كما هو الحال مع أي مرض يجب أن يكون علاج الاكتئاب والقلق مخصصًا لتشخيص محدد حيث يجب تصميم خطة علاجية لتشخيص الاكتئاب واضطراب القلق لمساعدة الشخص على إدارة أعراض كلا الاضطراب والحد منها في نفس الوقت فقد يعاني بعض الأشخاص من اضطراب يسبب معظم الضيق ومن المعقول معالجته أولاً، على سبيل المثال إذا كان الشخص المصاب بالاكتئاب الشديد غير قادر على بدء العلاج من اضطراب القلق والذي يتطلب دافعًا وطاقة عاليين فقد يكون من الضروري علاج الاكتئاب أولاً وفي كثير من الأحيان من الصعب تحديد مجموعة الأعراض السائدة لذلك قد يبدأ علاج كليهما في نفس الوقت.
الأدوية والعلاج النفسي فعالان لمعظم الأشخاص المصابين بالاكتئاب ويمكن لطبيب الرعاية الأولية أو الطبيب النفسي أن يصف الأدوية لتخفيف الأعراض ومع ذلك فإن العديد من الأشخاص المصابين بالاكتئاب يستفيدون أيضًا من زيارة طبيب نفسي أو أخصائي نفسي أو غيره من متخصصي الصحة العقلية حيث تتمثل الأعراض الرئيسية للاكتئاب عادةً في مزاج منخفض أو حزين أو ميؤوس منه في حين أن القلق ينطوي بشكل أساسي على مشاعر غامرة من القلق والعصبية والخوف لكن هذه الظروف تشترك في الواقع في العديد من العلامات الرئيسية فالقلق على سبيل المثال غالبًا ما ينطوي على التهيج فيما وقد يشعر بعض الأشخاص المصابين بالاكتئاب بالضيق أكثر من الشعور بالحزن ونظرًا لأن هذه الحالات يمكن أن تظهر بشكل مختلف من شخص لآخر فقد لا تعرف دائمًا ما تعنيه الأعراض بالضبط.
إذا كنت ترغب بمعرفة المزيد من المعلومات عن علاج الاكتئاب والقلق فأنت في المكان الصحيح، في هذا المقال ستجد جميع المعلومات المتعلقة ب علاج الاكتئاب والقلق وطرق تشخيص هذه الاضطرابات ونصائح الأطباء وخبراء الصحة النفسية لعلاجها والوقاية منها والعديد غيرها، هيا بنا نبدأ!
علاج الاكتئاب والقلق
يمكن للطبيب النفسي تقديم المزيد من الإرشادات حول خيارات العلاج للقلق والاكتئاب ولكن يمكنك أيضًا اتخاذ خطوات للتعامل مع الأعراض بنفسك فقد لا تساعدك الاستراتيجيات الواردة أدناه دائمًا ولكن تجربة مناهج مختلفة في أوقات مختلفة يمكن أن تساعدك في معرفة المزيد حول ما يناسبك ويمكن أن ترشدك هذه البصيرة نحو مجموعة أدوات مخصصة لاستراتيجيات المواجهة لذلك لديك دائمًا خيارات يجب مراعاتها عند الشعور بالضيق أو الإرهاق.
يمكن للطبيب أيضًا تقديم اقتراحات لاستراتيجيات جديدة لتجربتها بالإضافة إلى تقديم نصائح حول تنفيذها بما في ذلك الخطوات التالية:
- اسمح لنفسك أن تشعر بما تشعر به
الاكتئاب والقلق حالة طبية وليست نتيجة فشل أو ضعف وليست خطأك على الإطلاق وبدون شك يمكن أن تؤدي المشاعر غير المرغوب فيها التي تسببها إلى الكثير من الضيق لكن معرفة أن الاكتئاب والقلق ناتجان عن الأسباب والمحفزات الأساسية وليس أي شيء فعلته أو لم تفعله ويمكن أن يعزز التعاطف مع الذات بدلاً من النقد أو العقاب الذاتي.
- افعل شيئًا يمكنك التحكم فيه
قد تساعد استعادة بعض السيطرة في الوقت الحالي على الشعور بأن المشاعر الغامرة أسهل قليلاً في التعامل معها ولا يتعين عليك اتخاذ أي إجراء كبير ولكن إنجاز مهمة قصيرة مثل ترتيب سريرك أو الاستحمام أو تفريغ غسالة الأطباق يمكن أن يساعد في تعزيز الشعور بالإنجاز ويمكن أن يوفر أيضًا إلهاءً مؤقتًا.
- الحفاظ على الروتين
يمكن للروتين اليومي أو الجدول المنتظم أن يخلق بنية في حياتك ويعزز الشعور بالسيطرة لذلك يمكن أن يساعد في بعض الأحيان في تخفيف مشاعر القلق والاكتئاب وسيوفر إنشاء جدول زمني أيضًا فرصة لبناء مساحة في يومك لتقنيات الرعاية الذاتية التي يمكن أن تحدث فرقًا أكبر.
- احصل على ليلة نوم هانئة
يمكن أن يؤدي عدم كفاية النوم إلى تفاقم أعراض كل من القلق والاكتئاب ولكن الإفراط في النوم يمكن أن يؤثر أيضًا على الرفاهية والمزاج لذلك يوصي الخبراء معظم البالغين بالحصول على ما بين 7 و 9 ساعات من النوم كل ليلة للحصول على صحة مثالية ويمكن أن تساعدك هذه النصائح في الحصول على النوم الذي تحتاجه:
اعتد على الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الوقت تقريبًا كل يوم.
قم بإيقاف تشغيل الأجهزة الإلكترونية قبل ساعة من موعد النوم.
قم بعمل طقوس مهدئة تساعدك على الاسترخاء قبل النوم.
حافظ على غرفة نومك مظلمة وباردة وهادئة.
- تناول وجبات صحية ومتوازنة
إن تغذية جسمك بالأطعمة الكاملة بما في ذلك الفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون والحبوب الكاملة يمكن أن يساعدك في الحصول على التغذية التي تحتاجها ويمكن أن يساعد أيضًا في تحسين الأعراض ومن ناحية أخرى يمكن أن يؤدي الكافيين والسكريات المكررة والأطعمة المصنعة إلى تفاقم أعراض القلق والاكتئاب ويمكن ألا تحتاج إلى استبعاد هذه الأطعمة من نظامك الغذائي تمامًا ولكن حاول موازنة ذلك مع الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية عندما يكون ذلك ممكنًا.
- حاول المشي وممارسة الرياضة
وفقًا لبحث طبي تم اجراؤه عام 2019 وجد أن ممارسة التمارين الرياضية لمدة 2.5 ساعة أسبوعيًا يمكن أن تساعد في تخفيف الاكتئاب والقلق كما يبدو أن ممارسة الرياضة في الخارج تقدم فوائد أكثر من ممارسة الرياضة في الداخل حيث يمكن للنشاط البدني أن يساعد بشكل طبيعي في تحسين مزاجك عن طريق تحفيز إفراز “هرمونات السعادة” في عقلك ومع ذلك فإن ممارسة الرياضة عند التعايش مع الاكتئاب أو القلق يمكن أن يمثل تحديًا وإذا كنت قادرًا على ممارسة الرياضة فيمكن أن يساعدك في البدء بأنشطة صغيرة يمكنك دمجها في روتينك مثل:
تجول في حيك بعد العشاء
نزهة في عطلة نهاية الأسبوع
المشي أو ركوب الدراجة إلى العمل بدلاً من قيادة السيارة
الأدوية المستخدمة في علاج الاكتئاب والقلق
عند علاج الاكتئاب والقلق تتوفر العديد من الأدوية للقيام بهذه المهمة حيث ثبت أن مضادات الاكتئاب خاصة مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية وبعض مثبطات امتصاص السيروتونين والنوربينفرين (مثبطات امتصاص السيروتونين) فعالة للغاية وتشمل الأدوية الأخرى المضادة للقلق البنزوديازيبينات مثل ألبرازولام (زاناكس) وديازيبام (فاليوم) ولورازيبام (أتيفان).
يجب ان تعرف أن هذه الأدوية تشكّل خطر الإدمان أو التحمل مما يعني أن الجرعات العالية والمتزايدة تصبح ضرورية لتحقيق نفس التأثير لذلك فهي ليست مرغوبة للاستخدام على المدى الطويل وتشمل الآثار الجانبية المحتملة الأخرى النعاس وضعف التركيز والتهيج.
يمكن للطبيب الخاص بك تحديد الدواء المناسب لك وتذكر أن الأدوية تستغرق عادةً من أربعة إلى ثمانية أسابيع حتى تصبح فعالة تمامًا وإذا لم ينجح أحد الأدوية فهناك العديد من الأدوية الأخرى التي يجب تجربتها وفي بعض الحالات قد يكون من الضروري الجمع بين أدوية مضادات الاكتئاب ففي بعض الأحيان يتم الجمع بين مضاد للاكتئاب ومضاد اكتئاب آخر من فئة مختلفة أو نوع مختلف من الأدوية تمامًا مثل مثبت الحالة المزاجية أو مضادات الذهان غير التقليدية مثل أريبيبرازول [أبيليفاي] أو بريكسبيبرازول [ريكسولتي] أو كيتيابين [سيروكويل]) لتعزيز تأثير مضادات الاكتئاب.
Pingback: أسباب الاكتئاب المفاجئ