علاج القلق هو أكثر ما يبحث عنه المصابين به حيث يؤثر القلق على الجميع بطرق مختلفة وفي بعض الأحيان لا تزول مشاعر الخوف والرهبة أو تزداد سوءًا بمرور الوقت وهنا يمكنك التعرف على القلق ومن يؤثر عليه وكيفية إدارته لذلك إذا كنت تعاني من مشاكل أخرى بجانب اضطراب القلق العام مثل الاكتئاب أو تعاطي الكحول فقد تحتاج إلى العلاج قبل أن تحصل على علاج خاص لاضطراب القلق العام وإذا تم تشخيص إصابتك باضطراب القلق العام فعادة ما يُنصح بتجربة العلاج النفسي قبل وصف الدواء.
من الطبيعي أن تشعر بالقلق حيال الانتقال إلى مكان جديد أو بدء عمل جديد أو إجراء اختبار وهذا النوع من القلق مزعج لكنه قد يحفزك على العمل بجدية أكبر والقيام بعمل أفضل حيث أن القلق العادي هو شعور يأتي ويذهب لكنه لا يتعارض مع حياتك اليومية ففي حالة اضطراب القلق قد يكون الشعور بالخوف معك طوال الوقت. إنه مكثف ومنهك في بعض الأحيان فقد يتسبب هذا النوع من القلق في توقفك عن فعل الأشياء التي تستمتع بها، على سبيل المثال قد يمنعك من دخول المصعد أو عبور الشارع أو حتى مغادرة منزلك في الحالات الشديدة وإذا تركت دون علاج فسوف يستمر القلق في التفاقم حيث أن اضطرابات القلق هي الشكل الأكثر شيوعًا للاضطراب العاطفي ويمكن أن تصيب أي شخص ولكن وفقًا لجمعية الطب النفسي الأمريكية فإن النساء أكثر عرضة من الرجال لتشخيص اضطراب القلق.
إذا كنت ترغب بمعرفة المزيد من المعلومات عن علاج القلق فأنت في المكان الصحيح، في هذا المقال ستجد جميع المعلومات المتعلقة بعلاج القلق وطرق تشخيصه وأعراض حدوثه ونصائح الأطباء وخبراء الصحة النفسية لعلاج القلق والعديد غيرها، هيا بنا نبدأ!
ما هو القلق؟
قبل الحديث عن علاج القلق يجب تعريف القلق فهو استجابة الجسم الطبيعية للتوتر وهو شعور بالخوف بشأن ما سيحدث على سبيل المثال قد يؤدي الذهاب إلى مقابلة عمل أو إلقاء خطاب في اليوم الأول من المدرسة إلى شعور بعض الناس بالخوف والتوتر ولكن إذا كانت مشاعر القلق لديك شديدة واستمرت لمدة 6 أشهر على الأقل وأثرت على حياتك فقد تكون مصابًا باضطراب القلق!
أنواع القلق
القلق جزء حيوي من عدة اضطرابات مختلفة وتشمل هذه الأنواع:
- اضطراب الهلع: هذا يعني أنك تواجه نوبات هلع متكررة في أوقات غير متوقعة.
- الرهاب: خوف مفرط من شيء أو موقف أو نشاط معين.
- اضطراب القلق الاجتماعي: خوف شديد من أن يحكم عليك الآخرون في المواقف الاجتماعية.
- اضطراب الوسواس القهري: أفكار غير منطقية متكررة تقودك إلى أداء سلوكيات محددة ومتكررة.
- اضطراب قلق الانفصال: هذا يعني أنك تخشى الابتعاد عن المنزل أو أحبائك.
- اضطراب قلق المرض: هذا هو القلق بشأن صحتك (المعروف سابقًا باسم المراق).
بالإضافة إلى ذلك هناك عدد من حالات الصحة العقلية والحالات الطبية التي قد تظهر القلق كأعراض وتشمل هذه الحالات:
اضطراب ما بعد الصدمة وهو القلق الذي يحدث بعد صدمة.
مرض مزمن: قد تؤدي إدارة الحالات مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن ومرض السكري إلى ظهور أعراض القلق.
حالات التهابية: يمكن أن يؤدي القلق إلى التهاب مزمن وأمراض مثل التهاب المفاصل
اضطرابات استخدام المواد المخدرة: قد يحاول العديد من الأشخاص المصابين بالقلق التداوي الذاتي للمساعدة في إدارة أعراضهم.
