العلاج المعرفي السلوكي

ما هي جلسات العلاج المعرفي السلوكي

جلسات العلاج المعرفي السلوكي، أو ما يطلق عليه اختصاراً الـ  “CBT” هي طريقة علاجية نفسية و عقلية، تساعد أصحاب الأمراض و الاضطرابات النفسية المختلفة في تغيير طريقة نظرتهم للأمور و الأفكار بشكل عام، وبالتالي تتغير ظروفهم المرضية، ويكون ذلك طريقاً سريعاً للتعافي النفسي.

العلاج المعرفي السلوكي:

تم تعريف العلاج المعرفي السلوكي (Cognitive behavioral therapy )‏ الـ (CBT)  على أنه عبارة عن تدخلات نفسية واجتماعية، تستهدف تحسين الصحة النفسية والعقلية، حيث أنه يركز على الأفكار والمعتقدات والمواقف المختلفة “المشوهة” التي تنتج سلوكيات سيئة، وتحليلها ومعرفة أسبابها ومن ثم تغييرها، وبالتالي سيتغير معها الفكر و السلوكيات مما يعود على الصحة النفسية بالتعافي.

كما أن العلاج المعرفي السلوكي يهدف إلى تغيير التفكير الغير قادر على التكيف، كما أنه ينظر لما يمكن للشخص المريض عمله و ما يمكنه تغييره في أفكاره و معتقداته، مما يعود على سلوكياته وصحته النفسية بالتعافي.

و هويساعد المريض على استبدال المهارات و العواطف و الإدراك و السلوكيات الغير قادرة على التكيف بمهارات أخرى تساعده على التكيف، من خلال تحديد طريقة تفكير معينة تساعده على التفاعل مع العادات و السلوكيات بشكل معين.

نشأة العلاج المعرفي السلوكي:

يرى البعض أن العلاج السلوكي المعرفي كانت نشأته في اليونان القديمة حيث الفلسفة والمنطق، فيقول دليل علاج الاكتئاب لـ “أرون ت.بيك” أن “الأصول الفلسفية للعلاج المعرفي يمكن اقتفاء أثرها وصولاً إلى الفلاسفة الرواقيين”.

ولكننا إذا أردنا أن نبحث عن بداياته في العصر الحديث وتطوره، فإننا سنجد البداية في 1920م حين بدأ العالمان “جون ب. واتسون” و “روزالي راينر” دراساتهما عن التكيف ، ثم جاءت بعدهما عام 1924م عالمة علم النفس”ماري كوفر جونز” حين قامت بدراساتها حول التخلص من المخاوف لدى الأطفال.

ثم توالت الدراسات و النظريات العلمية في هذا المجال، حيث تطورت فأصبحت منطلقاً لعلاج العديد من الأمراض والاضطرابات النفسية و الإدمانات المختلفة.

أنواع العلاج المعرفي السلوكي:

ينقسم العلاج المعرفي السلوكي لنوعين رئيسيين هما :

العلاج المعرفي السلوكي الفردي:

وهي عبارة عن جلسات تجمع المريض والمعالج، يشخص فيها المعالج حالة المريض، و يتم تحديد السلوكيات المختلفة لدى المريض، و ما إذا كانت هذه السلوكيات مكتسبة أو متأصلة فيه، وبالتالي يناقش معه الأفكار التي ساعدت على تطور هذه السلوكيات، ثم وضع طرق جديدة للتفكير تساعده على التخلص من تلك الأفكار و بالتالي تغيير السلوكيات المختلفة التي نتجت عن الأفكار الخاطئة.

العلاج المعرفي السلوكي الجمعي:

وهو عبارة عن جلسات متعددة مع عدة أشخاص مختلفين، لديهم نفس المرض أو الاضطراب،

العلاج الجمعي يهدف منها مناقشة الأفكار لديهم بشكل يدعمهم جماعياً لتغييرها.

و هي طريقة للدعم المعنوي للمريض وإكسابه خبرة من تجارب الآخرين في تغيير أفكارهم، مما يعود على المجموعة ككل بالتعامل مع السلوكيات المختلفة السلبية وتغييرها.

استخدامات العلاج المعرفي السلوكي المختلفة:

يستخدم العلاج المعرفي السلوكي لعدة أمراض واضطرابات، من أبرزها:

اضطراب القلق:

وهو من الاضطرابات النفسية التي تتميز بالقلق و الخوف من المستقبل أو من بعض الأحداث الحالية التي يعيشها الشخص، وقد يتسبب هذا الاضطراب بأعراض جسمانية من أبرزها تسارع نبضات القلب والارتجاف، وله عدة أشكال أبرزها، اضطراب القلق العام، و الرهاب، و اضطراب القلق الاجتماعي، واضطراب الهلع.

اضطراب تشوه الجسم:

وهذا الاضطراب يعرف بالـ “BDD” وهو اضطراب وسواسي نفسي، يشعر فيه الشخص بقلق شديد بسبب تشوه خلقي في جسمه أو عيب في معالم جسمه، حيث يصل به هذا القلق إلى عدم القدرة على مزاولة حياته كما ينبغي مما يصل به للاكتئاب أو القلق.

