أسباب تعاطي المخدرات من الأمور المربكة، فلكل متعاطي أسبابه الخاصة به والتي تختلف تماماً عن غيره، لكنها تظهر بنفس المعنى مع تغير المضمون الخاص بكل فرد، ولهذا فإن حصر أسباب تعاطي المخدرات في أسباب بعينها يعد حجراً لأسباب كثيرة متنوعة.
أسباب تعاطي المخدرات:
تتنوع أسباب تعاطي المخدرات لعدة أسباب كثيرة، نقسمها لثلاثة مجموعات هي:
أسباب تعاطي المخدرات النفسية:
يعد العامل النفسي من أهم أسباب تعاطي المخدرات، ويتنوع بتنوع الاضطرابات المختلفة التي يتعرض لها المتعاطي، فنذكر منها:
الاكتئاب:
اضطراب الاكتئاب أو مرض الاكتئاب، من أسباب تعاطي المخدرات، فما يشعر به مريض الاكتئاب من مشاعر سلبية محبطة متنوعة غارقة في اليأس، يجعله يلجأ للمخدرات لتسكين هذه الأحاسيس، كما أن حالة النشوة يعتبرها مريض الاكتئاب قمة السعادة لديه، فهو في العادة لايشعر بمشاعر السعادة المختلفة، ولهذا يعتبر الاكتئاب من أبرز الأسباب النفسية في التعاطي.
القلق والتوتر:
القلق والتوتر قد يصل بصاحبه لأسوأ الأوضاع، فهو يؤثر على عضلة القلب ويؤثر على طريقة التفكير أيضاً، ويشعر فيه الشخص بحالة من عدم الارتياح والصفاء الذهني، فقد يلجأ حينها للمخدرات حتى يحصل على قسط من الراحة النفسية التي لا يستطيع الاستمتاع بها في العادة من فرط القلق والتوتر.
اضطراب ما بعد الصدمة:
وهو حدوث حدث كبير كارثي في حياة الشخص سواء على المستوى الشخصي أو على المستوى المجتمعي، كموت عزيز أو حالة الحروب والكوارث العامة، وهي يدخله في حالة من الخوف الشديد بسبب عدم تقبله لما حدث، وقد ينتج عن هذا قلق و اكتئاب، وغالبية المتعاطين يكونوا قد تعرضوا لمثل هذا الاضطراب، ويلجأ المتعاطي للمخدرات لتسكين كل هذه الأحاسيس، و لأنها أحاسيس لاتنتهي بمجرد التعاطي، فإنه يظل يداوم على التعاطي لفترة.
الوسواس القهري:
هو من أخطر الأمراض النفسية، لأنه يجبر صاحبة على تكرار أفعال معينة بشكل معين، والخوف من أشياء أخرى، وهذا يكون على صورة إجبارية لصاحبه، ولذلك يلجأ للمخدرات لتخفيف وطأة هذا المرض.
التجربة والفضول:
الفضول قد يقتل صاحبه أحياناً، فالبعض يذهب لتعاطي المخدرات لمجرد الفضول ومعرفة كيف تكون المخدرات، وهذا بسبب ضعف التوعية أو فهم ماهية المخدرات بشكل جيد.
أسباب تعاطي المخدرات الجسدية:
هناك أسباب جسدية تحدث للفرد تجعلة يدمن نوع معين من المخدرات لسبب حدث له، وهي:
تسكين الآلام:
وهذا يحدث كثير لمن يصابون بأمراض معينة تحتاج لمسكنات قوية، لتسكين الآلام، ويظل يتعاطاها حتى بعد التعافي من المرض، وكذلك من مروا بعمليات جراحية، وتعاطوا مسكنات قوية واستمروا عليها دون توقف ودون استشارة الطبيب.
العنف البدني:
البعض يتعرضون للعنف البدني الذي يجعلهم في حالة نفسية غير متزنة مما يجعلهم يلجأون إلى المخدرات، سواء عنفاً منزلياً، أو عنفاً جنسياً.
استعمال المنشطات في بعض الرياضات:
البعض يمارس الرياضات المختلفة، ولكنه ولأجل زيادة قوته كما يتصور، أو ليحقق فوزاً معيناً مباراة معينة فإنه يعمد لتعاطي المنشطات و التي تعتبر من أكبر البوابات للدخول إلى عالم المخدرات والإدمان.
التعاطي من أجل الجنس:
وتعتبر البوابة الأكبر لدخول عالم تعاطي المخدرات على الإطلاق، فالبعض يظن أن تعاطي المخدرات والمسكرات يزيد من الإحساس بمتعة الجنس ويطيل مدته، ولكن هذا اعتقاد خاطيء جداً، فما يشعره باللذة هي حالة نشوة المخدر مضافة إلى نشوة الجنس، ولكن مع الوقت، تتسبب المخدرات بضعف القدرة الجنسية وفقد الإحساس بها مع فقدان نشوة المخدر التي كان يشعر بها، فيفقد حينها كل شيء، وربما يفقد بسببها القدرة الجنسية إلى غير رجعة.
