يحدث الإدمان على التدخين عندما يحتاج جسمك إلى النيكوتين ولا يمكنك التوقف عن استخدامه فالنيكوتين مادة كيميائية في التبغ تجعل الإقلاع عن التدخين صعبًا حيث ينتج النيكوتين تأثيرات مرضية في دماغك لكن هذه التأثيرات مؤقتة حتى تصل إلى سيجارة أخرى وكلما دخنت أكثر كلما احتجت إلى المزيد من النيكوتين للشعور بالرضا وعندما تحاول التوقف فستواجه تغيرات عقلية وجسدية غير سارة وهذه أعراض انسحاب النيكوتين وبغض النظر عن مدة التدخين فإن التوقف عن التدخين يمكن أن يحسن صحتك وهذا ليس بالأمر السهل ولكن يمكنك كسر اعتمادك على النيكوتين حيث تتوفر العديد من العلاجات الفعالة.
بدأ معظم المدخنين في التدخين عندما كانوا مراهقين وأولئك الذين لديهم أصدقاء و / أو آباء مدخنون هم أكثر عرضة لبدء التدخين من أولئك الذين لا يدخنون حيث يقول بعض المراهقين إنهم “أرادوا فقط تجربته” أو يعتقدون أنه من “الرائع” التدخين كما أن إعلانات شركات صناعة التبغ وفواصل الأسعار والعروض الترويجية الأخرى لمنتجاتها لها تأثير كبير في مجتمعنا إذ تنفق صناعة التبغ مليارات الدولارات كل عام لإنشاء وتسويق إعلانات تُظهر التدخين على أنه مثير ورائع وآمن فيما يظهر استخدام التبغ أيضًا في ألعاب الفيديو وعبر الإنترنت والتلفزيون والأفلام التي تظهر أشخاصًا يدخنون لها تأثير كبير آخر حيث تشير الدراسات إلى أن الشباب الذين يشاهدون التدخين في الأفلام هم أكثر عرضة لبدء التدخين.
إذا كنت ترغب بمعرفة المزيد من المعلومات عن الإدمان على التدخين فأنت في المكان الصحيح، في هذا المقال ستجد جميع المعلومات المتعلقة ب الإدمان على التدخين والاثار الجانبية للتدخين ونصائح الأطباء وخبراء الصحة النفسية لعلاج الإدمان والوقاية منه والعديد غيرها، هيا بنا نبدأ!
من هو الأكثر عرضة للإدمان على السجائر؟
يمكن لأي شخص يبدأ في استخدام التبغ أن يصبح مدمنًا على النيكوتين حيث تشير الدراسات إلى أن التدخين من المرجح أن يصبح عادة خلال سنوات المراهقة وكلما كنت أصغر سنًا عندما بدأت في التدخين زادت احتمالية إدمانك على النيكوتين.
وفقًا لتقرير طبي صدر في عام 2014 بدأ ما يقرب من 9 من كل 10 بالغين مدخنين قبل سن 18 عامًا وبدأ جميعهم تقريبًا في سن 26 عامًا ويقدر التقرير أن حوالي 3 من كل 4 طلاب في المدارس الثانوية الذين يدخنون سيدمنون على التدخين حتى لو كانوا يعتزمون الإقلاع عن التدخين في غضون بضع سنوات.
هل التدخين يسبب الإدمان؟
يقول حوالي 2 من كل 3 أشخاص مدخنين إنهم يريدون الإقلاع عن التدخين وحوالي النصف يحاولون الإقلاع كل عام لكن القليل منهم ينجح دون مساعدة وهذا لأنهم لا يعتمدون جسديًا على النيكوتين فقط فهناك أيضًا اعتماد عاطفي (نفسي) قوي حيث يؤثر النيكوتين على السلوك والمزاج والعواطف وإذا كان الشخص يستخدم التبغ للمساعدة في إدارة المشاعر والعواطف غير السارة فقد تصبح مشكلة بالنسبة للبعض عندما يحاولون الإقلاع عن التدخين وقد يربط الشخص الذي يدخن التدخين بالأنشطة الاجتماعية والعديد من الأنشطة الأخرى أيضًا. كل هذه العوامل تجعل التدخين عادة يصعب الإقلاع عنها.
في الواقع قد يكون الإقلاع عن التدخين أصعب من التوقف عن استخدام الكوكايين أو المواد الأفيونية مثل الهيروين ففي عام 2012 راجع الباحثون 28 دراسة مختلفة لأشخاص كانوا يحاولون الإقلاع عن ادمان المادة التي كانوا مدمنين عليها ووجدوا أن حوالي 18٪ كانوا قادرين على الإقلاع عن الشرب وأكثر من 40٪ كانوا قادرين على الإقلاع عن المواد الأفيونية أو الكوكايين لكن 8٪ فقط كانوا قادرين على الإقلاع عن التدخين.
