الأمراض النفسية عند الأطفال هي أمر شائع للغاية حيث يمكن أن تكون تربية الطفل صعبة وحتى في أفضل الظروف يمكن أن تتغير سلوكياتهم وعواطفهم بشكل متكرر وسريع فيما يشعر جميع الأطفال بالحزن أو القلق أو الانفعال أو العدوانية في بعض الأحيان أو يجدون صعوبة أحيانًا في الجلوس أو الانتباه أو التفاعل مع الآخرين وفي معظم الحالات تكون هذه مجرد مراحل نمو نموذجية ومع ذلك قد تشير هذه السلوكيات إلى مشكلة أكثر خطورة لدى بعض الأطفال.
يمكن أن تبدأ الأمراض النفسية عند الأطفال في مرحلة الطفولة ومن الأمثلة على ذلك اضطرابات القلق واضطراب نقص الانتباه أو فرط النشاط واضطراب طيف التوحد والاكتئاب واضطرابات المزاج الأخرى واضطرابات الأكل واضطراب ما بعد الصدمة ودون العلاج يمكن لحالات الصحة العقلية هذه أن تمنع الأطفال من الوصول إلى إمكاناتهم الكاملة حيث يفكر العديد من البالغين الذين يلتمسون علاجًا للصحة العقلية في تأثير الاضطرابات النفسية على طفولتهم ويتمنون لو تلقوا المساعدة في وقت أقرب فوفقًا لأحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية يعاني حوالي 7.5 في المائة من الأطفال حول العالم من اضطرابات عقلية تتطلب تدخل طبيب نفسي!
إذا كنت ترغب بمعرفة المزيد من المعلومات عن الأمراض النفسية عند الأطفال فأنت في المكان الصحيح، في هذا المقال ستجد جميع المعلومات المتعلقة بالأمراض والاضطرابات النفسية عند الأطفال وأعراض حدوثها وطرق تشخيصها وأيضًا علاجها والعديد غيرها، هيا بنا نبدأ!
الأمراض النفسية عند الأطفال
قد تمر في حياتنا بعض الاحداث التي تضر بالصحة العقلية للبالغين والأطفال على حد سواء حيث أصبحت الحياة عبارة عن سباق للأطفال الذين يقاتلون ويتنافسون باستمرار في حياتهم الأكاديمية والشخصية حيث أشارت الدراسات إلى أن الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية عقلية كبيرة قد أثروا على الأداء الاجتماعي والجسدي.
يختلف الأطفال عن البالغين ويواجهون العديد من التغيرات الجسدية والعقلية والعاطفية أثناء نموهم ففي عملية تعلم كيفية التأقلم والتكيف والارتباط بالعالم من حولهم ينضج الأطفال في وتيرتهم الخاصة ولكل طفل وتيرة نمو مختلفة وما هو طبيعي بالنسبة لأحدهما قد يكون غير طبيعي بالنسبة للآخر وبالتالي فإن أي تشخيص للاضطرابات النفسية يأخذ في الاعتبار مدى جودة أداء الطفل في المنزل وداخل الأسرة والمدرسة ومع أقرانه وكذلك عمر الطفل وأعراضه.
أعراض المشاكل النفسية عند الأطفال
غالبًا ما يعاني الأطفال من حالات تؤثر على الطريقة التي يشعرون بها ويتصرفون بها لكن في بعض الأحيان لا “يتعافى” الأطفال من هذا التدهور ويبدأ هذا في التأثير على أجزاء أخرى من حياتهم ويمكن أن يكون هذا علامة على أن الأطفال يعانون من مشاكل في الصحة العقلية.
فيما يلي بعض أعراض مشاكل الصحة العقلية والنفسية وإذا لاحظت أيًا من هذه العلامات على طفلك واستمرت العلامات لأكثر من بضعة أسابيع فمن المهم التحدث مع طفلك ثم الحصول على مساعدة احترافية:
الأعراض العاطفية والسلوكية
- نوبات غضب متكررة أو التصرف باستمرار بطريقة تحدٍ أو عدوانية
- حزن أو بكاء
- خوف أو قلق
- طفلك ينزعج بشدة من الانفصال عنك أو يتجنب المواقف الاجتماعية
- طفلك يبدأ في التصرف بطرق قد تجاوزها مثل مص إبهامه أو التبول في السرير
- طفلك لديه صعوبة في الانتباه أو لا يستطيع الجلوس أو لا يهدأ.
الأعراض الجسدية
مشكلة في النوم أو الأكل
- ألم جسدي ليس له سبب طبي واضح على سبيل المثال الصداع وآلام المعدة والغثيان أو الآلام الجسدية الأخرى.
