تشخيص الاضطرابات السلوكية أمر في غاية الأهمية لدى الأشخاص الذين يعتقدون أنهم أو أحد أقربائهم أو أطفالهم مصاب باضطراب السلوك الذي يعتبر مشكلة نفسية شائعة لدى الأطفال وتزداد نسبة حدوثها في مرحلة المراهقة فيما تشمل السمات التشخيصية الأولية لاضطراب السلوك العدوانية والسرقة والتخريب وانتهاك القواعد أو الكذب وعند تشخيص الاضطرابات السلوكية يجب أن تحدث هذه السلوكيات عند المصاب لمدة ستة أشهر على الأقل فاضطراب السلوك له مسببات متعددة العوامل بما في ذلك العوامل البيولوجية والنفسية الاجتماعية والعائلية ويشمل التشخيص التفريقي لاضطراب السلوك اضطراب العناد الشارد واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط واضطراب المزاج والاضطراب المتقطع فيما قد يقدم أطباء الأسرة استشارات موجزة ومركزة على السلوك للوالدين والعلاج الدوائي والإحالة لمزيد من العلاج النفسي الأسري والفرد المكثف.
اضطراب السلوك هو متلازمة نفسية تحدث في مرحلة الطفولة والمراهقة وتتميز بنمط طويل الأمد من انتهاكات القواعد والسلوك المعادي للمجتمع كما هو مدرج في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية وتشمل الأعراض عادةً السلوك العدواني والكذب المتكرر والهرب من المنزل طوال الليل وتخريب الممتلكات وما يقرب من 6 إلى 16 في المائة من الأولاد و 2 إلى 9 في المائة من الفتيات يستوفون المعايير التشخيصية لاضطراب السلوك وفق التصنيف ويزداد معدل حدوث اضطراب السلوك من الطفولة إلى المراهقة ويمكن تقسيم الاضطرابات السلوكية إلى عدة أنواع والتي تشمل اضطرابات القلق والاضطرابات السلوكية التخريبية والاضطرابات الانفصامية والاضطرابات العاطفية واضطرابات النمو المنتشرة واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
إذا كنت ترغب بمعرفة المزيد من المعلومات عن تشخيص الاضطرابات السلوكية فأنت في المكان الصحيح، في هذا المقال ستجد جميع المعلومات المتعلقة بطرق تشخيص الاضطرابات السلوكية وأعراض حدوثها ونصائح الأطباء وخبراء الصحة النفسية لعلاجها والوقاية منها والعديد غيرها، هيا بنا نبدأ!
أنواع الاضطرابات السلوكية
- اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه: إن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو حالة تضعف قدرة الفرد على التركيز بشكل صحيح والتحكم في السلوكيات الاندفاعية أو قد تجعل الشخص مفرط النشاط.
يعد اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أكثر شيوعًا عند الأولاد منه عند الفتيات ووفقًا لمركز ويكسنر الطبي بجامعة ولاية أوهايو فإن الذكور أكثر عرضة للإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مرتين إلى ثلاث مرات من الإناث.
- الاضطراب السلوكي العاطفي: يؤثر الاضطراب السلوكي العاطفي على قدرة الشخص على الشعور بالسعادة والتحكم في عواطفه والانتباه في المدرسة ووفقًا لجامعة غالوديت تشمل أعراض الاضطراب السلوكي العاطفي ما يلي:
- أفعال أو عواطف غير مناسبة في ظل الظروف العادية
- صعوبات التعلم التي لا تنتج عن عامل صحي آخر
- صعوبة في العلاقات الشخصية بما في ذلك العلاقات مع المعلمين والأقران
- شعور عام بالتعاسة أو الاكتئاب
- مشاعر الخوف والقلق المتعلقة بأمور شخصية أو مدرسية
- اضطراب العناد الشارد: اضطراب العناد الشارد هو اضطراب سلوكي يتميز بمواقف عدائية وسريعة الانفعال وغير متعاونة لدى الأطفال ووفقًا للصحة العقلية للأطفال في أونتاريو قد يكون الأطفال المصابون باضطراب العناد الشارد حاقدون أو مزعجون عن قصد ويوجهون تصرفاتهم السلبية عمومًا إلى شخصيات السلطة.
