كيفية علاج الإدمان على المخدرات في 6 خطوات؟
دعنا في البداية نسألك بعض الأسئلة، فإذا كانت إجابتك بـ “نعم” فلابد أن تكمل قراءة المقال، وكذلك إذا كانت أغلب إجاباتك بـ “نعم” فننصحك بأن تكمل القراءة.
- هل تتعاطى أي نوع مخدر من وقت لآخر؟
- هل تشعر بإحساس جميل وأنت تحت تأثير المخدر، وترى أنك قادر على فعل أي شيء؟
- هل تداوم على تعاطي نوع مخدر في أيام معينة كيوم الخميس مثلاً من كل أسبوع؟
- هل تجالس أحد يتعاطى مخدرات فتكون مضطراً للتعاطي معه؟
- هل تتعاطى أي نوع مخدر أثناء العمل سواء من أجل العمل أو من أجل تخفيف توترات العمل؟
- هل تتعاطى أي نوع مخدر في الحفلات أو المناسبات العامة؟
- هل تشعر بفضول التجربة حين تشاهد أحداً يتعاطى مخدرات أو مخدر معين؟
- هل تتعاطى بشكل دوري “يومياً” نوع معين من المخدرات أو المسكنات أو أي عقار “من دون وصفة طبيب”؟
- هل تعاني من تعاطي المخدرات وتود أن تقلع عنها؟
- هل تستمتع بتعاطيك للمخدرات ولا تريد الإقلاع عنها؟
إذا كانت أغلب إجابتك “نعم” فتعال معنا نتحدث قليلاً لوضع بعض النقاط على الحروف قبل ان نتطرق لعلاج الإدمان على المخدرات في 6 خطوات
تأثير المخدرات على الجسم:
ماذا تفعل المخدرات في الجسم حتى نشعر بهذا الإحساس الرائع “النشوة”؟
إن ما يحدث في الجسم حين يتم تعاطي المخدرات أو أي نوع منها، هو عبارة عن تفاعلات معينة في الدماغ، تجعل بعض المستقبلات والهرمونات يزيد إفرازها، مثل “الدوبامين” و “السيروتونيين” فيحدث ما يسمى بـ “النشوة” أو الإحساس ” الرائع” .
ولكن هل زيادة إفراز هذه الهرمونات أو المستقبلات ليس له سلبيات؟
هنا تكمن المشكلة الكبرى في التعاطي، وهو أن هذه الزيادة سيحدث معها شعور معين و إحساس معين، مع الوقت سنكون في حاجة أن يستمر هذا الإحساس، وننتظر أن يحدث، بل سنعيشه بشكل مستمر، سواء بشكل يومي” وهذا سيجعلنا مع الوقت مدمنين”.
أو بشكل دوري ” كل أسبوع أو مرتين أو ثلاثة في الشهر” وهذا قد يظنه البعض تحكماً وأنه قادر على التحكم في التعاطي، وهذا أكبر فخ تنصبه المخدرات دون أن يشعر.
فمع الوقت سوف تتقارب مرات التعاطي، فبدل أن تكون أسبوعية، سوف تصبح كل ثلاث أيام، ثم مع الوقت تصبح شبه يومية، ثم مع الوقت يقع في الإدمان اليومي ، ثم في الاعتماد الرئيسي على المخدر يومياً، فيصبح أول أولوياته، وبناء على وجوده، يبني بقية تفاصيل يومه.
ما هو الإدمان .. وهل يدرك المدمن بأنه مدمن؟
الإدمان ببساطة، هو الاعتماد بشكل دوري على المخدر حتى نصل لحالة النشوة التي وصلنا لها عند تعاطي أول جرعة من المخدر, لذا يجب علاج الإدمان على المخدرات في اقرب وقت ممكن.
وحين نركز على نقطة ” نصل لحالة النشوة التي وصلنا لها عند تعاطي أول جرعة مخدرة” سوف نكتشف سوية الآتي:
أننا باستمرار نزيد الجرعة ظناً منا أننا سنصل لذلك الإحساس، ولكن لن يحدث هذا بكل بساطة، فالمرة الأولى دائماً لها مذاق مختلف جديد، لن نراه أو نشعر به مرة أخرى، و أول فكرة تخطر ببالنا ” زود الكمية أكيد المفعول هيكون أعلى” طيب ” ما نجرب ناخد حباية ولا سطر تاني يمكن نعلي أكتر” كل ما سيحدث أنك من الوارد جداً أن تصل لمرحلة Over Doze وقد لا يمكن إسعافك، مثل الكثيرين ممن انتهت حياتهم بهذا الشكل .
هذه هي الفكرة الأساسية التي تكون في تفكير المتعاطي حين يأخذ جرعة زائدة، فهو يريد أن يرفع درجة الإحساس و يشعر بالنشوة القديمة “الرائعة” ولكنها لن تعود، ولن تحدث مجدداً، بل إن ما سيحدث مستقبلاً متشابه تماماً لمن سقط على السلم، فهو لا يعرف أين ستأتي الضربة القادمة، ولكن الأكيد أنه سيتحطم جسده إن لم يتوقف أو يوقفه أحد.
