علاج الاكتئاب عند المرأة أمر بغاية الأهمية حيث تعاني النساء من الاكتئاب أكثر بمرتين من الرجال والمعايير التشخيصية للاكتئاب هي نفسها لكلا الجنسين لكن النساء المصابات بالاكتئاب يعانين في كثير من الأحيان من الشعور بالذنب والقلق وزيادة الشهية والنوم وزيادة الوزن واضطرابات الأكل المرضية وقد تحقق النساء تركيزات أعلى من مضادات الاكتئاب في البلازما وبالتالي قد تتطلب جرعات أقل من هذه الأدوية واعتمادًا على عمر المريض قد يلزم النظر في الآثار المحتملة لمضادات الاكتئاب على الجنين أو الوليد وتشير الأبحاث إلى عدم وجود خطر ماسخ متزايد من التعرض في الرحم لمثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية ومضادات الاكتئاب الأخرى حيث تعتبر مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية فعالة في علاج الاضطراب المزعج السابق للحيض والعديد من الحالات المرضية المصاحبة للاكتئاب لدى النساء.
يمكن استخدام العلاج النفسي بمفرده لدى النساء المصابات بالاكتئاب الخفيف إلى المتوسط أو يمكن استخدامه بشكل مساعد مع العلاج بالعقاقير المضادة للاكتئاب فيما يجب عادةً إدارة النساء المصابات بالاكتئاب الشديد المصحوب بأفكار أو خطط انتحارية نشطة بالاشتراك مع طبيب نفسي وعلى مدار العمر يحدث الاكتئاب في ما يقرب من 20 في المائة من النساء مقارنة بـ 10 في المائة من الرجال وعلى الرغم من أن السبب الدقيق لهذا الاختلاف غير معروف إلا أن ارتفاع معدل انتشار الاكتئاب لدى النساء يرجع على الأرجح إلى مزيج من الجنس والاختلافات المرتبطة في الأنماط المعرفية وعوامل بيولوجية معينة ونسبة أعلى من الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية لدى النساء.
إذا كنت ترغب بمعرفة المزيد من المعلومات عن علاج الاكتئاب عند المرأة فأنت في المكان الصحيح، في هذا المقال ستجد جميع المعلومات المتعلقة بعلاج الاكتئاب عند المرأة وطرق تشخيصه والوقاية منه وعلاقته مع الانتحار والعديد غيرها، تابع القراءة حتى النهاية!
تشخيص الاكتئاب لدى المرأة
المعايير التشخيصية للاكتئاب الشديد كما هو محدد في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية هي نفسها بالنسبة للنساء والرجال وتنقسم الأعراض التسعة للاكتئاب إلى مجموعتين فرعيتين وهي النفسية والجسدية ويتطلب تشخيص الاكتئاب وجود مزاج مكتئب أو عدم القدرة على الشعور بالمتعة بالإضافة إلى أربعة أعراض أخرى وبالتالي يجب أن تظهر خمسة من تسعة أعراض على الشخص ويجب أيضًا استيفاء معايير التضمين والاستبعاد والمدة.
الأعراض النفسية
- مزاج مكتئب
- انعدام الاهتمام أو المتعة في الأنشطة بما في ذلك الجنس
- الشعور بالذنب واليأس وانعدام القيمة
- أفكار انتحارية متكررة
الأعراض الجسدية
- اضطرابات في النوم (الأرق أو فرط النوم)
- تغيرات في الشهية والوزن
- صعوبات في الانتباه والتركيز
- قلة الطاقة أو التعب غير المبرر
- الاضطرابات النفسية الحركية
قد تشمل الآليات البيولوجية المحتملة الاختلافات في بنية الدماغ ووظيفته والعوامل الوراثية والتأثيرات المعرفية السلوكية أو المزاجية للأنثى.
علاج الاكتئاب عند المرأة
بالإضافة إلى تأكيد تشخيص الاكتئاب وتقييم مخاطر الانتحار يجب على الطبيب تحديد أي علاقة بين الاكتئاب والحيض أو الحمل أو الفترة المحيطة بالولادة أو فترة ما قبل انقطاع الطمث ويجب أيضًا استكشاف العلاقة المحتملة بين الاكتئاب والأدوية مثل حبوب منع الحمل أو العوامل المستخدمة في العلاج بالهرمونات البديلة وإذا كان هناك ارتباط بأي سبب يمكن علاجه للاكتئاب فيجب معالجته أولاً وإذا لم يستجب اكتئاب المريض لهذا التدخل فسيلزم المزيد من العلاج.