الاكتئاب ، أو الاكتئاب السريري:

البعض يعزو بداية العلاج المعرفي السلوكي تحديداً لعلاج الاكتئاب ثم تم استخدامه لاضطرابات و أمراض مختلفة بعد نجاحه مع الاكتئاب، و الاكتئاب عبارة عن اضطراب مزاجي يفقد فيه الشخص الاهتمام بالأنشطة الحياتية المختلفة بسبب الشعور الدائم بالحزن و المشاعر السلبية.

اضطرابات الأكل:

وهو اضطراب عقلي يورث عادات غذائية غير طبيعية تؤثر سلباً على الصحة الجسدية، و العقلية، وتشمل، اضطراب نهم الطعام، واضطراب فقدان الشهية، و اضطراب فقدان الشهية العصابي، والنهم العصابي، اضطراب “القطا” يأكل فيه المريض أشياء غير غذائية، والاضطراب الاجتراري وهو استرجاع وإعادة مضغ الطعام.

ويعتبر القلق و الاكتئاب و تعاطي المخدرات، من أبرز سمات اضطراب الأكل.

آلام أسفل الظهر المزمنة:

و هي اضطرابات عضلية هيكلية شائعة، تحدث في الظهر نتيجة الإجهاد أو التشنجات العضلية، وتكون حادة و خفيفة، وغالباً ما تستمر إلى فترة 6 أسابيع أو أقل على حسب الحالة الصحية للجسم، و يتزامن مع هذا الألم عدة اضطرابات نفسية أبرزها اضطراب القلق و اضطراب الاكتئاب نتيجة الألم المستمر.

اضطرابات الشخصية:

وهي عبارة عن أنماط سلوكية و إدراكية ثابتة وصعبة التغيير، و ينتج عنها سلوكيات مخالفة للثقافة المجتمعية، حيث تتكون هذه السلوكيات أثناء مراحل النمو المختلفة، وتكون غير طبيعية و غير مرنة، ودائماً ما يكون مصاحباً لها قدراً كبيراً من التوتر و الضغط النفسي.

الذهان:

ويعرف في علم النفس بأنه حالة عقلية ذات خلل معين في عملية التفكير المنطقي والإدراكي الحسي، حيث يعاني المصابون به من نوبات من الهلوسات السمعية والبصرية.

الفصام:

الفصام أو ما يطلق عليه اسم ” الشيزوفرينيا” وهو اضطراب نفسي يتميز بعدة سلوكيات اجتماعية غير طبيعية نتيجة فشل في الإدراك و تمييز الواقع، ويتميز بأعراض أهمها، الوهم و اضطراب الفكر و الهلوسات السمعية والبصرية، و الوحدة والعزلة، كما أن المصاب به يصاب بعدة اضطرابات أخرى أهمها، القلق و الاكتئاب، وتعاطي المخدرات، و يظهر هذا الاضطراب على المصابين به بشكل تدريجي بعد البلوغ.

اضطرابات تعاطي المخدرات:

وهو تعاطي نوع أو أكثر من المخدرات لدرجة الاعتمادية الكاملة على المخدر و الإدمان عليه بشكل دوري يؤدي لحدوث آثار نفسية وصحية على الشخص.

الاضطرابات المرتبطة بالألم العضلي الليفي:

أو ما يعرف بـ “الفيبرومالغيا” وهي حالة تتميز بانتشار الألم المزمن في عدة أماكن في الجسم مع زيادة الألم مع الضغط، يتزامن مع ذلك التعب إلى درجة الحد من الأنشطة الطبيعية، مما ينتج عنه اضطرابات في النوم و تيبس المفاصل، كما يصاحب هذا الاضطراب “ليس على وجه الارتباط” الاكتئاب والقلق والتوتر و اضطراب ما بعد الصدمة، وقد لايعاني المريض من هذه الاضطرابات مجتمعة.

اضطراب الوسواس القهري:

وهو اضطراب نفسي يلازم المريض به فكرة بعينها بشكل دائم على صورة قهرية بحيث لا يستطيع التخلص منها.

اضطراب ما بعد الصدمة:

وهو نوع من المرض النفسي يكون نتيجة حدث كارثي يصيب المريض أو يصيب أحد الأشخاص المحيطين به أو حدث كارثي يصيب مجتمعه “كالحروب والكوارث” حيث يؤدي ذلك إلى اضطراب في فهم الشخص لذاته أو العالم من حوله، وتظهر أعراضه في غضون ستة أشهر بعد الحدث.

العلاج المعرفي السلوكي في مؤسسة العهد:

تعتبر مؤسسة العهد من المؤسسات الرائدة في العالم العربي من حيث تنوع الأنواع و البرامج العلاجية لديها، وعلى رأسها العلاج المعرفي السلوكي، فلديها فريق من المعالجين السلوكيين المتخصصين، والذي لديهم نتائج ناجحة على أرض الواقع.

وهي تقدم العلاج المعرفي السلوكي بشقيه ” الفردي والجمعي” ، ولهذا فإن مؤسسة العهد تعد الخيار الأفضل لديك في مجال العلاج المعرفي السلوكي .

كما أن المؤسسة تقدم دورات تدريبية في العلاج المعرفي السلوكي للأخصائيين النفسيين و الاجتماعيين في هذا المجال.

بادر بالتواصل، فنحن معك دائماً .. فـ العهد حياة و تعافي ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *