اسباب التوتر عديدة فالتوتر هو طريقة جسمك في الاستجابة لأي نوع من المطالب أو التهديد وبمجرد أن تشعر بالخطر سواء كان ذلك حقيقيًا أو متخيلًا فإن دفاعات الجسم تنطلق بسرعة عالية في عملية تلقائية سريعة تُعرف باسم رد فعل القتال أو الهروب أو الاستجابة للتوتر وتعتبر الاستجابة للتوتر هي طريقة الجسم لحمايتك من المخاطر وعند عملها بشكل صحيح فإنها تساعدك على البقاء مركزًا وحيويًا ومنتبهًا وفي حالات الطوارئ يمكن أن ينقذ التوتر حياتك مما يمنحك قوة إضافية للدفاع عن نفسك على سبيل المثال قد يحفزك على الضغط على المكابح لتجنب وقوع حادث سيارة.
يمكن أن يكون للتوتر جوانب إيجابية أخرى على سبيل المثال يمكن أن يساعدك على النهوض لمواجهة التحديات مثل إبقائك على أصابع قدميك أثناء عرض تقديمي في العمل أو زيادة تركيزك عندما تحاول ان تربح لعبة أو دفعك للدراسة لامتحان عندما تفضل مشاهدة التلفاز ولكن في حين أن الضغوط ليست كلها ضارة بالنسبة لك إلا أنه بعد
نقطة معينة يتوقف عن كونه مفيدًا ويبدأ في إحداث أضرار جسيمة ويمكن أن يكون للتوتر الذي يشعر به المرء تأثيرًا سلبيًا على صحتك ومزاجك وإنتاجيتك وعلاقاتك ونوعية حياتك وإذا كنت تشعر في كثير من الأحيان بالارتباك والإرهاق فقد حان الوقت لاتخاذ إجراء لإعادة توازن نظامك العصبي حيث يمكنك حماية نفسك وتحسين طريقة تفكيرك وشعورك من خلال تعلم كيفية التعرف على علامات و اسباب التوتر المزمن واتخاذ خطوات لتقليل آثاره الضارة.
إذا كنت ترغب بمعرفة المزيد من المعلومات عن اسباب التوتر فأنت في المكان الصحيح، في هذا المقال ستجد جميع المعلومات المتعلقة بأسباب التوتر وأعراض حدوثه وطرق تشخيصه ونصائح الأطباء والخبراء لعلاج التوتر والوقاية منه، تابع القراءة حتى النهاية!
اسباب التوتر
الإجهاد هو في الواقع جزء طبيعي من الحياة وفي بعض الأحيان يعتبر غرضًا مفيدًا حيث يمكن أن يحفزك التوتر للحصول على الترقية في العمل أو للجري في آخر ميل من سباق الماراثون ولكن إذا لم تتعامل مع ضغوطك وأصبحت طويلة المدى فقد تتداخل بشكل خطير مع وظيفتك وحياتك العائلية وصحتك حيث يقول أكثر من نصف المصابين بالتوتر إنهم يتشاجرون مع الأصدقاء والأحباء بسبب الإجهاد ويقول أكثر من 70٪ إنهم يعانون من أعراض جسدية وعاطفية حقيقية.
تُعرف المواقف والضغوط التي تسبب التوتر باسم الضغوطات وعادةً ما نفكر في الضغوطات على أنها سلبية مثل جدول العمل المرهق أو العلاقة المتوترة ومع ذلك فإن أي شيء يفرض عليك متطلبات عالية يمكن أن يكون مرهقًا ويتضمن ذلك الأحداث الإيجابية مثل الزواج أو شراء منزل أو الذهاب إلى الكلية أو تلقي ترقية وبالطبع ليس كل الإجهاد ناتجًا عن عوامل خارجية إذ يمكن أن يكون التوتر أيضًا داخليًا أو ناتجًا عن نفسك عندما تقلق بشكل مفرط بشأن شيء قد يحدث أو لا يحدث أو عندما تكون لديك أفكار غير عقلانية ومتشائمة عن الحياة.
ما يسبب التوتر يعتمد جزئيًا على الأقل على إدراكك له والشيء المجهد لك قد لا يزعج شخصًا آخر حتى أنه قد يكون ممتع للبعض وبينما يخشى البعض منا الوقوف أمام الناس للأداء أو التحدث على سبيل المثال يعيش البعض الآخر في دائرة الضوء وعندما يتألق شخص ما تحت الضغط ويؤدي بشكل أفضل في مواجهة الموعد النهائي القصير سيجد البعض نفسه عالق وغير قادر على المواجهة عندما تتصاعد متطلبات العمل وعلى الرغم من أنك قد تستمتع بالمساعدة في رعاية والديك المسنين فقد يجد إخوتك مطالب الرعاية مرهقة ومرهقة.