نحدثك الآن لتتوقف أنت، وتفكر جيداً، حتى وإن كنت تحت تأثير المخدر الآن “والدنيا جميلة” بعد انتهاء المفعول وبداية الانسحاب والألم الشديد الذي يجبرك على العودة للتعاطي مرة أخرى، ما رأيك لو أنك تختصر كل هذا الألم وتصل لمرحلة، أنك تستيقظ من نومك وأنت غير مجبر على توفير الجرعة التي تتعاطاها، وتخرج من تلك الدوامة التي تستنفذ طاقتك إلى مالا نهاية فالحل دائما هو علاج الإدمان على المخدرات في اسرع وقت ممكن.
حاول أن تمرر الفكرة لعقلك .. ما رأيك ؟
حسناً .. سوف أخبرك على طريقة علاج الإدمان على المخدرات في 6 خطوات و اللتي سوف تستطيع الإقلاع من خلالها عن التعاطي ولن تعود له مجدداً .. نعم .. هذا صحيح و واقع، قد جربه غيرك و نجح فيه، وهو الآن يتمتع بصحة جيدة، وبحال جيد بعد أن كان كل تفكيره “منين أجيب الضرباية” ؟
لن أطيل عليك .. إليك علاج الإدمان على المخدرات ذات الخطوات الستة التي ستخرجك من دوامة المخدرات إلى الأبد بإذن الله.
علاج الإدمان على المخدرات في 6 خطوات
أولاً : النية و العزم على الإقلاع عن المخدرات:
وهنا أستطيع أن أقول لك، بأنك إن نويت على علاج الإدمان على المخدرات فقد اتخذت أول خطوات التعافي، حتى و إن لم تتحرك، فهذا يدل على أنك عرفت بأنك قد وصلت لمرحلة خطيرة، ولابد من أن تتخذ خطوة تجاه ذلك.
فإن وجدت نفسك ضعيف تجاه المخدر باستمرار ” وهذا أمر طبيعي ” فلابد أن تطلب المساعدة من غيرك، سواء من محيط العائلة أو الأصدقاء الذين لا يتعاطون المخدرات، وحينها تكون قد تمكنت من التحرك في الاتجاه الصحيح و هو علاج الإدمان على المخدرات الان و ليس غدا.
ثانياً: زيارة طبيب نفسي أو معالج إدمان:
وهذه الخطوة هي المفتاح لعالم التعافي، و طريقك لعلاج الإدمان على المخدرات حيث أنك بزيارتك للمختص سوف تعرف كيف تتحرك فعلياً وكيف تتعافى، فالمختص سوف يشخص حالتك ومن ثم سيضعك على الطريق العلمي الصحيح لتعافيك حتى تأتي الرحلة بثمارها.
ثالثاً: دخول مركز لسحب السموم:
ومركز سحب السموم أو مصحة علاج الإدمان، هو المكان الذي تتلقى فيه الرعاية الصحية والنفسية اللازمة في فترة أعراض الانسحاب، وهي الفترة التي تبدأ بعد آخر جرعة من المخدرات، حيث يبدأ الجسم فيها بإفراز الأدرينالين بكميات كبيرة مما يتسبب ببعض الآلام الجسدية وبعض الاضطرابات النفسية التي قد تحدث “أحياناً”، وفي هذه الفترة لابد أن تكون تحت رعاية صحية ونفسية ذات كفاءة عالية، حتى يتم التعامل مع أعراضك الانسحابية دون ألم، تحت رعاية على مدار الوقت.
رابعاً: دخول برنامج علاج نفسي وتعديل سلوكي:
نعم .. وكأنني أسمعك تقول “أنا مش مريض نفسي وسلوكي ممتاز لا يحتاج لتعديل” هنا ليس المقصود بالعلاج النفسي أنك مريض نفسي، ولا التعديل السلوكي أنك سلوكك سيء، ولكن فترة تعاطي المخدرات قد تسببت بوجود سلوكيات جديدة لم تكن لديك.
أيضاً هناك أفكار التعاطي التي لابد أن تعرف كيف تتعامل معها، إلى جانب أن المخدرات تعتبر من المثيرات للمرض النفسي أو الاضطرابات النفسية، ومن أجل هذا كله، لابد من أن تلتحق ببرنامج سلوكي ونفسي يعطيك بكل بساطة بعض الأدوات التي تحتاجها للتعامل مع السلوكيات التي اكتسبتها أو الأفكار التي قد تكون سبباً في انتكاستك.
برنامج الـ 12 خطوة لعلاج الإدمان:
وهو ما يعرف ببرنامج الـ NA أو برنامج المدمنين المجهولين، وهو عبارة عن برنامج علاج الإدمان على المخدرات يتكون من 12 خطوة يتم تطبيقها، تساعد المريض على التعامل مع أفكاره السلبية وكيفية تعامله مع السلوكيات السلبية المختلفة، وهو مبني على المشاركة الجماعية و الفردية.
