اسباب الاكتئاب

هل تساءلت يومًا ما هي اسباب الاكتئاب؟ فلربما تم تشخيصك بالاكتئاب الشديد وهذا جعلك تتساءل لماذا يصاب بعض الناس بالاكتئاب بينما لا يصاب أشخاص آخرون بذلك، حسنًا يجب أن تعرف أن الاكتئاب مرض معقد ولا أحد يعرف بالضبط ما الذي يسببه لكن يمكن أن يحدث لعدة أسباب حيث يعاني بعض الأشخاص من الاكتئاب أثناء مواجهتهم لمرض خطير وقد يصاب البعض الآخر بالاكتئاب مع تغيرات في الحياة مثل الانتقال أو وفاة أحد الأحباء ولا يزال لدى البعض الآخر تاريخ عائلي من الاكتئاب وقد يعاني أولئك الذين يعانون من الاكتئاب ويشعرون بالحزن والوحدة دون سبب معروف.

غالبًا ما يُقال إن الاكتئاب ينتج عن اختلال التوازن الكيميائي لكن هذا الشكل من الكلام لا يوضح مدى تعقيد المرض حيث تشير الأبحاث إلى أن الاكتئاب لا ينبع من مجرد وجود الكثير أو القليل جدًا من بعض المواد الكيميائية في الدماغ بل بدلاً من ذلك هناك العديد من الأسباب المحتملة للاكتئاب بما في ذلك تنظيم المزاج الخاطئ من قبل الدماغ والضعف الوراثي وأحداث الحياة المجهدة حيث يُعتقد أن العديد من هذه القوى تتفاعل لتسبب الاكتئاب ومن المؤكد أن المواد الكيميائية تشارك في هذه العملية ولكنها ليست مسألة بسيطة أن تكون إحدى المواد الكيميائية منخفضة جدًا وأخرى عالية جدًا وبدلا من ذلك تشارك العديد من المواد الكيميائية التي تعمل داخل وخارج الخلايا العصبية وهناك الملايين بل المليارات من التفاعلات الكيميائية التي تشكل النظام الديناميكي المسؤول عن حالتك المزاجية وتصوراتك وكيف تعيش حياتك.

إذا كنت ترغب بمعرفة المزيد من المعلومات عن اسباب الاكتئاب فأنت في المكان الصحيح، في هذا المقال ستجد جميع المعلومات المتعلقة بأسباب الاكتئاب وطرق تشخيصه وتحديد نوعه ونصائح الأطباء وخبراء الصحة النفسية لعلاج الاكتئاب والعديد غيرها، هيا بنا نبدأ!

ما هو الاكتئاب؟

يصنف الاكتئاب على أنه اضطراب مزاجي ويمكن وصفه بأنها مشاعر مختلطة بين الحزن والخسارة أو الغضب التي تتعارض مع أنشطة الشخص اليومية وكما أنه شائع إلى حد ما، تشير بيانات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى أن 18.5 في المائة من البالغين حول العالم لديهم أعراض الاكتئاب وعلى الرغم من أن الاكتئاب والحزن يشتركان في بعض السمات إلا أن الاكتئاب يختلف عن الحزن الذي يشعر به المرء بعد فقدان أحد الأحباء أو الشعور بالحزن بعد حدث مؤلم في الحياة وعادة ما ينطوي الاكتئاب على كراهية الذات أو فقدان الثقة بالنفس في حين أن الحزن لا يحدث في العادة.

مع هذا المستوى من التعقيد يمكنك أن ترى كيف يمكن أن يكون لدى شخصين أعراض متشابهة للاكتئاب ولكن المشكلة في الداخل وبالتالي العلاجات الأفضل قد تكون مختلفة تمامًا ففي حالة الحزن عادة ما تصاحب المشاعر الإيجابية والذكريات السعيدة للمتوفى مشاعر الألم العاطفي أما في حالة الاكتئاب الشديد تكون مشاعر الحزن ثابتة فيما يعاني الناس من الاكتئاب بطرق مختلفة قد يتداخل الاكتئاب مع عملك اليومي مما يؤدي إلى ضياع الوقت وانخفاض الإنتاجية ويمكن أن يؤثر أيضًا على العلاقات وبعض الحالات الصحية المزمنة وتشمل الحالات التي يمكن أن تزداد سوءًا بسبب الاكتئاب ما يلي:

    التهاب المفاصل

    الربو

    أمراض القلب والأوعية الدموية

    سرطان

    داء السكري

    البدانة

من المهم أن ندرك أن الشعور بالإحباط في بعض الأحيان هو جزء طبيعي من الحياة فالأحداث المحزنة والمزعجة تحدث للجميع ولكن إذا كنت تشعر بالإحباط أو اليأس بشكل منتظم فقد تكون مصابًا بالاكتئاب حيث يعتبر الاكتئاب حالة طبية خطيرة يمكن أن تزداد سوءًا دون علاج مناسب.

