اضطراب الكرب التالي للرضح أو اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) هو حالة صحية عقلية تنجم عن حدث مرعب إما أن تختبره أو تشهده وقد تشمل الأعراض ذكريات الماضي والكوابيس والقلق الشديد بالإضافة إلى أفكار لا يمكن السيطرة عليها حول الحدث وقد يواجه معظم الأشخاص الذين يمرون بأحداث صادمة صعوبة مؤقتة في التكيف والتأقلم ولكن مع مرور الوقت والرعاية الذاتية الجيدة يتحسنون عادةً لكن إذا ساءت الأعراض واستمرت لأشهر أو حتى سنوات وتداخلت مع أدائك اليومي فقد تكون مصابًا باضطراب ما بعد الصدمة وقد يكون الحصول على علاج فعال بعد ظهور أعراض اضطراب ما بعد الصدمة أمرًا بالغ الأهمية لتقليل الأعراض وتحسين الوظيفة.
غالبًا ما يستعيد الشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة الحدث الصادم من خلال الكوابيس وذكريات الماضي وقد يشعر بمشاعر العزلة والتهيج والذنب وقد يعانون أيضًا من مشاكل في النوم مثل الأرق ويجدون صعوبة في التركيز وغالبًا ما تكون هذه الأعراض شديدة ومستمرة بدرجة كافية ليكون لها تأثير كبير على حياة الشخص اليومية فيما يتطلب تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة التعرض لحدث مؤلم مزعج ويشمل التعرض المباشر لحدث ما أو مشاهدة حدث صادم يحدث للآخرين أو معرفة وقوع حدث صادم لأحد أفراد العائلة أو الأصدقاء المقربين يمكن أن يحدث أيضًا نتيجة التعرض المتكرر لتفاصيل مروعة للصدمة مثل تعرض ضباط الشرطة لتفاصيل حالات إساءة معاملة الأطفال.
إذا كنت ترغب بمعرفة المزيد من المعلومات عن اضطراب الكرب التالي للرضح فأنت في المكان الصحيح، في هذا المقال ستجد جميع المعلومات المتعلقة ب اضطراب الكرب التالي للرضح وأنواعه وأعراض حدوثه ونصائح الأطباء وخبراء الصحة النفسية لعلاجه والوقاية منه والعديد غيرها، هيا بنا نبدأ!
ما هو اضطراب الكرب التالي للرضح (PTSD)؟
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) أو اضطراب الكرب التالي للرضح هو اضطراب نفسي قد يحدث للأشخاص الذين عانوا أو شهدوا حدثًا صادمًا أو سلسلة من الأحداث أو مجموعة من الظروف فقد يعاني الفرد من هذا على أنه ضار عاطفيًا أو جسديًا أو يهدد الحياة وقد يؤثر على الرفاهية العقلية والجسدية والاجتماعية أو الروحية وتشمل الأمثلة على هذه الحوادث الكوارث الطبيعية والحوادث الخطيرة والأعمال الإرهابية والحرب والقتال والاغتصاب والاعتداء الجنسي والصدمات التاريخية وعنف الشريك والتسلط.
كان اضطراب ما بعد الصدمة معروفًا بالعديد من الأسماء في الماضي خلال سنوات الحرب العالمية الأولى مثل “التعب القتالي” لكن اضطراب ما بعد الصدمة لا يحدث فقط للمحاربين القدامى بل يمكن أن يصيب اضطراب ما بعد الصدمة جميع الناس من أي عرق أو جنسية أو ثقافة وفي أي عمر ويؤثر اضطراب ما بعد الصدمة على ما يقرب من 3.5 في المائة من البالغين حول العالم كل عام ويبلغ معدل انتشار اضطراب ما بعد الصدمة مدى الحياة لدى المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 18 عامًا 8٪ ويقدر أن واحدًا من كل 11 شخصًا سيتم تشخيصه باضطراب ما بعد الصدمة في حياتهم فيما تعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة بمقدار الضعف مقارنة بالرجال.
الأشخاص المصابون باضطراب ما بعد الصدمة لديهم أفكار ومشاعر مكثفة ومزعجة تتعلق بتجربتهم والتي تستمر لفترة طويلة بعد انتهاء الحدث الصادم فقد يسترجعون الحدث من خلال ذكريات الماضي أو الكوابيس وقد يشعرون بالحزن أو الخوف أو الغضب وقد يشعرون بالانفصال أو الاغتراب عن الآخرين فيما قد يتجنب الأشخاص المصابون باضطراب ما بعد الصدمة المواقف أو الأشخاص الذين يذكرونهم بالحدث الصادم وقد يكون لديهم ردود فعل سلبية قوية تجاه شيء عادي مثل الضوضاء العالية أو اللمسة العرضية.
أعراض اضطراب الكرب التالي للرضح
تندرج أعراض اضطراب ما بعد الصدمة في الفئات الأربع التالية ويمكن أن تختلف الأعراض المحددة في شدتها:
- التطفل: الأفكار الدخيلة مثل الذكريات المتكررة واللاإرادية والأحلام المؤلمة أو استرجاع الأحداث الصادمة وقد تكون ذكريات الماضي حية لدرجة أن الناس يشعرون أنهم يسترجعون التجربة الصادمة أو يرونها أمام أعينهم.
- التجنب: قد يشمل تجنب التذكير بالحدث الصادم تجنب الأشخاص والأماكن والأنشطة والأشياء والمواقف التي قد تثير ذكريات مؤلمة وقد يحاول الناس تجنب تذكر الحدث الصادم أو التفكير فيه قد يقاومون الحديث عما حدث أو ما يشعرون به حيال ذلك.
- التغييرات في الإدراك والمزاج: عدم القدرة على تذكر الجوانب المهمة للحدث الصادم والأفكار والمشاعر السلبية التي تؤدي إلى معتقدات مستمرة ومشوهة عن النفس أو الآخرين (على سبيل المثال “أنا سيء” أو “لا يمكن الوثوق بأحد”) والأفكار المشوهة حول سبب أو عواقب الحدث الذي يؤدي إلى إلقاء اللوم على الذات أو غيرها بشكل خاطئ والخوف المستمر أو الرعب أو الغضب أو الذنب أو العار واهتمام أقل بكثير بالأنشطة التي تمتعت بها سابقًا والشعور بالانفصال أو الاغتراب عن الآخرين أو عدم القدرة على تجربة المشاعر الإيجابية (خالي من السعادة أو الرضا).
- تغييرات في الاستثارة ورد الفعل: وقد تشمل أعراض الاستثارة ورد الفعل الانفعال ونوبات الغضب والتصرف بتهور أو الانتباه المفرط لما يحيط به المرء بطريقة مشبوهة.
يعاني العديد من الأشخاص الذين تعرضوا لحدث صادم من أعراض مشابهة لتلك المذكورة أعلاه في الأيام التالية للحدث ومع ذلك لكي يتم تشخيص الشخص باضطراب ما بعد الصدمة ويجب أن تستمر الأعراض لأكثر من شهر ويجب أن تسبب ضائقة كبيرة أو مشاكل في الأداء اليومي للفرد حيث تظهر الأعراض على العديد من الأفراد في غضون ثلاثة أشهر من الصدمة ولكن قد تظهر الأعراض لاحقًا وتستمر غالبًا لأشهر وأحيانًا سنوات وغالبًا ما يحدث اضطراب ما بعد الصدمة مع حالات أخرى ذات صلة مثل الاكتئاب وتعاطي المخدرات ومشاكل الذاكرة ومشاكل الصحة الجسدية والعقلية الأخرى.
أسباب الإصابة باضطراب الكرب التالي للرضح (PTSD)
أي حالة يجدها الشخص مؤلمة يمكن أن تسبب اضطراب ما بعد الصدمة ويمكن أن تشمل الاسباب:
حوادث الطرق الخطيرة
الاعتداءات الشخصية العنيفة مثل الاعتداء الجنسي أو السرقة
مشاكل صحية خطيرة
تجارب الولادة
يمكن أن يتطور اضطراب ما بعد الصدمة على الفور بعد تعرض شخص ما لحدث مزعج أو يمكن أن يحدث بعد أسابيع أو شهور أو حتى سنوات حيث يُقدر أن اضطراب ما بعد الصدمة يؤثر على حوالي 1 من كل 3 أشخاص لديهم تجربة مؤلمة ولكن ليس من الواضح بالضبط سبب إصابة بعض الأشخاص بهذه الحالة والبعض الآخر لا يصاب بها.
Pingback: علاج اضطراب الكرب التالي للرضح - العهد للصحة النفسية و علاج الادمان