يعاني طفل من بين كل 15 طفل من أسباب الاضطرابات النفسية عند الأطفال حول العالم ومصطلح الاضطراب النفسي ليس دقيقًا تمامًا نظرًا لوجود العديد من العوامل الجسدية بما في ذلك الوراثة وكيمياء الدماغ التي قد تشارك في الإصابة باضطراب عقلي وعلى هذا النحو يمكن علاج العديد من الاضطرابات النفسية بشكل فعال بالأدوية أو العلاج النفسي نوع من الاستشارة أو مزيج من الاثنين معًا فيما قد يكون تحديد الاضطرابات النفسية لدى الأطفال أمرًا صعبًا بالنسبة للأطباء وخبراء الرعاية الصحية حيث يختلف الأطفال عن البالغين في أنهم يواجهون العديد من التغيرات الجسدية والعقلية والعاطفية أثناء تقدمهم من خلال نموهم وتطورهم الطبيعي وهم أيضًا في طور تعلم كيفية التعامل مع الآخرين والعالم من حولهم والتكيف معه والتواصل معهم.
بالإضافة لما سبق، ينمو كل طفل حسب وتيرته الخاصة وما يعتبر طبيعيًا عند الأطفال يقع ضمن نطاق واسع من السلوكيات والقدرات ولهذه الأسباب فإن أي تشخيص لاضطراب عقلي يجب أن يأخذ في الاعتبار مدى جودة أداء الطفل في المنزل وداخل الأسرة والمدرسة ومع أقرانه بالإضافة إلى عمر الطفل وأعراضه وبالنسبة لبعض الأطفال يمكن أن تسبب الضغوط التي يواجهونها مشاكل خطيرة مثل الاكتئاب أو القلق أو إيذاء النفس أو اضطرابات الأكل ولا يوجد سبب واضح لإصابة بعض الأطفال بمشكلات في الصحة النفسية ولكن بعض الحوادث مثل التعرض لتجارب صادمة يمكن أن تزيد من احتمالية حدوث ذلك.
إذا كنت ترغب بمعرفة المزيد من المعلومات عن أسباب الاضطرابات النفسية عند الأطفال فأنت في المكان الصحيح، في هذا المقال ستجد جميع المعلومات المتعلقة بأسباب الاضطرابات النفسية عند الأطفال وأعراض هذه الاضطرابات وطرق علاجها وفق الأطباء والعديد غيرها، هيا بنا نبدأ!
أسباب الاضطرابات النفسية عند الأطفال
السبب الدقيق لمعظم الاضطرابات النفسية عند الاطفال غير معروف ولكن تشير الأبحاث إلى أن مجموعة من العوامل بما في ذلك الوراثة وعلم الأحياء والصدمات النفسية والضغط المحيط قد تلعب دور رئيسي.
- الوراثة: تنتشر العديد من الاضطرابات النفسية في العائلات مما يشير إلى أن الاضطرابات أو بشكل أكثر دقة القابلية للتأثر بالاضطرابات قد تنتقل من الآباء إلى الأبناء من خلال الجينات.
- علم الأحياء: كما هو الحال مع البالغين تم ربط العديد من الاضطرابات النفسية عند الأطفال بوظائف غير طبيعية لمناطق معينة من الدماغ تتحكم في العاطفة والتفكير والإدراك والسلوك ويمكن أن تؤدي إصابات الرأس أحيانًا إلى تغيرات في الحالة المزاجية والشخصية.
- الصدمة النفسية: قد تنجم بعض الاضطرابات النفسية عن الصدمات النفسية مثل الإساءة العاطفية أو الجسدية أو الجنسية الشديدة أو فقدان أحد الأقارب أو أحد الوالدين والإهمال.
- الإجهاد المحيط: يمكن أن تؤدي الأحداث المجهدة أو المؤلمة إلى حدوث اضطراب لدى الأطفال والإصابة باضطراب عقلي وهو من اهم أسباب الاضطرابات النفسية عند الأطفال.
قد تشمل التجارب الصادمة التي تحدث للأطفال ما يلي:
- الإصابة بمرض طويل الأمد.
- الانتقال إلى منزل جديد أو تغيير المدرسة.
- تعرضهم للمعاملة القاسية.
- مشاهدة العنف المنزلي.
- التعرض لسوء المعاملة.
- انفصال أو طلاق الوالدين.
- شخص قريب منهم يموت.