أسباب تعاطي المخدرات الاجتماعية:
إن البعد الاجتماعي له دور كبير أيضاً في أسباب تعاطي المخدرات، ونذكر منها:
التشتت الأسري:
إن التشتت الأسري ليس المقصود منه بعد الوالدين عن بعضهما البعض بانفصال، ولكن التشتت الأسري قد يحد في ظل وجود ترابط الوالدين ولكن كل فرد في الأسرة يتصرف وكأنه لوحده تماماً فليس هناك ترابط بين الأسرة أو ما يسمى بالدفء الأسري، وهذا من أسباب وقوع أفراد الأسرة في الأخطاء ومنها تعاطي المخدرات.
حالات الطلاق:
حالات الطلاق لها آثار نفسية و اجتماعية تتسبب بكثرة الأفكار السلبية، والبعض يلجأ أثناءها لتعاطي المخدرات “لكي ينسى” كما يدعي البعض، وكذلك الأبناء الذين يتعرض والديهم للطلاق، هم أكثر عرضة من غيرهم في الوقوع في تعاطي المخدرات، لغياب الرقابة ودور الوالدين.
أصدقاء السوء:
الصاحب ساحب، كما يقال، ولهذا فإن الرفقة لها عامل كبير في الوقوع في تعاطي المخدرات، فالرفقة التي تتعاطى المخدرات من الأسباب المباشرة في تعاطي المخدرات.
الضغوط في العمل أو الأسرة:
الضغوط تضع الشخص طوال الوقت تحت تأثير معين يجعله لا يستطيع أن يعيش حياته كما يجب، فالضغوط اليومية في العمل وثم الضغوط في الأسرة، مع الوقت قد تصل بصاحبها للانهيار تماماً، فتجده يفقد سيطرته على نفسه، وقد يعوض تعاطي المخدرات في مقابل الضغوط المختلفة ليستطيع تحملها، ولكنها مع الوقت تصل به للتدهور الكامل السريع.
العزلة و الوحدة:
إن للعزلة سلبيات كثيرة جداً، فهي تترك الشخص وحيداً في مقابل الأفكار السلبية المختلفة والتي تظل تتوارد على الدماغ بشكل مستمر ولأن الشخص منعزل عن الجميع فلا موجه له ولا قدرة على تحملها، قد يجعله يلجأ للمخدرات ليسكن آلام العزلة .
وجود متعاطي للمخدرات في الأسرة:
إن وجود متعاطي في الأسرة وخاصة إذا شخص يقتدى به كالأب أو الأم أو الأخ الكبير أو العم أو الخال، يجعل تعاطي المخدرات لدى الأبناء وارداً، فمن يقتدي بهم الشخص يتعاطون المخدرات، وهذا شيئاً عادياً بالنسبة له مما يسهل تعاطيه لها.
سهولة الحصول على الأموال والمخدرات:
إن السهولة في وجود الشيء تغري باستعماله، فما يعتبر صعباً للآخرين، يغري بالاستعمال إذا كان سهلاً بالنسبة للشخص، وتوفر الأشياء بشكل مبالغ فيه دون رقابة أو توجيه يجعل نسب الانحراف عن الطريق واردة بشكل كبير.
طرق الوقاية من تعاطي المخدرات:
الوقاية دائماً خير من العلاج، وهي باستمرار صخرة تتكسر عليها أمواج الإدمان المختلفة، ولهذا فإننا لابد من أن نتحدث عن عدة طرق للوقاية من المخدرات حتى يتسنى للجميع استخدامها حتى لايقعوا في مستنقع المخدرات، ومنها:
و تتنوع طرق الوقاية وتختلف إلى نوعين، وقاية أسرية، و وقاية اجتماعية، ولكل منهما دوره أساليبه الخاصة به.
طرق الوقاية من المخدرات الأسرية:
للأسرة دور أساسي في الوقاية من المخدرات وهي :
أولاً: التوعية بمخاطر المخدرات:
تعتبر التوعية من تعاطي المخدرات داخل الأسرة من الركائز الأساسية في طرق التوعية من المخدرات، فهي تفتح عقل الفرد وتضع حدوداً نفسية بينه وبين التعاطي إذا أصبح متاحاً أمامه.
ثانياً:البعد عن القسوة الشديدة ومنح الابناء ثقة في أنفسهم:
إن القسوة الشديدة من الأمور التي تنفر الفرد من محيط الأسرة، وتضعه تحت ضغط نفسي قد لا يتحمله، فيكون أكثر عرضة لتعاطي المخدرات، كذلك منحهم الثقة من أهم طرق الوقاية من المخدرات، فهي تمنحم الخيار في اختيار ما ينفعهم بعد التوعية التي تقدمها الأسرة له.
