عندما نقول مركز للتعافي من الإدمان، فإننا نتحدث عن حياة كاملة، فمراكز علاج الإدمان ليست مجرد مؤسسات أو مراكز تأهيل، بل هي بداية لحياة كاملة من التعافي المستمر بإذن الله، ولذلك لابد أن تبنى هذه الحياة على أساس ثابت راسخ، وهذا لن يكون متوفراً إلا بعد توافر عدة معايير ثابتة لضمان استمرارية التعافي والثبات عليه.
أهمية مركز علاج الإدمان:
تعتبر مراكز علاج الإدمان من أهم الأماكن التي لابد أن تأخذ منا اهتماماً كبيراً، وذلك لزيادة أعداد المدمنين في مجتمعاتنا، سواء على المستوى العام أو الخاص، فخطر المخدرات يتربص بالأجيال بشكل مرعب، واحتياجنا لمركز علاج الإدمان لا يكون بعد الوقوع في الإدمان فقط، بل قبلها بكثير.
حيث أنه لابد من التواصل مع مركز للتعافي من الإدمان او مستشفى لعلاج الإدمان حين تلاحظ تغيرات تدل على ذلك في من يهمك أمرهم، فالإدمان لا يحدث في يوم وليلة، ولا يحدث في أيام، بل يستغرق وقتاً حتى يصبح المتعاطي مدمناً.
ولهذا فإن التواصل مع مركز للتعافي من الإدمان سوف يكون وقاية خير من العلاج، فالتواصل مع خبراء في هذا المجال سوف يفتح أمامك آفاق من المعرفة في كيفية التعامل مع المتعاطي.
ماهو مركز علاج الإدمان؟
مركز علاج الإدمان، أو مركز للتعافي من الإدمان، هو ” المكان الذي يتم فيه التعامل مع مريض الإدمان تعاملاً مباشراً بشكل يساعده على التعافي من مرض الإدمان، والبقاء متعافياً”
وهكذا فإن مراكز علاج الإدمان تشتمل في داخلها على ” مركز لسحب السموم” الديتوكس ، وكذلك تشتمل على بيوت التعافي “هاف واي”.
تعال معنا نتحدث بشكل أكثر تفصيلاً:
مركز سحب السموم “ديتوكس” :
لابد في كل مركز للتعافي من الإدمان من وجود هذا القسم الهام جداً، فهو أول خطوات العلاج المباشر، وهو عبارة عن “رعاية طبية ونفسية خاصة يتم وضع المريض فيها للتعامل مع الأعراض الانسحابية للمخدرات” ولأهمية هذا القسم، فإنه يكون تحت الرعاية الكاملة من فرق علاجية متخصصة، وتكون متكونة من أطباء نفسيين و أخصائيين نفسيين و تمريض نفسي، وهذا أمر لابد من التخصص فيه، لخطورته وحساسية وضع المريض فيه.
مركز تأهيل نفسي “هاف واي”:
يعتبر الـ هاف واي ، أو ما يطلق عليه بيت التعافي، هو بقدر أهمية القسم الأول، لأن هذا القسم يهتم بالمرحلة الثانية من العلاج، وهي التعديل السلوكي و العلاج النفسي و هو ما تجده في مركز للتعافي من الإدمان، فالمريض الذي كان يتعامل بطرق و سلوكيات مختلفة نتيجة أفكار معينة، لابد من التعامل مع أفكاره ومعتقداته المختلفة تعاملاً ينتج عنه تغيير السلوكيات الإدمانية، وهذا ما يقوم به قسم الـ هاف واي في مراكز علاج الإدمان.
معايير اختيار مركز للتعافي من الإدمان:
هنا يجب علينا أن نذكرك بأن اختيار مركز للتعافي من الإدمان أو مستشفى لعلاج الإدمان لابد من أن يكون وفق اعتبارات معينة، لابد من مراعاتها حتى تتم فترة العلاج بشكل كامل بدون حدوث معوقات تقطعه، فخطورة الانقطاع عن العلاج لا يمكن وصفها بأنها بسيطة أو يمكن تجاوزها، ولذلك لابد أن يكون اختيار مركز علاج الإدمان مبني على اعتبارات ومعايير تساعد على تمام العلاج.
معايير اختيار مركز للتعافي من الإدمان:
كما ذكرنا سابقاً أنه لابد من وجود معايير لاختيار مركز للتعافي من الإدمان، و أهم هذه المعايير:
أولاً : الخبرة في استخدام البرامج العلاجية المختلفة:
قيل بأن لكل داء دواء، وكذلك فإن لكل حالة برنامج علاجي يناسبها، فإن ما يناسب شخص ليس بالضرورة يناسب شخصاً آخر، ولذلك فلابد أن يكون لدى مركز علاج الإدمان الخبرة الكافية التي تجعل الفريق العلاجي فيه يجيد التشخيص الصحيح الذي يبني عليه البرنامج المناسب في التعامل مع حالة المريض، وهذا أمر في غاية الأهمية في رحلة التعافي للمريض.
