أسباب الاضطرابات النفسية عند الأطفال متعددة فالاضطرابات نفسها عند الأطفال شائعة جدًا وتحدث في حوالي 25٪ من هذه الفئة العمرية في أي سنة معينة والاضطرابات النفسية الأكثر شيوعًا في مرحلة الطفولة هي اضطرابات القلق والاكتئاب واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة وعلى الرغم من أن الاضطرابات النمائية والاضطرابات الذهانية أقل شيوعًا لدى الأطفال يمكن أن يكون لها تأثير مدى الحياة على الطفل وأسرته وكما هو الحال في أي فئة عمرية لا يوجد سبب واحد للأمراض العقلية عند الأطفال وتركز الأبحاث الطبية حول الأمراض العقلية عند الأطفال على عدد من القضايا بما في ذلك زيادة فهم عدد مرات حدوث هذه الأمراض وعوامل الخطر والعلاجات الأكثر فعالية وكيفية تحسين وصول الأطفال إلى تلك العلاجات.
بالإضافة إلى الأعراض المحددة لكل اضطراب عقلي يمكن للأطفال المصابين بمرض نفسي أن تظهر عليهم علامات خاصة بعمرهم وحالة نموهم وعادةً ما يتضمن تحديد تشخيص المرض العقلي عند الأطفال مزيجًا من التقييمات الطبية الشاملة والنمائية وتقييمات الصحة العقلية فهناك أنواع مختلفة من العلاجات المتاحة لإدارة الأمراض العقلية عند الأطفال بما في ذلك العديد من الأدوية الفعالة والتدخلات الطبية أو المهنية بالإضافة إلى أشكال محددة من العلاج النفسي فيما يمتلك الأطفال الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية تحصيل تعليمي أقل ومشاركة أكبر في المشكلات الجنائية وعدد أقل من المواضع المستقرة في نظام رعاية الطفل مقارنة بأقرانهم وتميل محاولات الوقاية من المرض النفسي للأطفال إلى معالجة عوامل الخطر المحددة وغير المحددة وتعزيز عوامل الحماية واستخدام نهج مناسب لمستوى نمو الطفل.
إذا كنت ترغب بمعرفة المزيد من المعلومات عن أسباب الاضطرابات النفسية عند الأطفال فأنت في المكان الصحيح، في هذا المقال ستجد جميع المعلومات المتعلقة ب أسباب الاضطرابات النفسية عند الأطفال وأعراض حدوثها وطرق تشخيصها ونصائح الأطباء وخبراء الصحة النفسية لعلاجها والعديد غيرها، هيا بنا نبدأ!
أنواع الاضطرابات النفسية عند الأطفال
قبل الحديث عن أسباب الاضطرابات النفسية عند الأطفال لا بد من التطرق عن أسبابها فالاضطرابات النفسية عند الأطفال شائعة جدًا وفي بعض الأحيان شديدة حيث يعاني حوالي 25٪ من الأطفال والمراهقين من نوع من الاضطرابات النفسية في سن معين وثلثهم في وقت ما من حياتهم والنوع الأكثر شيوعًا من الاضطرابات النفسية هو اضطرابات القلق مثل اضطراب القلق العام المعروف سابقًا باسم اضطراب القلق المفرط في الطفولة أو اضطراب قلق الانفصال.
تشمل الأنواع الشائعة الأخرى من الأمراض العقلية في مرحلة الطفولة الاضطرابات السلوكية مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط واضطرابات المزاج مثل الاكتئاب واضطرابات تعاطي المخدرات مثل اضطرابات تعاطي الكحول فيما تشير الإحصائيات إلى مدى شيوع هذه الاضطرابات نسبيًا إذ يصيب اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط 8٪ -10٪ من الأطفال في سن المدرسة ويحدث الاكتئاب بمعدل حوالي 2٪ أثناء الطفولة ومن 4٪ إلى 7٪ خلال فترة المراهقة ويؤثر على ما يصل إلى 20٪ من المراهقين عند بلوغهم سن الرشد وعند المراهقين بشكل متكرر أكثر من الأطفال الأصغر سنًا قد يظهر الإدمان واضطرابات الأكل والاضطراب ثنائي القطب ونقص ظهور الفصام المبكر.