- القلق: القلق هو عاطفة طبيعية حيث يشعر جميع الناس بالقلق في مرحلة ما من حياتهم ومع ذلك بالنسبة لبعض الأشخاص قد يصل القلق إلى مرحلة يتداخل فيها مع حياتهم اليومية مما يتسبب في الأرق ويؤثر سلبًا على الأداء في العمل أو المدرسة فيما تنطوي اضطرابات القلق على أكثر من القلق المنتظم فهي حالات صحية عقلية خطيرة تتطلب العلاج وتتضمن أمثلة هذه الأنواع من الحالات العقلية ما يلي:
- اضطراب ما بعد الصدمة
- اضطراب الوسواس القهري
- اضطراب القلق المعمم
- اضطراب الهلع
- اضطراب الوسواس القهري يتسم الوسواس القهري بالمخاوف والأفكار غير المنطقية التي تؤدي إلى الوساوس والتي بدورها تسبب الإكراه وإذا كنت مصابًا بالوسواس القهري فإنك تنخرط في سلوك قهري ومتكرر على الرغم من إدراك العواقب السلبية أو حتى الطبيعة غير المعقولة لأفعالك وإن أداء هذه الأعمال المتكررة لا يفعل شيئًا أكثر من تخفيف التوتر مؤقتًا.
إذا كنت تعاني أنت أو أحد أفراد أسرتك من أي من هذه الاضطرابات السلوكية فمن المهم الحصول على المساعدة في أسرع وقت ممكن لأن هذه الحالات يمكن أن تؤثر على نوعية الحياة لدرجة أنها قد تؤدي إلى إيذاء الذات.
تشخيص الاضطرابات السلوكية
يتم تشخيص الاضطرابات السلوكية بناءً على العلامات والأعراض التي تشير إلى مشكلة معينة وإذا ظهرت أعراض اضطراب السلوك فقد يبدأ الطبيب في إجراء تقييم من خلال إجراء تاريخ طبي ونفسي كامل وقد يكون الفحص البدني والاختبارات المعملية على سبيل المثال دراسات التصوير العصبي واختبارات الدم، مناسبًا إذا كان هناك قلق من أن المرض الجسدي قد يسبب الأعراض وسيبحث الطبيب أيضًا عن علامات الاضطرابات الأخرى التي تحدث غالبًا جنبًا إلى جنب مع اضطراب السلوك مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والاكتئاب.
إذا لم يتمكن الطبيب من العثور على سبب جسدي للأعراض فمن المحتمل أن يحيل الطفل إلى طبيب نفسي للأطفال والمراهقين أو أخصائي نفسي لتشخيص وعلاج الأمراض العقلية لدى الأطفال والمراهقين حيث يستخدم الأطباء النفسيون وعلماء النفس أدوات مقابلة وتقييم مصممة خصيصًا لتقييم الإصابة باضطراب سلوكي ويبني الطبيب تشخيصه على تقارير عن الأعراض وملاحظتهم لمواقف وسلوك المريض وغالبًا ما يعتمد الطبيب على تقارير المقربين لأن المريض قد يحجب المعلومات أو يواجه مشكلة في شرح مشاكله أو فهم أعراضه.
يمكن للطبيب النفسي أو خبير الصحة العقلية المؤهل تشخيص الاضطرابات السلوكية حيث سيتحدث مع المقربين من المريض حول سلوكه وقد يراقب المريض عن كثب وفي بعض الحالات قد يحتاج المريض إلى اختبار الصحة العقلية وإذا لاحظت أعراض اضطراب السلوك لدى طفلك أو المراهق فيمكنك المساعدة من خلال البحث عن التشخيص على الفور فغالبًا ما يمنع العلاج المبكر حدوث مشكلات في المستقبل.
Pingback: طرق التعامل مع مضطربي الشخصية - العهد للصحة النفسية و علاج الادمان