تشمل اسباب التوتر الخارجية ما يلي:
- التغييرات الكبيرة في الحياة
- العمل أو المدرسة
- صعوبات العلاقة
- مشاكل مالية
- أن تكون مشغولاً للغاية
- الأطفال والعائلة
تشمل اسباب التوتر الداخلية ما يلي:
- التشاؤم
- عدم القدرة على القبول
- التفكير الجدي وقلة المرونة
- الحديث السلبي عن النفس
- توقعات غير واقعية
كل شخص لديه محفزات ضغط مختلفة فيما يتصدر ضغط العمل القائمة ووفقًا للاستطلاعات فإن أكثر من 40 في المائة من الموظفين حول العالم يعانون من ضغط العمل المكتبي ويقول ربعهم إن العمل هو أكبر مصدر للتوتر في حياتهم لذلك تشمل أسباب ضغوط العمل ما يلي:
- كونك غير سعيد في عملك
- تحمل عبء عمل ثقيل أو مسؤولية كبيرة
- العمل لساعات طويلة
- وجود إدارة سيئة أو توقعات غير واضحة لعملك أو عدم وجود رأي في عملية اتخاذ القرار
- العمل في ظروف خطرة
- الشعور بعدم الأمان بشأن فرصتك في التقدم أو خطر الإنهاء
- الاضطرار إلى إلقاء الخطب أمام الزملاء
- مواجهة التمييز أو المضايقة في العمل خاصة إذا لم تكن الإدارة داعمة
يمكن أن يكون لضغوط الحياة أيضًا تأثير كبير ومن هذه الضغوطات:
- وفاة أحد أفراد الأسرة
- الطلاق
- فقدان الوظيفة
- زيادة الالتزامات المالية
- الزواج
- الانتقال إلى منزل جديد
- المرض أو الإصابة المزمنة
- مشاكل عاطفية (اكتئاب أو قلق أو غضب أو حزن أو الشعور بالذنب أو تدني احترام الذات)
- رعاية أحد أفراد الأسرة المسنين أو المرضى
- حدث صادم مثل كارثة طبيعية أو سرقة أو اغتصاب أو عنف ضدك أو ضد أحد أفراد أسرتك
يأتي التوتر أحيانًا من الداخل وليس من الخارج ويمكنك الضغط على نفسك بمجرد القلق بشأن الأشياء فكل هذه العوامل يمكن أن تؤدي إلى الإجهاد.
آثار التوتر على الجسم
جهازك العصبي ليس جيدًا في التمييز بين التهديدات العاطفية والجسدية وإذا كنت شديد التوتر بسبب جدال مع صديق أو موعد تسليم العمل أو الفواتير يمكن لجسمك أن يتفاعل بنفس القوة كما لو كنت تواجه موقف حياة أو موت حقيقي وكلما زاد تنشيط نظام الإجهاد في حالات الطوارئ أصبح من الأسهل استجابته مما يجعل إيقافه أكثر صعوبة وإذا كنت تميل إلى الشعور بالتوتر بشكل متكرر مثل الكثير منا في عالم اليوم فقد يبقى جسمك في حالة شديدة من التوتر معظم الوقت ويمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل صحية خطيرة.
يؤدي التوتر المزمن إلى اضطراب كل نظام في جسمك تقريبًا ويمكن أن يثبط جهاز المناعة لديك ويقوض الجهاز الهضمي والتناسلي ويزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية ويسرع عملية الشيخوخة حتى أنه يمكن أن يعيد توصيل الدماغ مما يجعلك أكثر عرضة للقلق والاكتئاب ومشاكل الصحة العقلية الأخرى وتشمل المشكلات الصحية التي يسببها الإجهاد أو يتفاقم منها ما يلي:
- الاكتئاب والقلق
- الآلام من أي نوع
- مشاكل النوم
- أمراض المناعة الذاتية
- مشاكل في الجهاز الهضمي
- الأمراض الجلدية مثل الإكزيما والطفح الجلدي الناتج عن الإجهاد
- مرض قلبي
- مشاكل الوزن
- قضايا الإنجاب
- مشاكل في التفكير والذاكرة
أخطر شيء في التوتر هو مدى سهولة تأثيره عليك حيث يبدأ الشعور بأنه مألوف حتى أنه طبيعي ولا تلاحظ مدى تأثيره عليك حتى لو كان ذلك يؤدي إلى أضرار فادحة لهذا السبب من المهم أن تكون على دراية بعلامات التحذير الشائعة وأعراض الإجهاد الزائد ومن أبرز أعراض التوتر:
مشاكل في الذاكرة
عدم القدرة على التركيز
رؤية السلبية
أفكار قلقة أو متسارعة
القلق المستمر
Pingback: القلق المرضي - العهد للصحة النفسية و علاج الادمان