ثالثاً: الهدوء في التعامل مع المشاكل المختلفة:
إن المشاكل تنتشر بشكل طبيعي بين الجميع، ولكن الفارق الوحيد، هو طريقة التعامل معها، فحين يكون التعامل مع المشاكل بشكل هاديء، سوف يضفي على الأسرة جواً من الاطمئنان وعدم وجود الضغط، وهذا يجعله جواً صحياً آمناً يحفظ أفراد الأسرة وهو وقايه من المخدرات والوقوع فيها.
رابعاً: المسارعة بالتعامل مع الاضطرابات والأمراض النفسية:
كما ذكرنا سابقاً أن الأمراض و الاضطرابات النفسية من أهم أسباب تعاطي المخدرات، فكذلك المسارعة في التعامل معها من أهم طرق الوقاية من المخدرات، فهي لا تجعل المرض يستفحل أكثر، كما أنها حائط صد للمخدرات و تعاطيها.
خامساً: الحذر من أصدقاء السوء:
دائماً مراقبة أصدقاء الأبناء ومعرفة أخلاقهم باستمرار يحفظ الأبناء بعيداً عن أصدقاء السوء، وليس معنى المراقبة أن تكون بشكل دوري، ولكن لكل مربي نظرة في الأصدقاء يعرف من خلالها إن كان مناسباً للأبناء أن يكونوا معهم أو لا يكونوا، وهذا من أهم طرق الوقاية من المخدرات.
سادساً: عدم تعاطي المخدرات أمام الأبناء:
إذا كان أحد الوالدين أو الأقارب ممن يتعاطوا المخدرات، فلا يصح أن يكون ذلك أمام الأبناء، فتعاطي المخدرات أمامهم يجعله شيء عادياً بالنسبة لهم، مما يجعل تعاطيهم لها ممكناً.
سابعاً: لا إسراف ولا تقصير في منح الأموال :
إن الإسراف في منح الأموال للأبناء، من بوابات الدخول للمخدرات، فكثرة الأموال في يد الأبناء قد يجعله عرضة للتعاطي، وكذلك أيضاً البخل الشديد وعدم منح الأموال يضع الأبناء تحت ضغط الحاجة، مما يجعلهم تحت ضغط نفسي، قد يفكر معه في الاتجاه للتعاطي، وإنما الوسطية في ذلك.
ثامناً: حث الأبناء على شغل وقت الفراغ:
إن الفراغ من أكثر الأسباب التي تستدعي الأفكار السلبية، ولهذا فإن إشغال وقت الأبناء بأشياء نافعة من أهم طرق الوقاية من المخدرات.
طرق الوقاية من المخدرات المجتمعية:
المسؤولية لدى المجتمع تجاه الوقاية من تعاطي المخدرات، تعتبر مسؤولية الدولة أو المسؤولين في كل منطقة، سواء على المستوى الشعبي أو المستوى الحكومي، ومن هذه الطرق:
أولاً: التوعية في المدارس والجامعات من المخدرات:
إن نشر التوعية داخل المدارس والجامعات من أهم طرق الوقاية من المخدرات، فالطلبة أكثر عرضة من غيرهم في تعاطي المخدرات، ولذلك فإن التوعية لهم بشكل مباشر يساعد على عدم وقوعهم في براثن المخدرات، وكذلك المحافظة على المدراس والجامعات أن لايدخلها أي مخدرات.
ثانياً: التعامل مع المروجين للمخدرات قانونياً:
إن تفعيل القانون في مواجهة مروجي المخدرات من أهم طرق الوقاية من المخدرات، فقطع الطريق على المخدرات أن تصل للشباب والجميع، تجعل الإصابة بالإدمان على المخدرات أمراً نادر الحدوث في المجتمعات.
ثالثاً: نشر الثقافة الدينية المحافظة بين أوساط الشباب:
إن الشاب الملتزم بتعاليم دينه، يجعله ذلك مستقيماً في أغلب الأوقات، فهو لديه رادع نفسي عن الوقوع في الخطأ، و إن وقع فيه فإنه يسارع للخروج منه، ولقد ثبت أن الالتزام من أهم طرق الوقاية من المخدرات.
رابعاً: نشر الرياضات البدنية والذهنية المختلفة:
إن الاهتمام المجتمعي بنشر الرياضة بين أفراده مما يساعد على توفر بيئة صحية جيدة بين أفراده، فالعقل السليم في الجسم السليم، ولهذا فالرياضات المختلفة المراقبة جيداً من أهم طرق الوقاية من المخدرات.