أعراض الاكتئاب

لن يعاني كل شخص مصاب بالاكتئاب من نفس الأعراض حيث يمكن أن تختلف الأعراض في شدتها وعدد مرات حدوثها ومدة استمرارها وإذا كنت تعاني من بعض العلامات والأعراض التالية:

• الشعور بالحزن أو القلق أو الفراغ
• الشعور باليأس وعدم القيمة والتشاؤم
• البكاء كثيرًا
• الشعور بالضيق أو الانزعاج أو الغضب
• فقدان الاهتمام بالهوايات والاهتمامات التي كنت تتمتع بها من قبل
• انخفاض الطاقة أو التعب
• صعوبة في التركيز أو التذكر أو اتخاذ القرارات
• حركة بطيئة
• صعوبة في النوم والاستيقاظ في الصباح الباكر أو النوم الزائد
• تغيرات في الشهية أو الوزن
• ألم جسدي مزمن بدون سبب واضح وعدم تحسنه مع العلاج بما في ذلك الصداع أو أوجاع أو آلام أو المشاكل في الجهاز الهضمي
• أفكار في الموت أو الانتحار أو إيذاء النفس أو محاولات الانتحار
• يمكن أن تظهر أعراض الاكتئاب بشكل مختلف بين الذكور والإناث والمراهقين والأطفال.

أسباب الاكتئاب

هناك العديد من اسباب الاكتئاب والتي يمكن أن تتراوح من بيولوجية إلى ظرفية وتشمل الأسباب الشائعة ما يلي:

• كيمياء الدماغ: قد يكون هناك خلل كيميائي في أجزاء من الدماغ تتحكم في الحالة المزاجية والأفكار والنوم والشهية والسلوك لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب.
• مستويات الهرمون: قد تؤدي التغيرات في هرمونات الأستروجين والبروجسترون الأنثوية خلال فترات زمنية مختلفة مثل أثناء الدورة الشهرية أو فترة ما بعد الولادة أو انقطاع الطمث أو انقطاع الطمث إلى زيادة خطر إصابة الشخص بالاكتئاب.
• تاريخ العائلة: قد تكون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب إذا كان لديك تاريخ عائلي من الاكتئاب أو اضطراب مزاجي آخر.
• صدمات الطفولة المبكرة: تؤثر بعض الأحداث على طريقة استجابة جسمك للخوف والمواقف العصيبة.
• بنية الدماغ: هناك خطر أكبر للإصابة بالاكتئاب إذا كان الفص الجبهي للدماغ أقل نشاطًا ومع ذلك لم يحدد العلماء ما إذا كان هذا يحدث قبل أو بعد ظهور أعراض الاكتئاب.
• حالات طبية أخرى: قد تعرضك حالات معينة لخطر أكبر مثل المرض المزمن والأرق والألم المزمن ومرض باركنسون والسكتة الدماغية والنوبات القلبية والسرطان.
• استعمال مواد ضارة: يمكن أن يؤثر تاريخ تعاطي المخدرات أو الكحول على المخاطر.
• الشعور بالألم: الأشخاص الذين يشعرون بألم جسدي أو عاطفي مزمن لفترات طويلة هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.

العوامل التي تزيد من فرص حدوث اسباب الاكتئاب

يمكن أن تزيد العديد من الحالات من فرصة الإصابة بالاكتئاب بما في ذلك ما يلي:

• الصدمات الحادة: يمكن أن يجعلك الاعتداء الجسدي أو الجنسي أو العاطفي أكثر عرضة للاكتئاب لاحقًا في الحياة.
• السن: الأشخاص كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب ويمكن أن يزداد الأمر سوءًا بسبب عوامل أخرى مثل العيش بمفردك ونقص الدعم الاجتماعي.
• أدوية معينة: يمكن لبعض الأدوية مثل الإيزوتريتنون (المستخدم لعلاج حب الشباب) والعقار المضاد للفيروسات إنترفيرون ألفا والكورتيكوستيرويدات أن تزيد من خطر إصابتك بالاكتئاب.
• الموت أو الخسارة: الحزن الناتج جراء وفاة أو فقدان أحد الأحباء على الرغم من طبيعتهما يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب.
• الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بمقدار الضعف عن الرجال وفيما لا أحد يعرف السبب قد تلعب التغييرات الهرمونية التي تمر بها النساء في أوقات مختلفة من حياتهن دورًا.