الرهاب هو نوع من اضطرابات القلق التي تجعل الفرد يعاني من خوف شديد وغير منطقي من موقف أو كائن حي أو مكان أو شيء ما وعندما يعاني الشخص من الرهاب فإنه غالبًا ما يشكل حياته لتجنب ما يعتبره خطيرًا فالتهديد المتخيل أكبر من أي تهديد حقيقي يمثله سبب الإرهاب وسيشعر الشخص بضيق شديد عند مواجهة مصدر رهابه يمكن أن يمنعه من العمل بشكل طبيعي ويؤدي في بعض الأحيان إلى نوبات الهلع ويمكن القول انه خوف مستمر وغير واقعي من شيء أو شخص أو حيوان أو نشاط أو موقف ونوع من اضطرابات القلق والشخص المصاب بالرهاب إما يحاول تجنب الشيء الذي يثير الخوف أو يتحمله بقلق وضيق شديدين.
بعض أنواع الرهاب محددة ومحدودة للغاية فعلى سبيل المثال قد يخاف الشخص فقط من العناكب (رهاب العناكب) أو القطط وفي هذه الحالة يعيش الشخص خاليًا نسبيًا من القلق من خلال تجنب الشيء الذي يخشاه فيما تسبب بعض أنواع الرهاب مشكلة في مجموعة متنوعة من الأماكن أو المواقف على سبيل المثال يمكن أن تظهر أعراض رهاب المرتفعات من خلال النظر من نافذة مبنى مرتفع أو القيادة فوق جسر مرتفع ويمكن أيضًا إثارة الخوف من الأماكن الضيقة (رهاب الأماكن المغلقة) من خلال ركوب المصعد أو باستخدام مرحاض صغير وقد يحتاج الأشخاص المصابون بهذا الرهاب إلى تغيير حياتهم بشكل جذري وفي الحالات القصوى قد يملي الرهاب عمل الشخص أو موقعه أو طريق القيادة أو الأنشطة الترفيهية والاجتماعية أو البيئة المنزلية.
إذا كنت ترغب بمعرفة المزيد من المعلومات عن الرهاب فأنت في المكان الصحيح، في هذا المقال ستجد جميع المعلومات المتعلقة بهذا الاضطراب وطرق تشخيصه وأنواعه ونصائح الأطباء وخبراء الصحة النفسية للوقاية منه ولعلاجه والعديد غيرها، هيا بنا نبدأ!
ما هو الرهاب؟
الرهاب هو خوف مبالغ فيه وغير منطقي وغالبًا ما يستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى الخوف من سبب معين ومع ذلك هناك ثلاثة أنواع من الرهاب معترف بها من قبل الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA). وتشمل هذه الأنواع:
الرهاب المحدد: وهو خوف شديد وغير عقلاني من محفز معين.
الرهاب الاجتماعي: أو القلق الاجتماعي وهو خوف عميق من الإذلال العلني ومن أن يتم تمييز المصاب به أو الحكم عليه من قبل الآخرين في موقف اجتماعي وفكرة التجمعات الاجتماعية الكبيرة مرعبة لشخص يعاني من القلق الاجتماعي وهو ليس مثل الخجل.
الخوف من الأماكن المكشوفة: هو الخوف من المواقف التي يصعب الهروب منها إذا كان الشخص يعاني من حالة من الذعر الشديد مثل التواجد في مصعد أو التواجد خارج المنزل وعادة ما يُساء فهمه على أنه خوف من الأماكن المفتوحة ولكن يمكن أن ينطبق أيضًا على أن تكون محصورًا في مساحة صغيرة مثل المصعد أو في وسائل النقل العام ويعاني الأشخاص المصابون برهاب الخلاء من خطر متزايد للإصابة باضطراب الهلع.
تُعرف الأنواع المحددة باسم الرهاب البسيط حيث يمكن ربطها بسبب محدد قد لا يحدث بشكل متكرر في الحياة اليومية للفرد مثل الثعابين لذلك من غير المحتمل أن تؤثر على الحياة اليومية بشكل كبير ويُعرف القلق الاجتماعي ورهاب الخلاء باسم الرهاب المعقد حيث يصعب التعرف على مسبباتهما ويمكن للأشخاص الذين يعانون من الرهاب المعقد أن يجدوا صعوبة في تجنب المثيرات مثل مغادرة المنزل أو التواجد في حشد كبير.
يصبح الرهاب قابلاً للتشخيص عندما يبدأ الشخص في تنظيم حياته حول تجنب سبب خوفه وإنه أشد خطورة من رد فعل الخوف الطبيعي والأشخاص المصابون بالرهاب لديهم حاجة ملحة لتجنب أي شيء يثير قلقهم.
