إذا كنت تعاني من اضطرابات المزاج فإن حالتك العاطفية العامة أو حالتك المزاجية تكون مشوهة أو غير متوافقة مع ظروفك وتتعارض مع قدرتك على العمل وقد تكون حزينًا للغاية أو سريع الانفعال أو مكتئب أو قد تمر فترات من الاكتئاب بالتناوب مع السعادة المفرطة (الهوس) ويمكن أن تؤثر اضطرابات القلق أيضًا على حالتك المزاجية وغالبًا ما تحدث جنبًا إلى جنب مع الاكتئاب فيما قد تزيد اضطرابات المزاج من خطر الانتحار وتتضمن بعض أمثلة اضطرابات المزاج الاضطراب الاكتئابي الكبير وهو عبارة عن فترات طويلة ومستمرة من الحزن الشديد والاضطراب ثنائي القطب الذي يُسمى أيضًا بالاكتئاب الهوسي أو الاضطراب العاطفي ثنائي القطب والاكتئاب الذي يشمل فترات متناوبة من الاكتئاب والهوس.
بالإضافة لما سبق، هناك الاضطراب العاطفي الموسمي وهو شكل من أشكال الاكتئاب يرتبط غالبًا بساعات أقل من ضوء النهار في خطوط العرض الشمالية والجنوبية البعيدة من أواخر الخريف إلى أوائل الربيع وأيضًا اضطراب دوروية المزاج وهو اضطراب يسبب تقلبات عاطفية تكون أقل حدة من الاضطراب ثنائي القطب والاضطراب المزعج السابق للحيض ويتضمن تغيرات المزاج والتهيج التي تحدث خلال مرحلة ما قبل الحيض من دورة المرأة وتزول مع بداية الدورة الشهرية والاضطراب الاكتئابي المستمر (dysthymia) – وهو شكل طويل الأمد (مزمن) من الاكتئاب وأخيرا الاكتئاب المرتبط بمرض طبي ويتضمن مزاج مكتئب مستمر وفقدان كبير للسعادة في معظم أو كل الأنشطة التي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالآثار الجسدية لحالة طبية أخرى و الاكتئاب الناجم عن تعاطي المخدرات أو الأدوية بما في ذلك أعراض الاكتئاب التي تظهر أثناء أو بعد فترة وجيزة من تعاطي المخدرات أو الانسحاب أو بعد التعرض لدواء.
إذا كنت ترغب بمعرفة المزيد من المعلومات عن اضطرابات المزاج فأنت في المكان الصحيح، في هذا المقال ستجد جميع المعلومات المتعلقة ب اضطرابات المزاج وأنواعها واعراض حدوثها ونصائح الأطباء وخبراء الصحة النفسية لعلاج الاضطراب والوقاية منه، تابع القراءة حتى النهاية!
ما هو اضطراب المزاج؟
اضطراب المزاج هو حالة صحية عقلية تؤثر بشكل أساسي على حالتك العاطفية وهو اضطراب تعاني فيه فترات طويلة من السعادة الشديدة أو الحزن الشديد أو كليهما فيما تتضمن بعض اضطرابات المزاج عواطف مستمرة أخرى مثل الغضب والتهيج.
من الطبيعي أن يتغير مزاجك حسب الموقف ومع ذلك لتشخيص اضطراب المزاج يجب أن تستمر الأعراض لعدة أسابيع أو أكثر حيث يمكن أن تسبب اضطرابات المزاج تغييرات في سلوكك ويمكن أن تؤثر على قدرتك على أداء الأنشطة الروتينية مثل العمل أو المدرسة حيث يعتبر اثنان من أكثر اضطرابات المزاج شيوعًا هما الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب.
أنواع اضطرابات المزاج
تشمل اضطرابات المزاج ما يلي:
- الاكتئاب وأنواعه الفرعية.
- الاضطراب ثنائي القطب وأنواعه الفرعية.
- اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي.
- اضطراب عدم انتظام المزاج التخريبي.
أعراض اضطرابات المزاج
لكل اضطراب مزاجي أعراض مختلفة أو أنماط مختلفة من الأعراض وعادةً ما يكون لاضطرابات الحالة المزاجية أعراض تؤثر على حالتك المزاجية ونومك وسلوكيات الأكل ومستوى الطاقة وقدرات التفكير (مثل الأفكار المتسارعة أو فقدان التركيز) لكن تشمل أعراض الاكتئاب بشكل عام ما يلي:
- الشعور بالحزن معظم الوقت أو كل يوم تقريبًا.
- نقص الطاقة أو الشعور بالخمول.
- الشعور بعدم القيمة أو اليأس.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت تجلب التمتع في السابق.