يتسم الإدمان بالسعي المتكرر أو القهري لمادة ما أو استخدامها على الرغم من آثارها الضارة وعواقبها غير المرغوب فيها فالإدمان هو اعتماد عقلي أو عاطفي على مادة ما والنيكوتين هو مادة الإدمان المعروفة في التبغ حيث يؤدي الاستخدام المنتظم لمنتجات التبغ إلى الإدمان لدى العديد من المستخدمين حيث يوجد النيكوتين بشكل طبيعي في التبغ ويُعتقد أنه يسبب الإدمان مثل المخدرات الاخرى كالهيروين أو الكوكايين.
ألية تأثير النيكوتين على الجسم
يتم امتصاص النيكوتين والمواد الكيميائية الأخرى الموجودة في دخان التبغ بسهولة في الدم عن طريق الرئتين ومن هناك ينتشر النيكوتين بسرعة في جميع أنحاء الجسم وعندما يتم تناول النيكوتين بكميات صغيرة فإنه يسبب مشاعر لطيفة ويشتت انتباه المستخدم عن المشاعر غير السارة مما يجعل مستخدم التبغ يرغب في استخدام المزيد.
يعمل النيكوتين على كيمياء الدماغ والجهاز العصبي المركزي مما يؤثر على الحالة المزاجية حيث يعمل النيكوتين إلى حد كبير مثل العقاقير الأخرى التي تسبب الإدمان عن طريق إغراق دوائر المكافأة في الدماغ بمادة كيميائية تسمى الدوبامين فيما يعطي النيكوتين أيضًا القليل من اندفاع الأدرينالين ليس كافيًا للملاحظة ولكنه كافٍ لتسريع القلب ورفع ضغط الدم.
يصل النيكوتين إلى الدماغ في غضون ثوانٍ بعد تدخينه وتبدأ آثاره في التلاشي في غضون بضع دقائق وقد يبدأ المستخدم في الشعور بالضيق والانفعال وعادة لا تصل إلى نقطة أعراض الانسحاب الخطيرة ولكن الشخص الذي يستخدم السجائر يصبح أكثر انزعاجًا بمرور الوقت وهذا هو ما يدفع الشخص في أغلب الأحيان إلى أن يدخن مرة أخرى وفي مرحلة ما يستخدم الشخص التبغ وتختفي المشاعر غير السارة وتستمر الدورة وإذا لم يدخن الشخص مرة أخرى قريبًا فستزداد أعراض الانسحاب سوءًا بمرور الوقت.
بينما يتكيف الجسم مع النيكوتين، يميل الأشخاص الذين يستخدمونه إلى زيادة كمية التبغ التي يستخدمونها مما يؤدي إلى زيادة كمية النيكوتين في دمائهم وهناك حاجة إلى مزيد من التبغ للحصول على نفس التأثير وهذا ما يسمى التسامح وبمرور الوقت يتم الوصول إلى مستوى معين من النيكوتين وسيحتاج الشخص إلى مواكبة الاستخدام للحفاظ على مستوى النيكوتين ضمن نطاق مريح.
أعراض الإدمان على التدخين
بالنسبة لبعض الأشخاص يمكن أن يؤدي استخدام أي كمية من التبغ إلى الاعتماد على النيكوتين بسرعة وتشمل العلامات التي تشير إلى أنك مدمن ما يلي:
- لا يمكنك التوقف عن التدخين ولقد قمت بواحدة أو أكثر من المحاولات الجادة ولكنها فاشلة للتوقف.
- تظهر عليك أعراض الانسحاب عندما تحاول التوقف عن التدخين وتسببت محاولاتك للتوقف عن الأعراض الجسدية والمتعلقة بالمزاج مثل الرغبة الشديدة والقلق والتهيج والأرق وصعوبة التركيز واكتئاب المزاج والإحباط والغضب وزيادة الجوع والأرق والإمساك أو الإسهال.
- تستمر في التدخين بالرغم من المشاكل الصحية وعلى الرغم من إصابتك بمشكلات صحية في رئتيك أو قلبك إلا أنك لم تتمكن من التوقف.
- تتخلى عن الأنشطة الاجتماعية حيث تتوقف عن الذهاب إلى المطاعم الخالية من التدخين أو التوقف عن التواصل مع العائلة أو الأصدقاء لأنك لا تستطيع التدخين في هذه المواقف.
Pingback: علاج الإدمان على التدخين - العهد للصحة النفسية و علاج الادمان
Pingback: الإدمان على الشيشة - العهد للصحة النفسية و علاج الادمان