إن رؤية طفلك وهو يعاني بأي شكل من الأشكال أمر محزن للغاية ومن المفهوم أن الآباء يريدون علاج أي مرض يسبب ألم لطفلهم وعندما يتعلق الأمر بالصحة العقلية والرفاهية فقد لا يكون هناك حل فوري والخطوة الأولى الأكثر أهمية هي محاولة فهم طفلك.
كيف يتم تشخيص الاضطرابات النفسية عند الأطفال؟
كما هو الحال مع البالغين يتم تشخيص الاضطرابات النفسية عند الأطفال بناءً على العلامات والأعراض ومع ذلك فإن تشخيص المرض النفسي عند الأطفال يمكن أن يكون صعبًا بشكل خاص ويمكن أن تحدث العديد من السلوكيات التي يُنظر إليها على أنها أعراض للاضطرابات النفسية مثل الخجل والقلق (العصبية) وعادات الأكل الغريبة ونوبات الغضب كجزء طبيعي من نمو الطفل لكن تصبح السلوكيات أعراضًا عندما تحدث كثيرًا أو تستمر لفترة طويلة أو تحدث في عمر غير عادي أو تسبب اضطرابًا كبيرًا في حياة الطفل أو حياة الأسرة.
علاج الاضطرابات النفسية عند الأطفال
تشبه الأمراض النفسية العديد من الاضطرابات الطبية مثل مرض السكري أو أمراض القلب والتي تتطلب علاجًا مستمرًا وعلى الرغم من إحراز تقدم كبير في علاج البالغين المصابين باضطرابات عقلية إلا أن علاج الأطفال ليس مفهوماً جيدًا ولا يزال الخبراء يستكشفون أي العلاجات تعمل بشكل أفضل مع ظروف الأطفال وفي الوقت الحالي العديد من خيارات العلاج المستخدمة للأطفال بما في ذلك العديد من الأدوية هي نفسها المستخدمة في البالغين ولكن بجرعات مختلفة وتشمل خيارات علاج الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعًا ما يلي:
- الأدوية: الأدوية المستخدمة غالبًا لعلاج الاضطرابات النفسية عند الأطفال تشمل مضادات الذهان ومضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للقلق والمنشطات وأدوية استقرار الحالة المزاجية.
- العلاج النفسي: العلاج النفسي يعالج الاستجابة العاطفية للمرض العقلي وهي عملية يساعد فيها أخصائيو الصحة العقلية المدربون الأشخاص على التعامل مع مرضهم وغالبًا عن طريق التحدث من خلال استراتيجيات لفهم أعراضهم وأفكارهم وسلوكياتهم والتعامل معها وأنواع العلاج النفسي المستخدمة غالبًا مع الأطفال هي العلاج الداعم والسلوكي المعرفي والشخصي والجماعي والأسري.
- العلاجات الإبداعية: قد تكون بعض العلاجات الإبداعية متضمنة العلاج بالفن أو العلاج باللعب وهي مفيدة خاصة مع الأطفال الصغار الذين قد يواجهون صعوبة في توصيل أفكارهم ومشاعرهم.
يمكن أن تكون المدرسة وقتًا تتصدر فيه الصحة النفسية للطفل ومن المرجح أن يتطلع الأطفال إلى أقرانهم ليثقوا بهم ومع تقدمهم في السن يقل احتمال أن يعرف الآباء ما يحدث في عالم أطفالهم وقد يكون سلوك طفلك إشارة إلى أنه يكافح من أجل التأقلم مع تغيير مرهق في حياته والذي قد يكون أي شيء من مدرس جديد أو الانتقال إلى المنزل أو التنمر أو الطلاق أو وفاة أحد أفراد أسرته ويمكن أن يكون لدى الأطفال الكثير من المخاوف والقلق بشكل طبيعي وصحي وفي حين أن هذه لا ينبغي أن تؤثر على صحتهم العقلية فمن المهم تشجيعهم على القدوم إليك وهمومهم بدلاً من كبتها.
الآثار الجانبية لعلاج الإضرابات النفسية
الأدوية المختلفة لها آثار جانبية مختلفة وبعض الأطفال غير قادرين على تحمل بعض الأدوية وعلى الرغم من أن الأدوية التي وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج الاضطرابات النفسية لدى الأطفال تعتبر آمنة بشكل عام فقد يحتاج الطبيب إلى تغيير الأدوية أو الجرعات لتقليل الآثار الجانبية وقد يتطلب الأمر بعض التجربة والخطأ للعثور على الأدوية التي تعمل بشكل أفضل مع الطفل.
Pingback: الاضطرابات الانفعالية