- خواطر عن الموت أو الانتحار.
- صعوبة في التركيز أو التركيز.
- كثرة النوم أو عدم كفايته.
- فقدان الشهية أو الإفراط في الأكل.
بشكل عام تشمل أعراض نوبات الهوس الخفيف أو نوبات الهوس ما يلي:
- الشعور بالنشاط الشديد أو الابتهاج.
- الكلام أو الحركة السريعة.
- الهياج أو الأرق أو التهيج.
- سلوك المخاطرة مثل إنفاق أموال أكثر من المعتاد أو القيادة بتهور.
- الأفكار المتسارعة.
- الأرق أو صعوبة النوم.
ما الذي يسبب اضطرابات المزاج؟
يعتقد الباحثون أن عدة عوامل تساهم في تطور اضطرابات المزاج بما في ذلك:
- العوامل البيولوجية: مناطق الدماغ المسؤولة عن التحكم في مشاعرك وعواطفك هي اللوزة الدماغية والقشرة الأمامية المدارية حيث تبين أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات المزاج لديهم تضخم في اللوزة الدماغية في اختبارات التصوير الدماغي.
- عوامل وراثية: الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي قوي لاضطراب المزاج هم أكثر عرضة للإصابة باضطرابات المزاج مما يدل على أن اضطرابات المزاج من المحتمل أن تكون وراثية / موروثة جزئيًا.
- العوامل البيئية: تغيرات الحياة المجهدة مثل وفاة أحد الأحباء أو قلق مزمن أو أحداث مؤلمة وإساءة معاملة الأطفال هي عوامل خطر رئيسية لتطوير اضطراب المزاج لاحقًا في الحياة وخاصة الاكتئاب كما تم ربط الاكتئاب بالأمراض المزمنة مثل مرض السكري ومرض باركنسون وأمراض القلب.
كيف يتم تشخيص اضطرابات المزاج؟
إذا كنت تعاني أنت أو شخص تعرفه من أعراض اضطراب المزاج فقد يقوم مقدم الرعاية الصحية بإجراء فحص بدني لاستبعاد الأسباب الفسيولوجية للأعراض مثل مرض الغدة الدرقية أو أمراض أخرى أو نقص الفيتامينات.
سيسألك الطبيب عن تاريخك الطبي وأي أدوية تتناولها وما إذا تم تشخيصك أنت أو أي فرد من أفراد الأسرة باضطراب المزاج وقد يحولونك إلى أخصائي الصحة العقلية وسيُجري أخصائي الصحة العقلية مثل الطبيب النفسي مقابلة أو مسحًا ويطرح أسئلة حول الأعراض التي تعاني منها وعادات النوم والأكل والسلوكيات الأخرى وسيستخدم معايير في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية التابع للجمعية الأمريكية للطب النفسي لإجراء تشخيص لاضطرابات المزاج.
بشكل عام يتم تشخيص اضطراب المزاج عندما يكون الحزن أو الابتهاج أو الغضب أو أي عاطفة أخرى ويعتمد تشخيص (التوقعات) لاضطرابات المزاج على عدة عوامل منها:
- نوع الحالة وخطورتها.
- كم يتم تشخيصه مبكرًا.
- إذا تم التعامل معها بشكل صحيح.
قد يتكرر الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب (يعودان بعد العلاج الأولي) أو يكونان مستمرين وبالتالي قد يتطلبان علاجًا طويل الأمد أو مدى الحياة فحوالي ثلث الأشخاص الذين يعانون من اضطراب المزاج يصابون باضطرابات ذهانية وثلث آخر يصابون باضطراب القلق مدى الحياة.
يتعرض الأطفال والبالغون المصابون باضطراب المزاج لخطر متزايد من السلوك الانتحاري لذلك اطلب المساعدة فورًا إذا راودتك أفكار بإيذاء نفسك أو الآخرين حيث يعاني الأشخاص المصابون باضطرابات المزاج أيضًا من مخاطر متزايدة لما يلي:
تتراوح الإعاقة من خفيفة إلى عدم القدرة الكاملة على رعاية الذات والحفاظ على التفاعلات الاجتماعية.
- قلق شديد.
- اضطراب معاقرة الكحوليات.
- اضطراب استخدام المواد المخدرة.
من المهم أن تتذكر أن اضطرابات المزاج يمكن علاجها على الرغم من أن العثور على خطة العلاج المناسبة لك قد يستغرق بعض الوقت لذلك ابق ملتزمًا بالشعور بالتحسن.
Pingback: علاج اضطرابات المزاج - العهد للصحة النفسية و علاج الادمان