يمكن النظر في العلاجات النفسية والعقاقير ويجب أن تعالج العلاجات النفسية الاجتماعية القضايا التي تؤثر بشكل خاص على النساء مثل الأدوار المتنافسة والصراعات وتشمل العلاجات الشائعة الاستخدام العلاج النفسي لتصحيح الخلافات الشخصية ولمساعدة النساء على تطوير مهارات التعامل مع الآخرين والعلاج المعرفي السلوكي لتصحيح التفكير السلبي والسلوك المرتبط به وعلاج الأزواج للحد من الخلافات الزوجية أما في المرضى الذين يعانون من الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط يمكن استخدام العلاجات النفسية والاجتماعية وحدها لفترة محدودة أو يمكن استخدامها مع الأدوية المضادة للاكتئاب.
تختلف الفعالية الدوائية للأدوية المضادة للاكتئاب إلى حد ما بين الرجال والنساء وفي الوقت الحالي لا يُعرف الكثير عن هذه الاختلافات في الحرائك الدوائية لأن عددًا أكبر من الرجال من النساء قد شاركوا في دراسات الأدوية التجريبية ومع ذلك فإن بعض الفروق المتعلقة بنوع الجنس تستحق الدراسة وقد يتعزز امتصاص مضادات الاكتئاب لدى النساء لأنهن يفرزن حمض المعدة أقل من الرجال وبالإضافة إلى ذلك قد يكون وقت العبور المعدي المعوي أبطأ عند النساء خاصة خلال مراحل ارتفاع هرمون البروجسترون في الدورة الإنجابية.
قد يؤدي وقت العبور البطيء هذا أيضًا إلى تعزيز امتصاص الأدوية المضادة للاكتئاب والفرق الآخر هو ارتفاع نسبة الدهون في الجسم إلى العضلات لدى النساء حيث تزداد هذه النسبة مع تقدم العمر وتزيد من حجم التوزيع للعديد من الأدوية وأخيرًا يزيد هرمون البروجسترون من نشاط إنزيم أوكسيديز أحادي الأمين بينما يقلل هرمون الاستروجين من هذا النشاط حيث تؤثر هذه الإجراءات على الناقلات العصبية أحادية الأمين واستقلاب الدواء وبسبب هذه الاختلافات البيولوجية قد تكون تركيزات البلازما المضادة للاكتئاب أعلى عند النساء وبالتالي قد تتطلب النساء المصابات بالاكتئاب جرعات أقل من مضادات الاكتئاب مقارنة بنظرائهن من الرجال فيما قد تعاني النساء أيضًا من الآثار الجانبية للأدوية بشكل متكرر وعلى الرغم من أن النساء كثيرًا ما يتعرضن لآثار جانبية جنسية إلا أنهن عمومًا لا يبلغن عن هذه الآثار ما لم يُطلب منهن ذلك على وجه التحديد.
الاكتئاب أثناء فترة الحمل
في الماضي كان يُنظر إلى الحمل على أنه فترة رفاهية تجعل المرأة تشعر بأنها كاملة من الناحية البيولوجية وتوفر الحماية من الاضطرابات النفسية لكن العوامل الهامة مثل وجود أشخاص مصابين بالاكتئاب في العائلة والدعم الاجتماعي المحدود والعيش لوحدك ووجود عدد أكبر من الأطفال والصراع الزوجي والتناقض حول الحمل تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب أثناء الحمل وفترة ما بعد الولادة فيما لا يزال تاريخ الاكتئاب خلال مرحلة ما قبل الولادة من أقوى العوامل التي تنبئ بالاكتئاب في المستقبل أثناء الحمل والنفاس.
يتطلب العلاج الدوائي للاكتئاب أثناء الحمل تقييم مخاطر وفوائد العلاج لكل من الأم والجنين ويجب مقارنة مخاطر العلاج بمخاطر عدم علاج الاكتئاب والتي قد تشمل الانتحار وسوء تغذية الأم والجنين ونتائج الولادة السلبية واستمرار الاكتئاب في فترة ما بعد الولادة وقد يؤثر الاكتئاب غير المعالج أيضًا على الترابط بين الأم والطفل وقد يكون سببًا للاكتئاب المزمن ومقاومة العلاج حيث وجدت دراسة طبية عدم وجود علاقة سببية بين تعرض الرحم لأدوية علاج الاكتئاب ونتائج الحمل السلبية.
لم يتم الإبلاغ عن أي زيادة في مخاطر ماسخة في دراسات طبية أخرى في تعرض الرحم لمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية وبالإضافة إلى كونها آمنة للاستخدام أثناء الحمل فإن هذه العوامل لها آثار جانبية مواتية وبالتالي يمكن اعتبارها علاجًا أوليًا للاكتئاب الشديد بما يكفي لتبرير استخدام الأدوية أثناء الحمل.
Pingback: أفضل دواء للاكتئاب والقلق