الأعراض
يعاني الشخص المصاب بالرهاب من الأعراض التالية وهي شائعة في جميع الأنواع:
- إحساس بالقلق لا يمكن السيطرة عليه عند التعرض لمصدر الخوف
- الشعور بضرورة تجنب مصدر هذا الخوف بأي ثمن
- عدم القدرة على العمل بشكل صحيح عند التعرض له
- الاعتراف بأن الخوف غير منطقي وغير معقول ومبالغ فيه مصحوبًا بعدم القدرة على التحكم في المشاعر
من المرجح أن يشعر الشخص بمشاعر الذعر والقلق الشديد عند تعرضه لرهابه ويمكن أن تشمل الآثار الجسدية لهذه الأحاسيس ما يلي:
- التعرق
- التنفس غير الطبيعي
- تسارع ضربات القلب
- الرجفان
- الهبات الساخنة أو القشعريرة
- إحساس بالاختناق
- آلام أو ضيق في الصدر
- شعور غريب بالمعدة
- وخز
- فم جاف
- ارتباك
- غثيان
- دوخة
- صداع الراس
يمكن الشعور بالقلق بمجرد التفكير في موضوع الرهاب وعند الأطفال الأصغر سنًا قد يلاحظ الآباء أنهم يبكون أو يصبحون متشبثين جدًا أو يحاولون الاختباء خلف أرجل أحد الوالدين أو شيء ما وقد يعانون من نوبات غضب لإظهار محنتهم.
أنواع الرهاب
تشمل أكثر الأنواع المحددة شيوعًا حول العالم ما يلي:
الخوف من الأماكن المغلقة: الخوف من التواجد في الأماكن الضيقة والضيقة
ايروفوبيا: الخوف من الطيران
اراكنوفوبيا: الخوف من العناكب
رهاب القيادة: الخوف من قيادة السيارة
ايميتوفوبيا: الخوف من القيء
رهاب الحمى: الخوف من احمرار الوجه
هيبوكوندريا: الخوف من الإصابة بالمرض
زوفوبيا: الخوف من الحيوانات
أكوافوبيا: الخوف من الماء
أكروفوبيا: الخوف من المرتفعات
رهاب الدم والإصابة والحقن (BII): الخوف من الإصابات التي تشمل الدم
ايسكالوفوبيا: الخوف من السلالم المتحركة
رهاب الأنفاق: الخوف من الأنفاق
هذه ليست الأنواع الوحيدة حيث يمكن للناس أن يصابوا بالفوبيا من أي شيء تقريبًا ومع تغير المجتمع تتغير قائمة الرهاب المحتمل فعلى سبيل المثال نوموفوبيا هو الخوف من عدم وجود هاتف خلوي أو كمبيوتر وكما هو موضح في الدراسات البحثية أنه الخوف المرضي من البقاء بعيدًا عن التكنولوجيا.
أسباب الرهاب
من غير المعتاد أن يبدأ الرهاب بعد سن الثلاثين حيث ويبدأ معظمه خلال مرحلة الطفولة المبكرة أو سنوات المراهقة أو البلوغ المبكر ويمكن أن يكون ناجم عن تجربة مرهقة أو حدث مخيف أو أحد الوالدين أو أحد أفراد الأسرة يعاني من رهاب يمكن للطفل تعلمه.
تتطور هذه العادات قبل سن 4 إلى 8 سنوات وفي بعض الحالات قد يكون نتيجة لتجربة مبكرة مؤلمة وأحد الأمثلة على ذلك هو رهاب الأماكن المغلقة الذي يتطور بمرور الوقت بعد أن يمر طفل أصغر بتجربة غير سارة في مكان ضيق ويمكن أيضًا أن يكون سببه الذي يبدأ أثناء الطفولة هو مشاهدة رهاب أحد أفراد الأسرة فالطفل الذي تعاني والدته من رهاب العناكب على سبيل المثال هو أكثر عرضة للإصابة بنفس الرهاب.
علاج الرهاب
الرهاب قابل للعلاج بشكل كبير والأشخاص المصابون به يكونون دائمًا على دراية باضطرابهم وهذا يساعد في تشخيص الكثير حيث يعد التحدث إلى طبيب نفسي أو طبيب نفسي خطوة أولى مفيدة في العلاج الذي تم تحديده بالفعل وإذا كان الرهاب لا يسبب مشاكل خطيرة فإن معظم الناس يجدون أن تجنب مصدر خوفهم ببساطة يساعدهم على البقاء تحت السيطرة فيما لن يسعى الكثير من الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب إلى العلاج لأن هذه المخاوف غالبًا ما يمكن التحكم فيها.
Pingback: اسباب التوتر - العهد للصحة النفسية و علاج الادمان