إذا كنت تعتقد أن اضطراب السلوك عند الأطفال أمر غريب فيجب ان تعرف أنه من الطبيعي أن يمر الأطفال بمراحل التمرد أثناء نموهم وجزء من اكتساب الإتقان وتأكيد استقلالهم ينطوي على تحدي القواعد والحدود لكن من ناحية أخرى تعد اضطرابات السلوك أكثر من مجرد نوبات غضب عرضية أو سلوك متحدي حيث يعاني الطفل المصاب باضطراب سلوكي بأعراض يمكن تشخيصها ومن مشاكل سلوكية شديدة بما يكفي لتؤثر على الأداء المدرسي أو العلاقات مع الأصدقاء والعائلة ويمكن أن تتفاقم اضطرابات السلوك بمرور الوقت إذا تركت دون علاج لذلك من المهم أن يتم تقييم الطفل من قبل أخصائي صحة عقلية مؤهل إذا كنت تشك أنه يعاني من اضطراب سلوكي.
غالبًا ما يجد الآباء أنفسهم على حين غرة عندما يبدأ طفلهم في إظهار مشاكل سلوكية فعلى سبيل المثال قد يتسبب طفلك بمشاكل في المدرسة أو المنزل وقد يستفيد الأطفال الذين تظهر عليهم علامات الاضطراب السلوكي من التقييم الذي يجريه اختصاصي الصحة العقلية ويمكنهم المساعدة في تحديد ما إذا كان هناك اضطراب في الصحة العقلية أو السلوك غير مشخص يقود أفعالهم ومع ذلك فإن بعض الأطفال لديهم سلوكيات صعبة للغاية ومليئة بالتحديات تخرج عن القاعدة بالنسبة لأعمارهم.
إذا كنت ترغب بمعرفة المزيد من المعلومات عن اضطراب السلوك عند الأطفال فأنت في المكان الصحيح، في هذا المقال ستجد جميع المعلومات باضطراب السلوك عند الأطفال وأعراض حدوثه عند الأطفال وطرق تشخيصه وكيفية علاجه وفقًا لأطباء الصحة النفسية والعديد غيرها، هيا بنا نبدأ!
ما هو اضطراب السلوك؟
قد يعاني الطفل أو المراهق من اضطراب السلوك في مرحلة الطفولة ويمكن أن تشمل العوامل المفاقمة الأخرى المشكلات العاطفية واضطرابات المزاج والصعوبات العائلية وتعاطي المخدرات حيث تشترك الاضطرابات السلوكية في بعض الأعراض الشائعة لذا قد يكون التشخيص صعبًا ويستغرق وقتًا طويلاً فيما يُظهر جميع الأطفال الصغار سلوكًا متسرعًا أو متحديًا في بعض الأحيان وقد يكون هذا جزءًا من رد فعل عاطفي طبيعي لكن إذا كانت هذه السلوكيات متطرفة أو خارجة عن القاعدة بالنسبة لمستوى تطورها فقد تكون علامة على اضطراب سلوكي.
الاضطرابات السلوكية الأكثر شيوعًا عند الأطفال هي:
- اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
- اضطراب العناد الشارد
- اضطراب السلوك
عندما تستمر السلوكيات التخريبية للطفل لمدة ستة أشهر أو أكثر وتؤثر على المدرسة والمنزل والحياة الاجتماعية فيجب عليك تشخيص هذه الأعراض.
أعراض اضطراب السلوك عند الأطفال
تشمل الأعراض التي قد تشير إلى اضطراب سلوكي عند الأطفال ما يلي:
- الغفلة
- فرط النشاط
- الاندفاع
- التحدي
- تعاطي المخدرات
- الانحراف
يتضمن التشخيص تقييمًا لهذه الأعراض والتاريخ الطبي لطفلك وخلفيته وسيجمع الطبيب معلومات منك ومن طفلك وقد يطلب أيضًا التحدث إلى معلمي طفلك ومقدمي الرعاية الآخرين للحصول على الصورة الأكثر شمولاً لكيفية تصرف طفلك في مجموعة متنوعة من الإعدادات ويمكن فقط للطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي أو طبيب الأطفال تشخيص اضطراب السلوك.
