الاضطرابات الانفعالية

الاضطرابات الانفعالية هي مجموعة من الاضطرابات النفسية المزمنة والمتكررة في كثير من الأحيان والتي ترتبط بضعف كبير في نوعية الحياة اليومية والإنتاجية والأداء الشخصي ويتم تصور هذه الاضطرابات بشكل متزايد على أنها اضطرابات في النمو العصبي حيث تبدأ في كثير من الأحيان في الظهور في مرحلة الطفولة أو المراهقة وتؤدي إلى آثار ضارة على مدى الحياة وقد تؤدي الاضطرابات الأساسية التي لوحظت في علم التشريح العصبي والدوائر العصبية إلى سلسلة من التأثيرات النهائية عبر علم وظائف الأعضاء والإدراك والسلوك والتأثير.

من الطبيعي أن يشعر الناس بمشاعر الحزن وعدم الارتياح طوال حياتهم وعندما تصبح هذه المشاعر مستمرة ومؤثرة فقد تبدأ في التطور إلى اضطرابات انفعالية وهي اضطرابات نفسية تضعف قدرة الفرد على التأقلم بشكل طبيعي وتؤدي إلى ردود فعل عاطفية غير مناسبة ومبالغ فيها وصعوبة في الحفاظ على العلاقات وتدهور مزمن للمزاج وأعراض جسدية سلبية مثل التعب والنوعان الرئيسيان من الاضطرابات الانفعالية هما الاكتئاب واضطرابات القلق حيث تتميز اضطرابات الاكتئاب بمشاعر الحزن المستمرة بينما تُعرَّف اضطرابات القلق بأنها مشاعر الخوف والقلق المستمرة ومن أجل تحديد ما إذا كان يمكن تشخيص شخص ما باضطراب انفعالي معين يجب أن يستوفي المعايير المنصوص عليها في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5).

إذا كنت ترغب بمعرفة المزيد من المعلومات عن الاضطرابات الانفعالية فأنت في المكان الصحيح، في هذا المقال ستجد جميع المعلومات المتعلقة ب الاضطرابات الانفعالية وطرق تشخيصها وأعراض حدوثها ونصائح الأطباء وخبراء الصحة النفسية لعلاجها والوقاية منها، هيا بنا نبدأ!

ما هي الاضطرابات الانفعالية؟

الاضطرابات الانفعالية هي حالة صحية عقلية تؤثر بشكل أساسي على حالتك العاطفية وهي اضطراب تعاني فيه فترات طويلة من السعادة الشديدة أو الحزن الشديد أو كليهما فيما تتضمن بعض اضطرابات المزاج عواطف مستمرة أخرى مثل الغضب والتهيج.

من الطبيعي أن يتغير مزاجك حسب الحالة ومع ذلك لتشخيص الاضطراب الانفعالي يجب أن تستمر الأعراض لعدة أسابيع أو أكثر حيث يمكن أن تسبب اضطرابات المزاج تغييرات في سلوكك ويمكن أن تؤثر على قدرتك على أداء الأنشطة الروتينية مثل العمل أو المدرسة وأكثر اضطرابات المزاج شيوعًا هما الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب.

أنواع الاضطرابات الانفعالية

تشمل أنواع اضطرابات الانفعال ما يلي:

• الاكتئاب وأنواعه الفرعية.
• الاضطراب ثنائي القطب وأنواعه الفرعية.
• اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي.
• اضطراب عدم انتظام المزاج التخريبي.

• الاكتئاب

الاكتئاب بما في ذلك الاكتئاب الشديد أو الاكتئاب السريري هو حالة صحية عقلية شائعة وتشمل أعراضها الشعور بالحزن أو اليأس ويمكن أن تسبب الحالة أيضًا صعوبة في التفكير والذاكرة والأكل والنوم ولكي يتم تشخيص المريض بالاكتئاب السريري يجب أن تستمر الأعراض لمدة أسبوعين على الأقل وهناك عدة أنواع مختلفة من الاكتئاب منها:

اكتئاب ما بعد الولادة: يحدث هذا النوع من الاكتئاب أثناء الحمل أو بعد نهاية الحمل لدى النساء عند الولادة حيث تعاني النساء من تغيرات هرمونية وجسدية وعاطفية ومالية واجتماعية بعد الإنجاب ويمكن أن تسبب هذه التغييرات أعراض اكتئاب ما بعد الولادة.

الاضطراب الاكتئابي المستمر: هو شكل مزمن من الاكتئاب يجب أن يستمر لمدة عامين على الأقل وقد تقل حدة الأعراض من حين لآخر خلال هذا الوقت وهو أقل حدة من اضطراب الاكتئاب الشديد لكنه مستمر.

