لا بد من علاج كثرة التفكير عند الأشخاص الذين يعانون من مشاكل التفكير الزائد حيث يمكن أن يؤدي القلق المستمر والتفكير الزائد في كثير من الأحيان إلى مشاكل تتعلق بالصحة العقلية والرفاهية فيما يمكن لتقنيات مثل التنفس العميق والتأمل والتعاطف مع الذات وطلب المساعدة من أخصائي الرعاية الصحية أن تساعد في تخفيف الضغط الناتج عن الإفراط في التفكير فالقلق والإفراط في التفكير جزء من التجربة الإنسانية ولكن عندما تُترك دون رادع يمكن أن تؤثر سلبًا على رفاهيتك وقد يؤدي التفكير في نفس الأفكار إلى زيادة خطر الإصابة بحالات صحية عقلية معينة وفقًا للدراسات الطبية.
الإفراط في التفكير هو عادة التفكير كثيرًا أو لفترة طويلة جدًا في شيء ما ويُعرف الإفراط في التفكير أيضًا باسم “شلل التحليل” لأنه من خلال التفكير كثيرًا فإنك تتعثر في أفكارك وتمنع نفسك من اتخاذ إجراء حكيم فعندما تعاني من مشاكل التفكير الزائد لن تستطيع أن تثق باللحظة وتسمح للحياة بأن تتكشف من حولك أما التفكير الصحي الذي يتم الاحتفال به في يوم الذكرى العالمي يفتح العقول لكن الإفراط في التفكير يقود التوازن إلى التعلق بالعجز وعقل مغلق أمام الفرص الإيجابية ومع ذلك فإن الإفراط في التفكير يحدث في كل مكان إذ تظهر الأبحاث أن الإفراط في التفكير منتشر بين الشباب والبالغين ويميل الإفراط في التفكير إلى أن يكون أسوأ بين النساء والكثير من التفكير يمكن أن يؤدي إلى مشاكل الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق والضيق العاطفي والسلوكيات المدمرة للذات.
إذا كنت ترغب بمعرفة المزيد من المعلومات عن علاج كثرة التفكير فأنت في المكان الصحيح، في هذا المقال ستجد جميع المعلومات المتعلقة بعلاج كثرة التفكير وطرق إدارة مشاكل التفكير الزائد والأسباب التي تؤدي لهذه المشكلة والعديد غيرها، هيا بنا نبدأ!
سلوكيات التفكير الزائد
- هناك تعليق يدور باستمرار في رأسك ينتقد وينتقد ما قلته وفعلته وتبدو مرعوبًا لأنك غير راضي عن نفسك وتقلق بشأن المستقبل الرهيب الذي قد ينتظرك.
- تتجاذب أطراف الحديث حول قراراتك أو تخشى أنك اتخذت القرار الخاطئ أو المماطلة في اتخاذ القرار التالي.
- تحلل ما قصده صديقك في مزحة او تعليق بسيط أو نظرة جانبية.
- تقلق بشأن ما تنشره على وسائل التواصل الاجتماعي وتقلق عندما يقضي الآخرون وقتًا أفضل منك أو يحصلون على المزيد من الإعجاب.
- قراءة وإعادة قراءة النصوص لمعرفة المعنى الحقيقي للرسالة.
- يهيمن سؤال “ماذا لو” و “كان يجب” على تفكيرك كما لو أن هيئة محلفين غير مرئية تجلس في الحكم على حياتك!
- لا تنام جيدًا لأن كل الاجترار والقلق يجعلك مستيقظًا في الليل.
- الشعور بالندم وضرب نفسك بسبب أوجه القصور المتصورة لديك.
- في بعض الأحيان شرب الكثير من الكحول في محاولة لتهدئة استبداد دماغك المفرط في التفكير.
- غير قادر على أن تكون صادقًا مع نفسك لأنك مشغول جدًا في معرفة ما يحتاجه الآخرون ويريدونه ويفكرون به.
فهم سبب التفكير الزائد
يمكن أن يكون هناك العديد من الأسباب التي تجعل شخصًا ما يفكر في الأشياء ويزعج نفسه بلا مبالاة حيث يمكن أن تأتي بعض جذور التفكير الزائد من الحياة المبكرة والتجارب السيئة فعندما تصل إلى المرحلة التنموية من التعلم لممارسة إرادتك واستقلاليتك (سن ما قبل المدرسة) فإن الطريقة التي تعامل بها والداك معك يمكن أن تحدد ثقتك بنفسك وقدراتك وإذا قام أحد الوالدين بالتدليل عليك ولم يسمح لك بتجربة أشياء جديدة فقد تبدأ في الشك في تفكيرك أو إذا كان أحد الوالدين ينتقدك بشكل مفرط وجعلك تشعر بأنك غير لائق كلما ابتكرت أو فعلت شيئًا جديدًا فقد تبدأ في الشك في قدرتك على التصرف فالإفراط في التفكير يبقيك محاصرًا في التفكير دون فعل.