برنامج المعرفي السلوكي:
وهو برنامج من ضمن برامج علاج الإدمان على المخدرات يعتمد على معرفة المريض بحقيقة الأفكار التي تنتابه، ومعرفة حقيقة وأسباب السلوكيات المختلفة التي يمارسها بصورة تلقائية أو بصورة انتقائية.
برنامج النالتركسون:
وهو يعتبر برنامج “صيانة وقائي” حيث يتم إعطاء المريض مادة النالتركسون فيتم من خلالها إغلاق المستقبلات الأفيونية في الدماغ، فمهما تعاطى، لاتوجد نشوة ولا إحساس بالمخدر، بالتالي لا يقدم على التعاطي حينها، وهذا البرنامج يقرر الطبيب فقط مدى تناسبه مع المريض.
برنامج الماتريكس:
وهو عبارة عن مزيج لبرامج مختلفة ثبت نجاحها بشكل كبير في علاج الإدمان على المخدرات، حيث يتم مزج البرامج العلاجية بشكل يتوافق مع حالة المريض و احتياجاته، حتى يتم التعافي بشكل يساعده على عدم الانتكاسة مرة أخرى.
برنامج علاج الإدمان في 28 يوم:
علاج الإدمان في 28 يوم، عبارة عن برنامج علاجي مكثف، وهو خاص بمن لهم ظروف خاصة لا يستطيعون معها إكمال البرنامج العلاجي الكامل، حيث تتم المتابعة بعد انتهاء البرنامج من خلال الجلسات العلاجية الجمعية والفردية لاستمرار التعافي.
برنامج علاج الإدمان في 7 أيام:
وهو برنامج علاجي خاص بأعراض الانسحاب، حيث يتم المريض علاج أعراض الانسحاب، ثم يكون متواجداً في البرنامج العلاجي الشامل لنصف اليوم، أو متابعة الجلسات العلاجية الجمعية والفردية بصورة شبه يومية، وهو خاص بالموظفين أو الطلبة الذين ليس باستطاعتهم الإقامة الكاملة لإتمام البرنامج العلاجي الكامل.
علاج الإدمان في المنزل:
وهو من أكثر البرامج التي يستفسر عنها الجميع، وهو عبارة عن رحلة التعافي في المنزل بدلاً من مركز لعلاج الإدمان، ولابد أن يتم تحت رعاية مركز متخصص لعلاج الإدمان، فينتقل فريق علاجي لمتابعة المريض في المنزل على مدار الساعة، طوال فترة العلاج التي يحددها المركز العلاجي.
برنامج علاج إدمان الترامادول:
علاج إدمان الترامادول، يعتبر من أهم أنواع علاج الإدمان على المخدرات لتفشي الترامادول بشكل كبير، ولهذا فإن بعض المصحات العلاجية والمراكز العلاجية تقوم بوضع برنامج مخصص لمدمني الترامادول، يتم إدخالهم إليه بمجرد دخولهم للتعافي من تعاطيه.
برنامج علاج إدمان الحشيش:
ولذلك فقد عمدت المراكز العلاجية لوضع برامج علاج الإدمان على المخدرات خاصة بهذا المخدر، حتى يتم التعامل معه بحرفية و سرعة، وتلافي الآثار المدمرة التي قد يصل لها مدمن الحشيش.
خامساً: الصبر على رحلة التعافي:
يعتبر الصبر على رحلة التعافي خطوة مهمة جداً لابد أن تصاحبنا من بداية الرحلة، فأثناء رحلة التعافي سوف نتعرض للحظات قد تغلبنا فيها أفكارنا الإدمانية التي اكتسبناها حتى نعود للتعاطي مرة أخرى،
أو نعود للتعامل مع الأصدقاء الذين كنا نتعاطى معهم، أو نستعمل نفس الأشياء التي كنا نستعملها في التعاطي من أدوات أو نبقى بالقرب منها، أو نتواجد في الأماكن التي كنا نتعاطى فيها أو كنا نجلب منها المخدرات، وهذا الصبر على التعافي من أهم الأشياء التي لابد أن ننتبه لها أثناء رحلة التعافي، حتى نصل لشاطيء النجاة.
سادساً: المتابعة الدورية مع الفريق العلاجي الذي ساعدني على التعافي:
وهذه الخطوة سوف تعرف كيف تضعها في إطارها المناسب لك، بالاتفاق مع الفريق العلاجي، وهي مهمة جداً، فبعد عودتك للمجتمع والوسط الذي كنت به، لابد من المتابعة من لديهم الخبرة حين تواجهك أي مشكلة “وسوف تواجهك الكثير من المشاكل فعلياً” وهذا لأنك حين كنت مندمجاً في المجتمع سابقاً،
كانت المخدرات و أحاسيسها صديقك، فكنت تعتمد عليها في كل شيء، ومع عدم وجود المخدرات، إذا ما حدث أمر ما، قد لا تتحمله، فتلجأ للمخدرات حتى يمر الموقف، وهذه انتكاسة قد تجرك للهلاك “حفظك الله”
Pingback: تكلفة علاج الإدمان - العهد للطب النفسي و علاج الادمان