على الرغم من عدم حدوثها بشكل شائع إلا أن الإعاقات التنموية مثل اضطرابات طيف التوحد يمكن أن يكون لها تأثير كبير مدى الحياة على حياة الطفل وعائلته فاضطراب طيف التوحد هو اضطراب في النمو يتميز بضعف التطور في التواصل والتفاعل الاجتماعي والسلوك وتشمل الإحصائيات المتعلقة باضطرابات طيف التوحد أنها تصيب طفلاً واحدًا من بين كل 59 طفلاً بزيادة قدرها 15٪ عن عام 2016.
أعراض الاضطرابات النفسية عند الأطفال
قد يعاني الأطفال المصابون بمرض عقلي من الأعراض الكلاسيكية لاضطرابهم الخاص ولكن قد تظهر عليهم أعراض أخرى أيضًا بما في ذلك:
أداء مدرسي ضعيف
الملل المستمر
شكاوى متكررة من الأعراض الجسدية مثل الصداع وآلام المعدة
مشاكل النوم أو الشهية مثل النوم لفترات طويلة أو قليلة جدًا أو الكوابيس أو السير أثناء النوم
عودة السلوكيات إلى أولئك الذين هم في سن أصغر (تراجع) مثل التبول اللاإرادي أو نوبات الغضب أو التعلق الشديد
السلوكيات غير الممتثلة أو العدوانية
المزيد من سلوكيات المخاطرة أو إظهار اهتمام أقل بسلامتهم
تشمل الأمثلة على سلوكيات المخاطرة الجري في الشارع أو تسلق الأماكن العالية جدًا أو الانخراط في مشاجرات جسدية أو اللعب بأشياء غير آمنة.
أسباب الاضطرابات النفسية عند الأطفال
كما هو الحال مع معظم اضطرابات الصحة النفسية في أي عمر فإن مثل هذه الاضطرابات عند الأطفال ليس لها سبب واحد رئيسي بل بدلاً من ذلك يميل الأشخاص المصابون بهذه الأمراض إلى وجود عدد من عوامل الخطر البيولوجية والنفسية والبيئية التي تساهم في نموهم. من الناحية البيولوجية وتميل الأمراض العقلية إلى الارتباط بمستويات غير طبيعية من النواقل العصبية مثل السيروتونين أو الدوبامين في الدماغ وانخفاض حجم بعض مناطق الدماغ فضلاً عن زيادة النشاط في مناطق أخرى من الدماغ.
يقوم الأطباء بتشخيص الفتيات اللاتي يعانين من اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب والقلق مقارنة بالأولاد في حين أن الاضطرابات مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط واضطرابات طيف التوحد غالبًا ما يتم تصنيفها للفتيان بشكل اكبر فالاختلافات بين الجنسين في المرض النفسي هي نتيجة من بين أمور أخرى مجموعة من الاختلافات البيولوجية القائمة على الجنس وكذلك الاختلافات في كيفية تشجيع الفتيات على تفسير بيئتهن والاستجابة لها مقارنة بالفتيان.
تعتبر الوراث من أهم أسباب الاضطرابات النفسية عند الأطفال حيث يُعتقد أن هناك مساهمة وراثية جزئيًا على الأقل في حقيقة أن الأطفال والمراهقين الذين لديهم والد مريض عقليًا هم أكثر عرضة بنسبة تصل إلى 4 مرات للإصابة بمثل هذا المرض بأنفسهم والمراهقون الذين يصابون باضطراب عقلي هم أيضًا أكثر عرضة لتحديات بيولوجية أخرى مثل انخفاض الوزن عند الولادة وصعوبة النوم.
تشمل عوامل الخطر النفسي للإصابة بالأمراض العقلية لدى الأطفال تدني احترام الذات وضعف صورة الجسم والميل إلى النقد الذاتي الشديد والشعور بالعجز عند التعامل مع الأحداث السلبية فيما ترتبط الاضطرابات النفسية للمراهقين إلى حد ما بضغط تغيرات الجسم بما في ذلك تقلب هرمونات سن البلوغ وكذلك ازدواجية المراهقين تجاه زيادة الاستقلال والتغيرات في علاقاتهم مع الوالدين والأقران وغيرهم فالمراهقون الذين يعانون من اضطراب السلوك واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والقلق السريري أو الذين يعانون من مشاكل في الإدراك والتعلم بالإضافة إلى مشاكل تتعلق بالآخرين هم أيضًا أكثر عرضة للإصابة باضطراب نفسي.
Pingback: اضطراب الشخصية الحدية - العهد للصحة النفسية و علاج الادمان
Pingback: تشخيص الاضطرابات السلوكية - العهد للصحة النفسية و علاج الادمان