مدة علاج الإدمان من أهم التساؤلات التي تواجهنا ونحن نبحث عن التعافي من الإدمان، وللإجابة عن هذا التساؤل لابد من الوضع في الاعتبار عدة أمور مهمة سوف نشرحها تباعاً، حتى يستطيع الباحث عن التعافي أن يعرف مدة علاج الإدمان، وهل هي كافية من أجل التعافي أم أن هناك فترات أخرى لابد أن يكون فيها المدمن تحت الملاحظة.
ماهي مدة علاج الإدمان:
يندرج تحت هذا السؤال الكثير من التفاصيل المهمة، والتي لابد من شرحها بشكل واضح حتى تكون الأمور مفصلة تماماً، ومن أهم هذه التفاصيل ما يلي:
مدة تعاطي المخدرات:
إن الفترة التي قضاها المدمن في التعاطي، لها تأثيراً كبيراً لحساب المدة التي يقتضيها العلاج، وكلما طالت مدة التعاطي، كلما زادت فترة العلاج، ليس بصورة مشابهة ولكن بشكل مكثف.
نوعية المخدرات التي كان يتعاطاها المدمن:
ما يناسب شخص ربما لا يناسب شخصاً آخر، وهذه قاعدة في علاج الإدمان ينتبه لها المعالجين في هذا المجال، فكل نوع مخدر يتم حساب مدة علاج خاصة به، ولهذا لابد من متابعة المقال حتى نعرف هذه التفاصيل.
الحالة الصحية الجسدية والنفسية للمدمن:
وهذه من أهم الاعتبارات التي يجب وضعها في الحسبان أثناء العلاج، فالحالة الصحية يترتب عليها مدى تأثر المدمن بالعلاج وكيفية تلقيه بما يتناسب مع صحته الجسدية والنفسية.
مدى تفاعل المدمن مع العلاج:
هذا من الأساسيات أيضاً، فكلما كان المدمن متفاعلاً مع المراحل العلاجية كلما كان الجدول الزمني الموضوع له يسير بانتظام حتى يتم فترة التعافي.
الجنس :
تستغرق الإناث فترة أكثر من الذكور في مدة علاج الإدمان، وذلك لأسباب فسيولوجية لدى الجنسين، ولذلك يراعى في مدة علاج الإدمان الفروقات ما بين الجنسين.
مدة انسحاب المخدرات من الجسم:
إن مدة أعراض الانسحاب و إخراج السموم من الأمور التي يضعها في الحسبان كل مريض مقبل على العلاج، ذلك لما لها من أهمية بالغة في رحلة التعافي، ولكن لكل نوع من أنواع المخدرات مدة انسحاب تختلف عن باقي الأنواع، و فيما يلي نذكر أهم أنواع المخدرات:
الأفيون:
تتراوح مدة علاج أعراض الانسحاب بالنسبة لمتعاطي مخدر الأفيون من 10 أيام حتى 15 يوماً .
الهيروين:
مدة علاج الإدمان من أعراض الانسحاب بالنسبة لمتعاطي الهيروين، ما بين 7 أيام حتى 15 يوماً .
الحشيش :
الحشيش من المخدرات التي تكون أبرز أعراض انسحابها نفسية، ولكن الآثار الجسدية تستمر حتى 10 أيام ، وتستمر أعراض الانسحاب النفسية للحشيش حتى خروج مخدر الحشيش من الجسم تماماً، وهذا المخدر يظل باقياً في الجسم فترة لا تقل عن 35 يوماً ويعتبر الوحيد من بين أنواع المخدرات الذي يستغرق خروجه من الجسم هذه الفترة.
الترامادول:
يعتبر الترامادول من المخدرات المسكنة المخلقة على مخدر الكودايين المصنع من الأفيون، فهو شبيه في مفعوله بمفعول الأفيون، ولذلك فإن مدة علاج الإدمان من أعراض انسحاب الترامادول تتراوح ما بين 10 أيام حتى 15 يوم.
الكبتاجون:
الكبتاجون مادة مخدرة منشطة مشتقة من مادة الامفيتامين المخدرة، وتستغرق أعراض انسحابه ما بين 15 يوم ل 20 يوم ، وربما أقل من ذلك وهذا تبع مدة التعاطي ومقدار الجرعة التي كان يتعاطاها المريض.
الكريستال ميث ” الشبو”:
وهو مخدر منشط من عائلة الإمفيتامين، حيث تستمر أعراض انسحابة ما بين 15 يوماً و 20 يوماً.
مدة علاج الإدمان التأهيلية السلوكية:
إن التأهيل السلوكي أهم مراحل علاج الإدمان، ولذلك فإن مدة علاج الإدمان يختزلها البعض في مدة التأهيل السلوكي للمريض، وهذا غير صحيح، فإن مدة علاج الإدمان تشمل فترة أعراض الانسحاب وفترة التأهيل السلوكي، وتكاد تكون فترة التأهيل السلوكي متساوية في أغلب أنواع المخدرات، حيث تتراوح ما بين 4 أشهر و 6 أشهر ، وقد تزيد مع مدمن المنشطات كالكبتاجون و الكريستال ميث “الشبو” لأن تأثير المخدرات المنشطة يكون متضاعف في بعض الأحيان.