إذا كان طفلك في المدرسة فقد تلاحظ أيضًا:
- لا يقوم بوظائفه كالمعتاد في المدرسة
- يواجه مشاكل في الالتحاق بالمدرسة أو التعامل مع الأطفال الآخرين
- عدم الرغبة في الذهاب إلى المناسبات الاجتماعية مثل حفلات أعياد الميلاد.
التحدث مع طفلك عن المشاكل النفسية
إذا لاحظت تغيرًا مفاجئًا في مزاج طفلك أو سلوكه يجب أن تشجع طفلك على التحدث معك عن مشاعره واستمع حقًا إلى ما يقوله فالاستماع وإظهار أنك تفهم يمكن أن يريح طفلك إذا كان هناك شيء يزعجه وإذا لم تكن متأكدًا من كيفية التحدث مع طفلك حول مشكلات الصحة النفسية فإليك بعض الأفكار التي قد تساعدك:
حاول إخبار طفلك أنك لاحظت أنه يبدو حزينًا وتريد مساعدته فمن المرجح أن يتحدث طفلك معك بصراحة عن مشاعره إذا كنت تقبل ما يقوله لك ولا تبالغ في الحكم عليه أو تبالغ في رد فعله وأخبر طفلك أنه ليس من غير المعتاد أن يشعر الأطفال بالقلق أو التوتر أو الحزن في بعض الأحيان وأخبره أن الانفتاح على الأفكار والمشاعر الشخصية قد يكون مخيفًا لكن التحدث عن مشكلة مع شخص بالغ يثق به يمكن أن يساعد في توضيح المشاعر.
أيضًا يجب أن تدع طفلك يعرف أنك تهتم به وأنك على استعداد للاستماع إليه متى أراد التحدث وإذا استطعت فمن المهم معرفة ما إذا كان مزاج طفلك السيئ ناتجًا عن حالة محددة أو مؤقتة أو مشكلة أكثر خطورة ومستمرة حيث يمكن أن يساعدك ذلك في تحديد أفضل السبل لمساعدة طفلك، على سبيل المثال إذا شعر طفلك بخيبة أمل بسبب عدم دعوته إلى حفلة عيد ميلاد أحد أصدقائه فقد تظهر التعاطف من خلال الاستماع إلى أفكار طفلك ومشاعره ولكن إذا كان طفلك يعاني من مشكلة خطيرة ودائمة مثل التنمر فأنت بحاجة إلى العمل مع معلمي طفلك لحلها.
علاج الأمراض النفسية عند الأطفال
سيراجع الطبيب النفسي نتائج التقييم للمساعدة في تحديد ما إذا كان سلوك الطفل مرتبطًا بالتغيرات أو الضغوط في المنزل أو المدرسة أو ما إذا كان نتيجة لاضطراب يوصون بعلاجه. قد تشمل توصيات العلاج ما يلي:
- العلاج بالكلام: هناك العديد من الأساليب المختلفة للعلاج النفسي بما في ذلك العلاجات النفسية المنظمة الموجهة إلى حالات معينة حيث يشمل العلاج النفسي الفعال للأطفال دائمًا ما يلي:
مشاركة الوالدين في العلاج
تعليم الطفل مهارات الممارسة في المنزل أو المدرسة
مقاييس التقدم (مثل مقاييس التصنيف والتحسينات على الواجبات المنزلية) التي يتم تتبعها بمرور الوقت.
- الأدوية. كما هو الحال مع البالغين، يعتمد نوع الأدوية المستخدمة للأطفال على التشخيص وقد يشمل مضادات الاكتئاب والمنشطات ومثبتات الحالة المزاجية أو أدوية أخرى فغالبًا ما تستخدم الأدوية مع العلاج النفسي كطريقة فعالة لتجاوز هذه المشاكل وفي حالة مشاركة العديد من مقدمي الرعاية الصحية أو المتخصصين يجب مشاركة معلومات العلاج وتنسيقها لتحقيق أفضل النتائج.
- الاستشارة الأسرية: يمكن أن يساعد تضمين أفراد الأسرة في العلاج في فهم كيفية تأثير تحديات الطفل على العلاقات مع الوالدين والأشقاء.
- دعم الوالدين: يمكن أن توفر الجلسات الفردية أو الجماعية للآباء والتي تتضمن التدريب وفرصة التحدث مع الآباء الآخرين استراتيجيات جديدة لدعم الطفل وإدارة السلوك الصعب بطريقة إيجابية كما يمكن للمعالج أيضًا تدريب أولياء الأمور على كيفية التواصل والعمل مع المدارس في أماكن الإقامة.
Pingback: انواع الاضطرابات النفسيه
Pingback: علاج الاضطرابات النفسية