ألم مزمن: غالبًا ما يتم العثور على القلق عند الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الألم المزمن.
أعراض القلق
يختلف الشعور بالقلق اعتمادًا على الشخص الذي يعاني منه حيث يمكن أن تشعر بأنك خارج نطاق السيطرة كأن هناك انفصال بين عقلك وجسمك وقد يكون لديك شعور عام بالخوف والقلق أو قد تخشى مكانًا أو حدثًا معينًا وفي بعض الحالات قد تواجه نوبة هلع ويمكن أن تشمل أعراض القلق ما يلي:
- الأفكار أو المعتقدات المقلقة التي يصعب السيطرة عليها
- الأرق
- صعوبة في التركيز
- صعوبة في النوم
- إعياء
- التهيج
- الأوجاع والآلام غير المبررة
قد تختلف أعراض القلق لديك من شخص لآخر وهذا هو السبب في أنه من الضروري معرفة كيف يمكن للقلق أن يقدم نفسه.
طرق تشخيص القلق
قد تبدأ بمقابلة الطبيب النفسي لمعرفة ما إذا كان قلقك مرتبطًا بصحتك الجسدية ويمكنه البحث عن علامات الحالة الطبية الأساسية التي قد تحتاج إلى علاج ومع ذلك قد تحتاج إلى زيارة أخصائي الصحة العقلية إذا كنت تعاني من قلق شديد فالطبيب النفسي هو طبيب متخصص في تشخيص وعلاج حالات الصحة العقلية ويمكن للطبيب النفسي تشخيص القلق وتقديم المشورة والعلاج النفسي وللمساعدة في تشخيص وعلاج القلق قد يقوم الطبيب النفسي بما يلي:
- سيعطيك تقييماً نفسياً يتضمن ذلك مناقشة أفكارك ومشاعرك وسلوكك للمساعدة في تحديد التشخيص والتحقق من المضاعفات ذات الصلة فغالبًا ما تحدث اضطرابات القلق جنبًا إلى جنب مع مشاكل الصحة العقلية الأخرى مثل الاكتئاب أو تعاطي المخدرات مما قد يجعل التشخيص أكثر صعوبة.
- سيقارن أعراضك بالمعايير حيث يستخدم العديد من الأطباء المعايير الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) الذي نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي لتشخيص اضطراب القلق.
علاج القلق
يكمن علاج القلق في علاجان رئيسيان هما العلاج النفسي والأدوية وقد تستفيد أكثر من مزيج من الاثنين فيما يتطلب الأمر بعض التجربة والخطأ لاكتشاف العلاجات الأفضل بالنسبة لك.
- العلاج النفسي
يتضمن العلاج النفسي المعروف أيضًا باسم العلاج بالكلام أو الاستشارة النفسية والعمل مع معالج لتقليل أعراض القلق لديك ويمكن أن يكون علاجًا فعالًا للقلق.
العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو أكثر أشكال العلاج النفسي فاعلية لاضطرابات القلق حيث يركز العلاج المعرفي السلوكي عمومًا وهو علاج قصير الأمد على تعليمك مهارات محددة لتحسين الأعراض والعودة تدريجيًا إلى الأنشطة التي تجنبتها بسبب القلق ويتضمن العلاج السلوكي المعرفي العلاج بالتعرض تواجه من خلاله شيئًا أو موقفًا يثير قلقك تدريجيًا حتى تبني الثقة في قدرتك على إدارة الموقف وأعراض القلق.
- الأدوية
تُستخدم عدة أنواع من الأدوية للمساعدة في علاج القلق وتخفيف الأعراض اعتمادًا على نوع القلق الذي تعاني منه وما إذا كنت تعاني أيضًا من مشكلات صحية عقلية أو جسدية أخرى فمثلا تستخدم بعض مضادات الاكتئاب أيضًا لعلاج اضطرابات القلق ويمكن وصف دواء مضاد للقلق يسمى بوسبيرون وفي ظروف محدودة قد يصف طبيبك أنواعًا أخرى من الأدوية مثل المهدئات وتسمى أيضًا البنزوديازيبينات أو حاصرات بيتا وهذه الأدوية مخصصة للتخفيف قصير المدى لأعراض القلق ولا يُقصد استخدامها على المدى الطويل.
Pingback: اضطراب القلق - العهد للصحة النفسية و علاج الادمان