تختلف أعراض اضطراب السلوك اعتمادًا على ما إذا كان اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط لدى طفلك خفيفًا أم شديدًا ونوع الاضطراب الذي يعاني منه طفلك حيث يمكن أن تظهر الأعراض بشكل مختلف في مختلف الأعمار وقد يواجه الطفل الصغير على سبيل المثال مشكلة في اتباع التوجيهات بينما قد يعاني المراهق أكثر في تحديد الأولويات والانحراف عن مساره ومن أهم أعراض هذا الاضطراب عند المراهقين:
- ارتكاب أخطاء إهمال
- صعوبة في التركيز
- صعوبة اتباع التعليمات
- الفوضى
- تجنب المهام التي تتطلب مجهودًا ذهنيًا
- كثيرا ما يفقد الأشياء
- صرف المال بسهولة
- النسيان
- التحدث باستمرار
- عدم القدرة على الجلوس
- صعوبة في المشاركة في الأنشطة الهادئة
- طمس الإجابات أو قول تعليقات غير لائقة
- القيام بالأشياء دون التفكير في العواقب
يُعد اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أحد أكثر اضطرابات السلوك شيوعًا عند الاطفال على الرغم من أنه غالبًا ما يُنظر إلى اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على أنه اضطراب في الطفولة إلا أن هناك صعوبة في علاجه مع تقدم المريض في العمر أما اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط هو اضطراب في النمو العصبي يصيب 11٪ من الأطفال في سن المدرسة وبالنسبة لـ 75٪ من المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تستمر الأعراض حتى مرحلة البلوغ ويمكن أن تتراوح الأعراض من خفيفة إلى شديدة.
علاج اضطراب السلوك وتشخيصه
يعد تشخيص اضطراب السلوك أمرًا بالغ الأهمية وبدون الدعم والعلاج المناسبين يمكن للأطفال أن يواجهوا صعوبات أكاديميًا واجتماعيًا وعاطفيًا ولتشخيص اضطراب السلوك سيقوم الطبيب بإجراء تقييم شامل بما في ذلك التاريخ الطبي وتاريخ سلوك الطفل ووجهات النظر من الآباء والمعلمين والطفل نفسه ويمكن للطبيب أن يقدم تشخيصًا للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 4.7 وخلال التقييم سيبحثون عما إذا كانت أعراض طفلك هي في الأساس اندفاعية أو مفرطة النشاط أو مزيجًا من كلاهما وتعتبر هذه المعلومات بمثابة بداية لخطة العلاج.
غالبًا ما يكون علاج اضطراب السلوك متعدد الخطوات وقد يشمل مزيجًا من الأدوية والعلاج السلوكي وتدريب الوالدين والتعديلات والدعم الأكاديمي وقد يكبر الأطفال الذين يعانون من اضطرابات سلوكية ليصبحوا بالغين مختلين عقليًا وبشكل عام كلما كان التدخل مبكرًا كان من المرجح أن تكون النتيجة أفضل حيث أظهرت دراسة طبية أجريت في الولايات المتحدة من قبل المعهد الوطني للصحة العقلية أن إدارة الأدوية المصممة بعناية والعلاج السلوكي لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه حسنت جميع مقاييس السلوك في المدرسة والمنزل.
عادةً ما يكون العلاج متعدد الخطوات ويعتمد على الاضطراب المحدد والعوامل التي تساهم في حدوثه ولكن قد يشمل:
- تعليم الوالدين: على سبيل المثال تعليم الوالدين كيفية التواصل مع أطفالهم وإدارتهم.
- العلاج الأسري: حيث تتم مساعدة الأسرة بأكملها في تحسين مهارات الاتصال وحل المشكلات.
- العلاج السلوكي المعرفي: بهدف مساعدة الطفل على التحكم في أفكاره وسلوكه.
- التدريب الاجتماعي: حيث يتم تعليم الطفل مهارات اجتماعية مهمة مثل كيفية إجراء محادثة أو اللعب بشكل جماعي مع الآخرين.
- إدارة الغضب: حيث يتم تعليم الطفل كيفية التعرف على علامات إحباطه المتزايد وإعطائه مجموعة من مهارات التأقلم المصممة لنزع فتيل غضبه وسلوكه العدواني. كما يتم تدريس تقنيات الاسترخاء ومهارات إدارة الإجهاد.
- دعم المشكلات المصاحبة: على سبيل المثال سيستفيد الطفل الذي يعاني من صعوبة في التعلم من الدعم المهني.
- التشجيع: يعاني العديد من الأطفال الذين يعانون من اضطرابات سلوكية من إخفاقات متكررة في المدرسة وفي تفاعلهم مع الآخرين لكن يمكن أن يساعد تشجيع الطفل على التفوق في مواهبه الخاصة (مثل الرياضة) في بناء احترام الذات.
- الأدوية: للمساعدة في السيطرة على السلوكيات الاندفاعية.
Pingback: الأمراض النفسية عند الأطفال