ثانياً: معرفة نسبة المتعافين الذين ساعدهم مركز علاج الإدمان:
إن معرفة نسب التعافي في مستشفى علاج الإدمان، أمر لابد من وضعه في الحسبان، فهو يدل دلالة واضحة على مدى حرفية الفرق العلاجية في مركز التعافي من الإدمان، وضمانة بأن التعافي فيه أمر مضمون بنسبة كبيرة.
ثالثاً: التأكد بأن مركز علاج الإدمان مرخصاً بشكل قانوني:
تعتمد وزارة الصحة في إخراج التراخيص اللازمة لمراكز علاج الإدمان شروطاً خاصة، تم وضعها خصيصاً لضمان كفاءة هذه المراكز العلاجية، وهي أيضاً تكون تحت الرقابة الكاملة، فلا يحدث فيها تجاوزات قد تعرض حياة المرضى للخطر، ولهذا فإن التعامل مع مركز علاج الإدمان المرخص أمر يزيد من اطمئنان الأهل على ذويهم.
رابعاً: كفاءة الفريق العلاجي في مركز التعافي من الإدمان:
الفريق العلاجي في مركز علاج الإدمان، هو عموده الفقري الذي يضمن وقوفه وثباته، فكلما كان الفريق ذو كفاءة عالية، كلما كان مركز التعافي من الإدمان ذو كفاءة عالية في التعامل مع مريض الإدمان، وهذا من أهم أشكال حدوث التعافي الآمن المانع من الانتكاس مجدداً.
خامساً: المتابعة الخارجية للمتعافي بعد انتهاء فترة العلاج:
بعد انتهاء فترة العلاج في مراكز علاج الإدمان، هناك فترة تعتبر من أهم الفترات لدى المتعافي، وهي عودته للمجتمع بعد انقطاعه للعلاج و التعافي، وفي هذه المرحلة لابد من وجود دعم للمتعافي في حال واجهته أي مشكلة، وهذا يجعله قادراً على المضي قدماً في طريق التعافي دون انتكاس.
سادساً: التكلفة المادية المتناسبة مع المريض:
البعض يغفل أمر التكلفة العلاجية، ولكنها أمر في غاية الأهمية، فإن التكلفة العلاجية حين تكون في حدود القدرة، تكون ضامناً لاستمرار العلاج وعدم الانقطاع في منتصفه مما يعود على المريض بالضرر، وقد يكون ضرراً بالغاً يؤدي للانتكاسة.
سابعاً : الإقامة الفندقية و الأنشطة الترفيهية المختلفة:
وهذه من الأمور المهمة بشكل كبير، فإن كانت الإقامة مجردة من الأنشطة الترفيهية أو لا تراعى شروط الإقامة الفندقية من نظافة شخصية و عامة، فإن هذا سيعود على عملية التعافي بالضرر البالغ، وهذا بالطبع أمر لاتغفله مراكز علاج الإدمان التي تتوفر فيها المعايير السابقة الذكر.
أهمية اختيار مستشفى علاج الإدمان:
إن اختيار مركز للتعافي من الإدمان هو أمر متعلق بحياة كاملة تخص أحد أحبائنا، وهو من الأهمية بمكان بحيث أنه يعتبر الأساس الذي تبنى عليه الحياة، ولذلك كلما كان مركز التأهيل مطابقاً للمواصفات، كلما كانت النتائج مضمونة التعافي و عدم الانتكاس لما قبل التعافي.
العهد مركز للتعافي مطابقاً للمواصفات القياسية:
تعتبر مؤسسة العهد من المراكز العلاجية المميزة، وهذا يرجع لكونها تتعامل مع كلا الجنسين، ويتوفر فيها المعايير التي يجب توفرها في مراكز علاج الإدمان، فهي تحتوي على:
مركز سحب السموم في مؤسسة العهد:
مركز سحب السموم “ديتوكس” من المراحل الأولى في رحلة التعافي، و مركز العهد يمتلك مركزاً لسحب السموم يتميز باحتوائه على مركز رعاية، إلى جانب فريق علاجي ” من كلا الجنسين” مميز يتعامل بحرفية مستمدة من خبرته الكبيرة في مجال علاج الإدمان، كما أنه مركز يعالج كلا الجنسين، بكل مقومات التعامل المحترف، ولذلك يعتبر من المراكز الرائدة في هذا المجال.
مركز تأهيل مؤسسة العهد “هاف واي”:
أيضاً نجد بأن مؤسسة العهد تمتلك مراكز تأهيلية لكلا الجنسين، وهي ما يطلق عليها أيضاً بيوت التعافي، والتي يتم فيها المرحلة المهمة في التعافي وهي العلاج النفسي و التعديل السلوكي للمريض، و هي مراكز تأهيلية تعتمد العديد من البرامج العلاجية العالمية، التي أثبتت جدارتها بنسب تعافي عالية، تجعل مراكز تأهيل مؤسسة العهد خياراً حكيماً من أجل حياة أفضل و تعافي مستمر .