القلق المرضي

القلق المرضي

يعتبر القلق المرضي استجابة للخوف واستجابة سلوكية وإدراكية متكيفة وظيفيًا أثناء الخطر لتسهيل الاستجابات الدفاعية المناسبة التي يمكن أن تقلل من الخطر أو الإصابة على سبيل المثال الهروب من الخطر ويُصوَّر القلق المرضي على أنه حالة خوف مبالغ فيها يتم التعبير فيها عن فرط استثارة دوائر الخوف التي تشمل اللوزة المخية واللوزة الممتدة ضمن الدماغ وفرط اليقظة وزيادة الاستجابة السلوكية للمثيرات المخيفة ويتم التعبير عن فرط الاستثارة في دوائر الخوف على أنه قلق مرضي يتجلى في اضطرابات القلق المختلفة حيث أن القلق هو استجابة طبيعية للتوتر من جسمك ويمكن أن يشعر الناس بالتوتر أو القلق بشأن المواقف الاجتماعية أو اليوم الأول من المدرسة أو بدء عمل جديد ولكن عندما تطغى مشاعر القلق أو تبدو أكثر تطرفًا مما قد يتطلبه الموقف فقد يكون ذلك علامة على شيء أكثر خطورة مثل القلق المرضي.

يمكن أن يكون القلق شديدًا ومستمرًا بحيث يصبح حالة معيقة لبعض الأشخاص وعندما تصبح مشاعر القلق ساحقة فقد يعني ذلك أنك تعاني من القلق المرضي فالقلق هو الشعور بالقلق لفترات معينة وبشدة متفاوتة بين معتدلة إلى شديدة وهو رد فعل نموذجي للتوتر والمواقف الجديدة لمعظم الأفراد ومع ذلك يحدث القلق المرضي عندما يعاني الشخص من قلق شديد يتجاوز بكثير المستويات المتوقعة للموقف.

إذا كنت ترغب بمعرفة المزيد من المعلومات عن القلق المرضي فأنت في المكان الصحيح، في هذا المقال ستجد جميع المعلومات المتعلقة بهذا القلق وأعراض حدوثه والأسباب وطرق تشخيصه ونصائح الأطباء والخبراء لعلاج هذا القلق والوقاية منه، هيا بنا نبدأ!

ما هو القلق المرضي؟

القلق المرضي يعني أن الفرد يعاني من قلق شديد أو قلق في المواقف التي عادة لا تستدعي القلق وفي الأساس القلق الشديد هو الذي يتجاوز الاستجابة العاطفية النموذجية وفي حين أن القلق هو استجابة بشرية طبيعية لبعض المواقف الاجتماعية أو الأنشطة غير العادية فإن القلق المرضي ليس كذلك ويمكن للطبيب تشخيص القلق المرضي إذا عانى الفرد من الأعراض التالية:

  • قلق مفرط
  • سلوكيات التجنب
  • الاستثارة الفسيولوجية مثل زيادة معدل التنفس أو ضغط الدم
  • اليقظة المفرطة وهي حالة مرتفعة من التقييم المستمر للتهديدات المحتملة

ومع ذلك من المهم التأكيد على أن العديد من الأفراد الذين يعانون من القلق المرضي قد لا يستوفون معايير الاضطراب الكاملة للحالة.

أسباب القلق المرضي

لا يعرف الخبراء ما الذي يسبب القلق المرضي على وجه التحديد على الرغم من أن الجينات والصدمات قد تلعب دورًا في ذلك فيما تشير الأبحاث إلى أن الإصابة باضطرابات القلق يمكن توريثها بنسبة تتراوح بين 30 و 50٪ تقريبًا مما يعني أن التاريخ العائلي يمكن أن يكون سببًا مساهمًا في بعض الحالات.

قد يساهم اضطراب اللوزة الدماغية أيضًا في هذا القلق فاللوزة هي المحور العاطفي للدماغ البشري وتلعب دورًا في الخوف واستجابة القتال أو الهروب التي تساعد الناس على الاستجابة بسرعة عند الاستجابة للخطر وفي حالة اختطاف اللوزة لا يمكن لأي شخص الاستجابة بشكل منطقي للتهديد لأن اللوزة تغلب على الفصوص الأمامية مما يؤدي إلى استجابة ضغط مبالغ فيها فيما تبحث الدراسات أيضًا في مستقبلات حمض جاما أمينوبوتيريك (GABA) التي تساعد الناقل الكيميائي GABA على دخول الخلايا العصبية إذ يقلل الناقل GABA من النبضات العصبية ويلعب دورًا في معالجة القلق.

أعراض القلق المرضي

قد يعاني الأفراد من القلق المرضي بشكل مختلف ويتفاعلون بطرق مختلفة مع نفس الأحداث ويمكن أن تشمل أعراض القلق المرضي العام ما يلي:

  • زيادة معدل ضربات القلب
  • تنفس سريع
  • أفكار مخيفة
  • الشعور المستمر بالتهديدات
  • الأرق
  • صعوبة في التركيز
  • قلق مفرط
  • مشاكل النوم
  • سلوكيات التجنب

ومع ذلك يحتاج الأفراد إلى فهم أن العديد من الأشخاص يواجهون صعوبات في القلق المرضي دون التعرض لهذه الأعراض.

