الحزن هو عاطفة طبيعية يجب أن تتلاشى بمرور الوقت ولكن عندما لا تكون هذا الكآبة مؤقتة فقد يكون خطر الاكتئاب في الأفق فكل شخص يمر بيوم سيئ بين الحين والآخر مشاجرة مؤلمة مع الزوج أو فقدان حيوان أليف محبوب أو خيبات أمل يومية أخرى يمكن أن تجعلنا نشعر بالفزع حيث يعتبر الحزن عاطفة إنسانية طبيعية يشعر بها الجميع من وقت لآخر وغالبًا ما يرتبط بحدث صعب في الحياة مثل فقدان أحد الأحباء أو الانفصال أو غير ذلك من الأحداث المؤذية التي تؤدي إلى نتيجة غير مرغوب فيها وعندما يشعر الشخص بالحزن، غالبًا ما يكون الحزن هو المشاعر السائدة ولكن يمكن أن تكون هناك فترات من الارتخاء ومزاج أقل حدة ويمكن أيضًا التخلص من الحزن أحيانًا عن طريق التنفيس عن المشاعر أو البكاء أو ممارسة الرياضة أو أي طرق أخرى لإطلاق المشاعر.
يختلف الحزن في شدته ومدته لكن السمة المميزة هي أنه شعور مؤقت وفي النهاية يتلاشى ويختفي لكن إذا استمر الحزن في التفاقم ولم يتلاشى في النهاية أو استمر لفترة طويلة فيجب عليك طلب الدعم من أخصائي الصحة العقلية لأن الاكتئاب أمر محتمل!
إذا كنت ترغب بمعرفة المزيد من المعلومات عن الحزن فأنت في المكان الصحيح، في هذا المقال ستجد جميع المعلومات المتعلقة ب الحزن وأنواعه والفرق بينه وبين الاكتئاب والقلق ونصائح الأطباء وخبراء الصحة النفسية لعلاجه والوقاية منه، هيا بنا نبدأ!
ما هو الحزن؟
الحزن هو ألم عاطفي عادة ما يكون له سبب واضح مثل فقدان أحد الأحباء أو الفشل في شيء مهم أو هدف غير ناجح والشعور بالحزن أمر طبيعي فعلى الرغم من جهودنا المستمرة لجعل الحياة مثالية وخالية من الألم إلا أن الحزن سيأتي حتمًا وسواء كان ذلك بسبب تلك الترقية التي لم نحصل عليها أو في جدال محتدم مع أحد أفراد أسرته يمر الجميع أحيانًا بيوم سيء ونشعر جميعًا بالحزن في مرحلة ما من حياتنا.
الحزن أيضًا عاطفة صحية على الرغم من أنه قد لا يكون أكثر المشاعر راحة حيث أننا عادة ما نبذل قصارى جهدنا لتجنب ذلك إلا أن الحزن صالح فهو يعلمك تقدير الحياة ويمنحك نظرة ثاقبة للعوالم الداخلية للآخرين ويسمح لك بمعالجة تغييرات الحياة.
لماذا تشعر بالحزن؟
هناك العديد من الأسباب التي تجعلك تشعر بالحزن فالحزن جزء من حياتنا فقد تكون حزينًا لأنك فقدت وظيفتك أو قد تكون حزينًا لأنك لم تحتفل بعطلة مهمة مع أحبائك وربما مر وقت طويل منذ أن أجريت محادثة صادقة مع صديق مقرب وإذا شعرت بالحزن فيمكنك أيضًا:
- تبكي كثيرًا
- تفقد الاهتمام بالأنشطة التي كنت تستمتع بها
- تجد صعوبة في النوم
كلنا نريد أن نكون سعداء لكن الضغط على أن تكون سعيدًا ومبهجًا كل يوم يمكن أن يكون متعبًا للغاية ويضر برفاهيتنا الفعلية حيث يجادل العديد من الفلاسفة بأنه لكي نكون سعداء وعلينا أولاً أن ندع أنفسنا نحزن.
الفرق بين الحزن والاكتئاب
الحزن عاطفة طبيعية وعادية ويمكن أن تكون حزينًا عندما ينتقل صديقك في جميع أنحاء العالم ولن تتمكن من التسكع معه كثيرًا بعد الآن ويمكن أن تكون حزينًا عندما تفقد وظيفة أو علاقة مهمة فالشعور بالحزن أحيانًا ليس أمرًا طبيعيًا فحسب ولكنه أيضًا علامة على وجود أشياء مهمة في حياتك تستحق الحماية فالحزن هو مجرد طريقة أخرى لأننا بشر.
الاكتئاب يختلف عن الحزن وعلى الرغم من أننا نستخدم الكلمات بشكل عرضي بالتبادل ونقول أشياء مثل “أنا مكتئب جدًا اليوم” لا يقتصر الأمر على اختلافهما فحسب بل من الضروري التفريق بينهما حيث يعتبر الحزن هو عاطفة طبيعية نشعر بها جميعًا.
عندما تكون حزينًا وعلى الرغم من شعورك بالإحباط فلا يزال بإمكانك الاستمتاع بالتسكع مع الأصدقاء أو الضحك على فيلم جيد وعندما تعاني من الاكتئاب فعادةً ما يكون الأمر مختلفًا كما لو كان ما يسعدك من قبل ليس له نفس التأثير الآن أما الاكتئاب أو الاضطراب الاكتئابي هو حالة طبية تؤثر سلبًا على أدائك الاجتماعي أو الوظيفي اليومي المرتبط بالعمل وله تأثير على جسمك بل إنه يغير دماغك وعلى الرغم من أن مشاعر الحزن قد ترتبط بالاكتئاب إلا أن الاختلاف بين الاكتئاب والحزن لا يتعلق فقط بالحدة أو الدرجة ولكن أيضًا في كيفية تأثيره سلبًا على جسد الشخص وعقله.
يستخدم المهنيون الصحيون الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) لتشخيص الأمراض العقلية ولتشخيص الإصابة بالاكتئاب السريري يحتاجون إلى تجربة خمسة (أو أكثر) أعراض على الأقل خلال فترة أسبوعين وأيضًا يجب أن يكون أحد الأعراض على الأقل هو مزاج مكتئب أو فقدان الاهتمام أو المتعة حيث تعد شدة كل عرض مهمة أيضًا عند إجراء تقييم للمهنيين الصحيين والأعراض هي:
- الشعور بالاكتئاب معظم اليوم كل يوم تقريبًا.
- قلة الاهتمام والاستمتاع بالأنشطة.
- صعوبة النوم أو النوم لفترات طويلة.
- مشاكل في الأكل أو الإفراط في الأكل وزيادة الوزن أو إنقاصه.
- التعب الشديد معظم اليوم كل يوم تقريبًا.
- مشاعر الذنب أو انعدام القيمة غير الملائمة أو المبالغ فيها.
- عدم القدرة على التركيز أو اتخاذ القرارات.
- الأفكار أو الأفعال الانتحارية المتكررة أو التفكير كثيرًا في الموت.
لفهم الفروق بين الحزن والاكتئاب بشكل أفضل دعنا نلقي نظرة على مدى اختلاف تأثيرهما على الشخص، عندما تكون حزينًا بعد حدث سلبي في حياتك على الرغم من أن جودة نومك قد تنخفض فمن المحتمل أنك ستظل قادرًا على النوم كما تفعل عادةً.
يرتبط الاكتئاب والنوم ارتباطًا وثيقًا حيث أظهرت العديد من الدراسات أن الاكتئاب يرتبط ارتباطًا وثيقًا باضطراب كبير في نمط النوم الطبيعي وخاصة الأرق فعلى سبيل المثال يعاني 75٪ من مرضى الاكتئاب من الأرق و 40٪ يعانون من فرط النوم (النوم المفرط وصعوبة البقاء مستيقظًا أثناء النهار) لذلك فإن الشعور بالحزن والاكتئاب السريري يؤثران على أنماط نومك بشكل مختلف.
Pingback: علاج الحزن - العهد للصحة النفسية و علاج الادمان