاولة تحقيق نفس الشعور الأولي وغالبًا ما تؤدي تكيفات الدماغ هذه إلى أن يصبح الشخص أقل وأقل قدرة على الحصول على المتعة من الأشياء الأخرى التي كان يتمتع بها من قبل مثل الطعام أو الجنس أو الأنشطة الاجتماعية.
يؤدي الاستخدام طويل المدى أيضًا إلى حدوث تغييرات في الأنظمة والدوائر الكيميائية الأخرى في الدماغ ويعتبر من ابرز أسباب إدمان المخدرات ويؤثر على الوظائف التي تشمل:
- التعلم
- صناعة القرار
- ضغط عصبي
- الذاكرة
- السلوك
وعلى الرغم من إدراكهم لهذه النتائج الضارة إلا أن العديد من الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات يستمرون في تناولها وهي طبيعة الإدمان.
لماذا يصبح بعض الناس مدمنين على المخدرات والبعض الآخر لا؟
لا يوجد عامل واحد يمكنه التنبؤ بما إذا كان الشخص سيصبح مدمنًا على المخدرات لكن هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر على خطر الإدمان وكلما زادت عوامل الخطر لدى الشخص زادت فرصة أن يؤدي تعاطي المخدرات إلى الإدمان. فمثلا:
- الجينات: تمثل الجينات التي يولد بها الناس حوالي نصف خطر إدمان الشخص فقد يؤثر الجنس والعرق ووجود اضطرابات عقلية أخرى أيضًا على خطر تعاطي المخدرات والإدمان.
- البيئة: تتضمن بيئة الشخص العديد من التأثيرات المختلفة من العائلة والأصدقاء إلى الوضع الاقتصادي ونوعية الحياة العامة حيث يمكن أن تؤثر عوامل مثل ضغط الأقران والاعتداء الجسدي والجنسي والتعرض المبكر للمخدرات والتوتر وتوجيه الوالدين بشكل كبير على احتمالية تعاطي الشخص للمخدرات والإدمان.
- التطور: تتفاعل العوامل الجينية والبيئية مع مراحل النمو الحرجة في حياة الشخص لتؤثر على مخاطر الإدمان على الرغم من أن تعاطي المخدرات في أي عمر يمكن أن يؤدي إلى الإدمان فكلما بدأ تعاطي المخدرات مبكرًا زاد احتمال تطورها إلى الإدمان وهذا يمثل مشكلة خاصة بالنسبة للمراهقين ونظرًا لأن المناطق في أدمغتهم التي تتحكم في اتخاذ القرار والحكم وضبط النفس لا تزال تتطور فقد يكون المراهقون عرضة بشكل خاص للسلوكيات المحفوفة بالمخاطر بما في ذلك تجربة المخدرات.
هل يمكن الشفاء من إدمان المخدرات أو الوقاية منه؟
كما هو الحال مع معظم الأمراض المزمنة الأخرى مثل مرض السكري أو الربو أو أمراض القلب فإن علاج إدمان المخدرات بشكل عام ليس علاجًا ومع ذلك فإن الإدمان قابل للعلاج ويمكن إدارته بنجاح فالأشخاص الذين يتعافون من الإدمان معرضون لخطر الانتكاس لسنوات وربما طوال حياتهم حيث تظهر الأبحاث أن الجمع بين أدوية علاج الإدمان والعلاج السلوكي يضمن أفضل فرصة للنجاح لمعظم المدمنين ويمكن أن تؤدي مناهج العلاج المصممة خصيصًا لأنماط تعاطي المخدرات لكل مريض وأي مشاكل طبية وعقلية واجتماعية متزامنة إلى التعافي المستمر.
أسباب إدمان المخدرات
يختلف رد فعل المخدرات على العقل البشري بشكل كبير من شخص لآخر حيث يعمل جسد وعقل كل شخص بشكل مختلف ويحب بعض الناس تعاطي المخدرات والبعض الآخر يكرهونها بعد تجربتهم الأولى وتساهم عوامل متعددة في إدمان المخدرات بما في ذلك:
- علم الوراثة وتاريخ العائلة: قد تعني جيناتك استعدادًا أكبر للإدمان حيث يتفاعل جسمك وعقلك مع دواء معين بالطريقة التي تفاعل بها أسلافك معه وإذا كان والداك أو والداك لديهم تاريخ من تعاطي المخدرات فإن فرص إدمانك للمخدرات تزداد بشكل كبير.
- السبب البيئي: تلعب بيئتك أيضًا دورًا حيويًا في تطوير الاعتماد على المخدرات نظرًا لأن البيئة تؤثر على السلوك فإذا نشأ الطفل في منزل مع مدمن مخدرات فمن المحتمل جدًا أنه سيصبح مدمن على المخدرات أيضًا وتشمل العوامل البيئية الأخرى التي يمكن أن تسهم في إدمان المخدرات ما يلي:
تعاطي المخدرات بين الأصدقاء والأقران
نقص الدعم الاجتماعي
العلاقات المضطربة
الإجهاد في الحياة
الوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض
- السبب النفسي: على الرغم من أن الوراثة والبيئة تلعبان دورًا مهمًا في إدمان المخدرات فإن العوامل النفسية تساهم أيضًا في المشكلة مثل الاعتداء الجنسي أو الجسدي وإهمال الوالدين والأقران والعنف المنزلي وكل شيء يمكن أن يؤدي إلى ضغوط نفسية فيما يلجأ الناس إلى المخدرات للتخلص من هذا التوتر وبمرور الوقت يمكن أن يصبح سوء استخدام المخدرات إدمانًا.
أسباب نفسية أخرى مثل:
- الاضطراب العقلي
- الاكتئاب
- عدم وجود أصدقاء في المدرسة أو أي مكان اجتماعي
- ضغط أكاديمي هائل
- أحداث صادمة
Pingback: مدة التعافي من الإدمان