تشخيص القلق

نظرًا لأن القلق المرضي يمكن أن يظهر بطرق مختلفة ويمكن أن تسببه عوامل أخرى مثل المرض فقد يستخدم الطبيب تقييمات مختلفة لمساعدته في تشخيص الحالة فقد يبدأ بفحص جسدي كامل وتاريخ طبي شامل للمساعدة في استبعاد أي اضطرابات طبية أخرى يمكن أن تسبب الأعراض الفردية وقد يطلب الطبيب بعد ذلك فحوصات معملية مثل:

  • العد الكامل لخلايا الدم
  • ملف الكيمياء الحيوية للدم
  • اختبارات وظائف الغدة الدرقية
  • تحليل البول

اعتمادًا على نتائج هذه الاختبارات قد يوصي الطبيب بإجراء مزيد من التحاليل والتقييمات بما في ذلك:

  • تخطيط كهربية الدماغ
  • فحص التصوير المقطعي المحوسب
  • تخطيط القلب
  • اختبارات للعدوى
  • تحليل غازات الدم الشرياني
  • تصوير الصدر بالأشعة

قد يستخدم الطبيب أيضًا اختبارات الصحة العقلية المتخصصة لمساعدته في تشخيص المريض وقد تشمل هذه استبيانات التقييم الذاتي والمقابلات مع المعالجين ومختلف المقاييس السريرية مثل تقييم اضطراب القلق العام ومعيار الخطورة لاضطراب الهلع.

اسباب القلق المرضي

لا بُعرف بالضبط ما الذي يسبب القلق المرضي على الرغم من أن الباحثون يكتشفون المزيد خلال الوقت الحالي فيما يصاب بعض الناس بالقلق المرضي من التجارب المؤلمة ويعتقد أيضًا أن الجينات تلعب دورًا في ذلك وهناك أيضًا شيء يسمى اختطاف اللوزة وهي جزء من الجهاز الحوفي في الدماغ وهي المكان الذي تُعطى فيه المشاعر معنى وترتبط بالارتباطات والاستجابات.

في حالة اختطاف اللوزة إذا كنت تواجه خطرًا محتملاً أو قلقًا فإن اللوزة تغلب على الفصوص الأمامية وتخلق رد فعل إجهاد غير منطقي أو مبالغ فيه وقد يكون رد الفعل هذا مشابهًا لرد فعل القتال أو الهروب.

علاج القلق المرضي

عادةً ما يعالج الأطباء مشاكل القلق بالأدوية أو العلاج النفسي أو مزيج من الاثنين وقد يوصي الأطباء بالأدوية التالية للقلق المرضي.

    مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs): وتشمل فلوكستين وسيرترالين وباروكستين وإسيتالوبرام وسيتالوبرام حيث يعتبر الأطباء هذه الأدوية المفضلة للقلق.

    مثبطات امتصاص السيروتونين والنوربينفرين: تشمل فينلافاكسين ودولوكستين وهذه الخيارات فعالة مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية ويعتبرها الأطباء أيضًا علاجات من الدرجة الأولى.

    مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: وتشمل أميتريبتيلين وإيميبرامين ونورتريبتيلين وهي مفيدة في علاج اضطرابات القلق لكن لها آثار جانبية كبيرة.

    البنزوديازيبينات: بما في ذلك أدوية ألبرازولام وكلونازيبام وديازيبام ولورازيبام ويمكن أن تساعد في إدارة القلق على المدى القصير لأنها سريعة المفعول وتعزز الاسترخاء وتقلل من التوتر العضلي ولكن يمكن أن تؤدي إلى مشاكل في الادمان.

    دواء بوسبيرون: يستغرق هذا الدواء حوالي أسبوعين لبدء الفعالية وهو مهدئ خفيف ولكن له تأثير مهدئ أقل من البنزوديازيبينات كما أن لديها احتمالية أقل للمُعالين ولها تأثيرات انسحاب قليلة.

    حاصرات بيتا: تشمل بروبرانولول وأتينولول للسيطرة على أعراض القلق الجسدي بما في ذلك سرعة ضربات القلب والتعرق والدوخة.

فد يوصي الأطباء بالعلاج بالتعرض لمساعدة الأشخاص على مواجهة مخاوفهم بدلاً من تجنبها ويهدف هذا العلاج إلى كسر نمط التجنب والخوف وتوفير بيئة آمنة لتعريض الناس للأشياء أو الأنشطة أو المواقف التي يخشونها ويتجنبونها ويتعلم المصابين بعد ذلك أن قلقهم هو إنذار كاذب ولا داعي للخوف منه ويمكنهم التعامل معه بفعالية.

1 فكرة عن “القلق المرضي”

  1. Pingback: التخلص من التوتر - العهد للصحة النفسية و علاج الادمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *