غالبًا ما تكون أعراض الاكتئاب الخفيف منخفضة الدرجة وفي حين أن العديد من نفس أعراض الاكتئاب الشديد موجودة بما في ذلك التهيج والحزن وقلة الدافع إلا أنها غالبًا ما تكون أكثر دقة وأقل حدة وقد لا يدرك الأشخاص المصابون بالاكتئاب الخفيف والمنخفض أنهم يعانون من الاكتئاب بل في الواقع قد يكون الشعور المزمن بالحزن وسوء الحالة المزاجية موجودًا لفترة طويلة لدرجة أنهم يشعرون بأنهم طبيعيون ومع ذلك ليس من الطبيعي أن تعيش حياتك وأنت تشعر بالتعاسة طوال الوقت حيث يعاني الجميع من نوبات متقطعة من المزاج السيء استجابة لأحداث الحياة الحزينة أو المجهدة لكن الشعور المستمر بالاكتئاب لا يجب أن يكون قصة حياتك.
من الشائع الشعور بالإحباط من وقت لآخر ولكن الاكتئاب حالة منفصلة يجب معالجتها بعناية وبصرف النظر عن التسبب في شعور عام بالحزن إلا أن الاكتئاب معروف بتسببه في مشاعر اليأس التي لا يبدو أنها تختفي لدرجة أن مصطلح الاكتئاب أصبح شائعًا في المجتمع السائد لكن الاكتئاب موضوع أكثر دقة مما قد يوحي به الاستخدام الشائع فليست كل حالات الاكتئاب متشابهة وهناك تصنيفات مختلفة للاكتئاب ويمكن أن يؤثر كل منها على حياتك بطرق مختلفة ويمكن تصنيف الاكتئاب على أنه خفيف ومعتدل وشديدة ويعتمد التصنيف الدقيق على العديد من العوامل يتضمن ذلك أنواع الأعراض التي تعاني منها وشدتها وعدد مرات حدوثها فيما يمكن أن تسبب أنواع معينة من الاكتئاب أيضًا ارتفاعًا مؤقتًا في شدة الأعراض.
إذا كنت ترغب بمعرفة المزيد من المعلومات عن أعراض الاكتئاب الخفيف فأنت في المكان الصحيح، في هذا المقال ستجد جميع المعلومات المتعلقة بأعراض الاكتئاب الخفيف وطرق تشخيصه وطرق الوقاية منه ونصائح الأطباء وخبراء الصحة النفسية لعلاجه والعديد غيرها، هيا بنا نبدأ!
أعراض الاكتئاب الخفيف
الاكتئاب الخفيف أو الاكتئاب المزمن منخفض الدرجة هو أحد أعراض الاضطراب الاكتئابي المستمر والمعروف باسم الاكتئاب وتتشابه علامات وأعراض اضطراب الشخصية النمائية جدًا مع الاكتئاب الخفيف باستثناء أنها تميل إلى أن تكون أكثر اعتدالًا وتكون مزمنة بطبيعتها وتشمل أعراض الاكتئاب الخفيف ما يلي:
- تغيرات في الشهية أو الوزن
- إعياء
- الشعور باليأس أو انعدام القيمة أو الذنب
- قلة المتعة أو المتعة في الأشياء
- انخفاض الطاقة وانخفاض الدافع
- الأرق
- حزن أو بكاء أو بكاء متكرر
- مشاكل في النوم
- خواطر الموت أو الانتحار
- صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات
أسباب الاكتئاب الخفيف
كما هو الحال مع الاكتئاب الرئيسي يُعتقد أيضًا أن الاكتئاب الخفيف هو حالة متعددة العوامل بمعنى أنه من المحتمل أن يكون سببها مزيج من القابلية الوراثية وعدم التوازن الكيميائي الحيوي وضغوط الحياة والظروف البيئية وفي حوالي ثلاثة أرباع مرضى الاكتئاب الخفيف السبب الرئيسي للاضطراب غير واضح لكن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية النمائية الشاملة يميلون إلى أن يكون لديهم عوامل أخرى معقدة مثل المرض المزمن أو اضطراب نفسي آخر أو مشاكل تعاطي المخدرات.
في هذه الحالات يصبح من الصعب للغاية تحديد ما إذا كان الاكتئاب سيوجد بشكل مستقل عن الحالة الأخرى وبالإضافة إلى ذلك غالبًا ما تخلق هذه الحالات المرضية المصاحبة حلقة مفرغة حيث يجعل كل مرض الآخر أكثر صعوبة في العلاج.