هل المدمن يرجع طبيعي بعد العلاج:
سؤال يتكرر دائماً في ذهن أولياء الأمور، وهو هل يعود المدمن كما كان قبل التعاطي؟
إن التعافي هبة من الله عز وجل، وحين يتم على أكمل وجه، يصبح المتعافي أفضل من ذي قبل، لأنه حينها يصبح مدركاً لما كان عليه وماذا يجب أن يكون عليه الآن، فيصبح مسؤلاً مدركاً لمواضع الانزلاق في حفرة الإدمان، ويشكل مما عاشه طاقة إيجابية يكمل حياته بمسؤولية نحو نفسه ومن حوله، وفي هذه الحالة فإنه يصبح ذا قيمة عالية لخبرته و قدرته على التعافي و البقاء متعافياً.
مدة علاج الإدمان في مؤسسة العهد:
تقدم مؤسسة العهد العديد من البرامج العلاجية العالمية لمختلف أنواع الإدمانات، ولديها فرق علاجية متخصصة في علاج الإدمان و الطب النفسي لكلا الجنسين، و لتحديد مدة علاج الإدمان لابد من زيارة المؤسسة أو التواصل معها وشرح الحالة، وبناء عليه يتم تحديد مدة العلاج اللازمة.
البرامج العلاجية في مؤسسة العهد:
من أبرز البرامج العلاجية في مؤسسة العهد:
برنامج الـ 12 خطوة لعلاج الإدمان:
وهو ما يعرف ببرنامج الـ NA أو برنامج المدمنين المجهولين، وهو عبارة عن برنامج علاجي يتكون من 12 خطوة يتم تطبيقها، تساعد المريض على التعامل مع أفكاره السلبية وكيفية تعامله مع السلوكيات السلبية المختلفة، وهو مبني على المشاركة الجماعية و الفردية.
برنامج المعرفي السلوكي:
وهو برنامج يعتمد على معرفة المريض بحقيقة الأفكار التي تنتابه، ومعرفة حقيقة وأسباب السلوكيات المختلفة التي يمارسها بصورة تلقائية أو بصورة انتقائية.
برنامج النالتركسون:
وهو يعتبر برنامج “صيانة وقائي” حيث يتم إعطاء المريض مادة النالتركسون فيتم من خلالها إغلاق المستقبلات الأفيونية في الدماغ، فمهما تعاطى، لاتوجد نشوة ولا إحساس بالمخدر، بالتالي لا يقدم على التعاطي حينها، وهذا البرنامج يقرر الطبيب فقط مدى تناسبه مع المريض.
برنامج الماتريكس:
وهو عبارة عن مزيج لبرامج مختلفة ثبت نجاحها بشكل كبير، حيث يتم مزج البرامج العلاجية بشكل يتوافق مع حالة المريض و احتياجاته، حتى يتم التعافي بشكل يساعده على عدم الانتكاسة مرة أخرى.
برنامج علاج الإدمان في 28 يوم:
علاج الإدمان في 28 يوم، عبارة عن برنامج علاجي مكثف، وهو خاص بمن لهم ظروف خاصة لا يستطيعون معها إكمال البرنامج العلاجي الكامل، حيث تتم المتابعة بعد انتهاء البرنامج من خلال الجلسات العلاجية الجمعية والفردية لاستمرار التعافي.
برنامج علاج الإدمان في 7 أيام:
وهو برنامج علاجي خاص بأعراض الانسحاب، حيث يتم المريض علاج أعراض الانسحاب، ثم يكون متواجداً في البرنامج العلاجي الشامل لنصف اليوم، أو متابعة الجلسات العلاجية الجمعية والفردية بصورة شبه يومية، وهو خاص بالموظفين أو الطلبة الذين ليس باستطاعتهم الإقامة الكاملة لإتمام البرنامج العلاجي الكامل.
علاج الإدمان في المنزل:
وهو من أكثر البرامج التي يستفسر عنها الجميع، وهو عبارة عن رحلة التعافي في المنزل بدلاً من مركز لعلاج الإدمان، ولابد أن يتم تحت رعاية مركز متخصص لعلاج الإدمان، فينتقل فريق علاجي لمتابعة المريض في المنزل على مدار الساعة، طوال فترة العلاج التي يحددها المركز العلاجي.
برنامج علاج إدمان الترامادول:
علاج إدمان الترامادول، يعتبر من أهم أنواع العلاج لتفشي الترامادول بشكل كبير، ولهذا فإن بعض المصحات العلاجية والمراكز العلاجية تقوم بوضع برنامج مخصص لمدمني الترامادول، يتم إدخالهم إليه بمجرد دخولهم للتعافي من تعاطيه.
برنامج علاج إدمان الحشيش:
الحشيش، مخدر الشعب، أو المخدر الشعبي الأكثر انتشاراً، فهو موجود ومتوفر كما لو أنه تبغ، ولهذا أصبح مخدراً لايعترف متعاطيه بأنه مدمن، وأنه يستطيع التوقف عنه متى أراد ذلك، وهنا تكمن الخطورة الكبيرة لهذا المخدرة، فتأثيره الجسدي أقل من غيره من المخدرات، ولكن له تأثيراً نفسياً مدمراً على مدى الزمن، فهو من أكثر المخدرات التي تتسبب بمرض الذهان، وهو مخدر ينشط الاضطرابات و الأمراض النفسية.
ولذلك فقد عمدت المراكز العلاجية لوضع برامج علاجية خاصة بهذا المخدر، حتى يتم التعامل معه بحرفية و سرعة، وتلافي الآثار المدمرة التي قد يصل لها مدمن الحشيش.