ربما لم ينعكس إحساسك بهويتك كطفل وربما كان عليك أن تخمن ما يريده والداك وربما لتتجنب العقوبة أو للحصول على انتباههم وبمرور الوقت تفقد الاتصال بما تريده حقًا وتحتاجه وتفكر فيه وقد تخاف من الخجل أو الإذلال بفعل شيء علني قد ينتقد أو يُدان حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى الشلل والشك والخوف من تنفيذ أي شيء.
علاج كثرة التفكير
إذا كنت ترغب في علاج كثرة التفكير والسيطرة على تفكيرك الزائد فهناك بعض الاستراتيجيات الفعالة لمساعدتك بما في ذلك:
- اخرج من رأسك
هذا هو الترياق الأول للإفراط في التفكير إذ كل ما يتطلبه الأمر للخروج من رأسك فقد يكون هذا تمرينًا شاقًا يأخذك إلى جسدك أو نزهة سريعة في الحديقة أو نشاطًا لا يتطلب منك التفكير كثيرًا حيث يمكن أن يكون هذا النشاط الطهي أو التلوين أو إكمال بانوراما أي كل ما يجعلك هادئ ويبقيك مسترخيًا.
- إتبع حسك
ابحث عن طرق للتناغم مع حواسك بما في ذلك أشياء لطيفة للنظر إليها وإيقاعاتك المفضلة للاستماع إليها وبعض الشموع المعطرة لتهدئتك أو طهي طعامك المفضل أو الاستمتاع بحمام دافئ واعتني بجسمك وامنح عقلك بعض الوقت.
- كن يقظًا
يمكن لتقنيات اليقظة أن تساعدك على إعادة صياغة أفكارك على النحو التالي، الأفكار بدلاً من الحقائق إذ يمكن لهذه التقنيات مساعدتك في إبطاء تفكيرك والسماح للأفكار بالمرور عبر عقلك مثل السحب في يوم منعش ويمكن أن تساعدك اليقظة أيضًا على أن تكون أكثر حضوراً فيما يحدث الآن بدلاً من الإسقاط في المستقبل.
- حاصر وقت تفكيرك
لست مضطرًا للتوقف عن التفكير تمامًا لكن بدلاً من السماح لتفكيرك بالانتشار خلال يومك اكتب يومياتك بعض الوقت عندما تفكر بنشاط واكتب أفكار فبدلاً من الاحتفاظ بأفكارك في رأسك اكتبها في مفكرة حيث يمكنك نشر أفكارك وبهذه الطريقة لن تحتاج إلى التمسك بها.
- ثق بشعورك
خلال كل سنوات التخمين والتفكير وإعادة التفكير والإفراط في التفكير ربما تكون قد أغرقت صوتك الداخلي فقد لا تعرف حتى كيف تبدو! قد تستغرق الثقة في حدسك بعض الوقت والصبر ويمكن أن يكون ضبط مشاعرك الحدسية خطوة أولى للتصرف وفقًا لشروطك الخاصة بدلاً من الوقوع في حلقة مفرطة من التفكير.
- تحدث إلى طبيب
إذا كان الإفراط في التفكير يدمر حياتك وإذا كنت تعتقد أنك قد تتصاعد إلى منطقة الاكتئاب أو القلق بسبب أفكارك فإن التحدث إلى المعالج سيدعمك في فهم عالمك ويمكن أن يساعد العلاج في بناء هويتك الذاتية وإنشاء أسس أقوى لتمكينك من عيش الحياة الآن بدلاً من الإفراط في التفكير في مستقبل مقلق.
- اعترف بنجاحاتك
عندما تكون في خضم الإفراط في التفكير توقف وأخرج دفتر ملاحظاتك أو تطبيق تدوين الملاحظات المفضل لديك على الهاتف وقم بتدوين خمسة أشياء سارت بشكل صحيح خلال الأسبوع الماضي ودورك فيها ولا يجب أن تكون هذه إنجازات ضخمة فعندما تنظر إليها على الورق أو على الشاشة قد تتفاجأ من كيفية تضافر هذه الأشياء الصغيرة وإذا كان الأمر مفيدًا ارجع إلى هذه القائمة عندما تجد أفكارك تتصاعد.
- انظر إلى الصورة الأكبر
كيف ستؤثر عليك جميع المشكلات التي تدور في ذهنك بعد 5 أو 10 سنوات من الآن؟ هل سيهتم أي شخص حقًا بأنك اشتريت طبق فاكهة لا تحبه أو قلت شيء لا ينبغي أن تقوله؟ حسنًا، لا تدع المشكلات الصغيرة تتحول إلى عقبات كبيرة.
Pingback: أنواع القلق - العهد للصحة النفسية و علاج الادمان
Pingback: علاج التوتر العصبي بالادوية - العهد للصحة النفسية و علاج الادمان