تشخيص الاكتئاب
كما هو الحال مع أشكال الاكتئاب الأخرى لا يوجد اختبار دم أو فحص للدماغ يمكن استخدامه لتشخيص اضطراب الاكتئاب الخفيف بل بدلاً من ذلك يجب على الأطباء اتباع العلامات التي يمكنهم ملاحظتها بالإضافة إلى أي أعراض يبلغهم المرضى عنها.
يمكن للأطباء وأخصائيي الصحة العقلية التحقق لمعرفة ما إذا كانت أعراض المريض تتناسب مع النمط الذي حدده الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية وهو دليل لتشخيص الاضطرابات العقلية مثل الاكتئاب ففي حالة اضطراب الاكتئاب الخفيف سيحتاج الأطباء إلى تحديد ما إذا كانت أعراض المريض موجودة لفترة طويلة من الزمن أي ما لا يقل عن عامين للبالغين وسنة واحدة للأطفال وبالإضافة إلى ذلك سينظرون فيما إذا كانت شدة الأعراض أقل مما قد يعاني منه المريض مع اضطراب اكتئابي كبير.
سيستخدم الأطباء أيضًا اختبارات الدم والبول لمحاولة استبعاد الحالات الطبية المحتملة مثل قصور الغدة الدرقية التي قد تسبب أعراضًا مثل الاكتئاب الخفيف المزمن والعوامل الأخرى التي سيأخذها الطبيب في الاعتبار عند إجراء التشخيص تشمل التاريخ الطبي للمريض بالإضافة إلى ما إذا كان هناك تاريخ من الاكتئاب في عائلته.
كيف يشعر المصاب بالاكتئاب الخفيف؟
ينطوي الاكتئاب الخفيف على أكثر من مجرد الشعور بالحزن بشكل مؤقت حيث يمكن أن تستمر الأعراض لعدة أيام وتكون ملحوظة بما يكفي للتدخل في أنشطتك المعتادة وقد يسبب الاكتئاب الخفيف حالات مثل:
- التهيج أو الغضب
- اليأس
- الشعور بالذنب واليأس
- كراهية الذات
- فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كنت تستمتع بها من قبل
- صعوبات في التركيز في العمل
- نقص الحوافز
- عدم الاهتمام المفاجئ بالتواصل الاجتماعي
- الأوجاع والآلام بدون سبب مباشر على ما يبدو
- النعاس أثناء النهار والتعب
- الأرق
- تغيرات الشهية
- تغيرات الوزن
- السلوك المتهور مثل تعاطي الكحول والمخدرات أو القمار
إذا استمرت الأعراض بالحدوث معظم اليوم أو في المتوسط أربعة أيام في الأسبوع لمدة عامين فمن المرجح أن يتم تشخيصك باضطراب اكتئابي خفيف ويشار إلى هذه الحالة أيضًا باسم عسر المزاج وعلى الرغم من أن الاكتئاب الخفيف يمكن ملاحظته إلا أنه من الأصعب تشخيصه ومن السهل استبعاد الأعراض وتجنب مناقشتها مع طبيبك.
على الرغم من التحديات في التشخيص فإن الاكتئاب الخفيف هو أسهل في العلاج حيث يمكن لبعض التغييرات في نمط الحياة أن تقطع شوطًا طويلاً في زيادة مستويات السيروتونين في الدماغ والتي يمكن أن تساعد في محاربة أعراض الاكتئاب وتشمل التغييرات المفيدة في نمط الحياة ما يلي:
- ممارسة الرياضة يوميا
- الالتزام بجدول النوم
- اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات
- ممارسة اليوجا أو التأمل
- القيام بأنشطة تقلل التوتر مثل كتابة اليوميات أو القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى
تشمل العلاجات الأخرى للاكتئاب الخفيف العلاجات البديلة مثل مكملات الميلاتونين ومع ذلك يمكن أن تتداخل المكملات الغذائية مع بعض الأدوية لذا تأكد من سؤال طبيبك قبل تناول أي مكملات للاكتئاب.
يمكن استخدام فئة من مضادات الاكتئاب تسمى مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) في بعض الحالات ومع ذلك فإنها تميل إلى أن تكون أكثر فاعلية لدى الأشخاص المصابين بأشكال أكثر حدة من الاكتئاب حيث يميل الاكتئاب المتكرر إلى الاستجابة بشكل أفضل لتغييرات نمط الحياة وأشكال العلاج بالكلام مثل العلاج النفسي من الأدوية وفي حين أنه قد لا تكون هناك حاجة إلى العلاج الطبي فإن الاكتئاب الخفيف لن يختفي من تلقاء نفسه بالضرورة ففي الواقع عندما يُترك الاكتئاب الخفيف بمفرده يمكن أن يتطور إلى أشكال أكثر حدة.
Pingback: الاكتئاب المزمن