الاضطراب العاطفي الموسمي: يحدث هذا النوع من الاكتئاب خلال مواسم معينة من العام ويبدأ عادةً في أواخر الخريف أو أوائل الشتاء ويستمر حتى الربيع أو الصيف وهو النوع الأقل شيوعًا وقد تبدأ نوبات الاضطراب العاطفي الموسمي أيضًا خلال أواخر الربيع أو الصيف وقد تشبه أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي الشتوي أعراض الاكتئاب الشديد.

الاكتئاب الذهاني: هو نوع من الاكتئاب الحاد مصحوب بنوبات ذهانية مثل الهلوسة أي رؤية أو سماع أشياء لا يسمعها الآخرون أو الأوهام ووجود معتقدات ثابتة ولكنها خاطئة والأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الذهاني لديهم مخاطر متزايدة للتفكير في الانتحار.

• الاضطراب ثنائي القطب

الاضطراب ثنائي القطب هو اضطراب مزاجي يدوم مدى الحياة مترافق مع حالة صحية عقلية تسبب تغيرات شديدة في المزاج ومستويات الطاقة وأنماط التفكير والسلوك وهناك أنواع قليلة من الاضطراب ثنائي القطب والتي تنطوي على تقلبات كبيرة في المزاج يشار إليها باسم الهوس الخفيف أو الهوس ونوبات الاكتئاب.

• اضطرابات المزاج الأخرى

تشمل اضطرابات المزاج الأخرى ما يلي:

     الاضطراب السابق للحيض: يحدث هذا النوع من اضطراب المزاج قبل الدورة الشهرية بسبعة إلى عشرة أيام ويختفي في غضون أيام قليلة من بداية الدورة الشهرية وإنه شكل أكثر خطورة من متلازمة ما قبل الحيض (PMS) حيث يعتقد الباحثون أن هذه الحالة ناتجة عن التغيرات الهرمونية المتعلقة بالدورة الشهرية وقد تشمل الأعراض الناتجة عنها الغضب والتهيج والقلق والاكتئاب والأرق.

     اضطراب المزاج التخريبي (DMDD): يؤثر اضطراب المزاج التخريبي على الأطفال والمراهقين وهو ينطوي على نوبات غضب متكررة وتهيج لا يتناسب مع الموقف ويعتبر اضطراب المزاج التخريبي أكثر شدة من الاضطراب المتقطع (IED) والغضب موجود في معظم الأوقات عند المصابين به ويحدث قبل سن العاشرة.

أعراض الاضطرابات الانفعالية

لكل اضطراب انفعالي أعراض مختلفة أو أنماط مختلفة من الأعراض وعادةً ما يكون لاضطرابات الحالة المزاجية أعراض تؤثر على حالتك المزاجية ونومك وسلوكيات الأكل ومستوى الطاقة وقدرات التفكير بما في ذلك الأفكار المتسارعة أو فقدان التركيز فيما تشمل أعراض الاضطرابات الانفعالية بشكل عام ما يلي:

     الشعور بالحزن معظم الوقت أو كل يوم تقريبًا.

     نقص الطاقة أو الشعور بالخمول.

     الشعور بعدم القيمة أو اليأس.

     فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت تجلب المتعة في السابق.

     أفكار عن الموت أو الانتحار.

     صعوبة في التركيز.

     كثرة النوم أو عدم كفايته.

     فقدان الشهية أو الإفراط في الأكل.

     الهياج أو الأرق أو التهيج.

     سلوك المخاطرة مثل إنفاق أموال أكثر من المعتاد أو القيادة بتهور.

     الأفكار المتسارعة.

أسباب الاضطرابات الانفعالية

يعتقد الباحثون أن عدة عوامل تساهم في تطور الاضطرابات الانفعالية بما في ذلك:

     العوامل البيولوجية: مناطق الدماغ المسؤولة عن التحكم في مشاعرك وعواطفك هي اللوزة الدماغية والقشرة الأمامية المدارية وتبين أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات المزاج لديهم تضخم في اللوزة الدماغية في اختبارات التصوير الدماغي.

     عوامل وراثية: الأشخاص الذين لديهم أحد أفراد العائلة مصاب بالاضطراب انفعالي هم أكثر عرضة للإصابة بهذه الاضطرابات مما يدل على أن اضطرابات المزاج من المحتمل أن تكون وراثية أو موروثة جزئيًا.

     العوامل البيئية: تغيرات الحياة المجهدة مثل وفاة أحد الأحباء أو القلق المزمن أو أحداث مؤلمة أو إساءة معاملة الأطفال هي عوامل خطر رئيسية لتطوير الاضطرابات الانفعالية لاحقًا في الحياة وخاصة الاكتئاب كما تم ربط الاكتئاب بالأمراض المزمنة مثل مرض السكري ومرض باركنسون وأمراض القلب.