يعاني الكثير من الناس من اعراض القلق النفسي في مرحلة ما من حياتهم عند الإصابة بالقلق ففي الواقع القلق هو استجابة طبيعية جدًا لأحداث الحياة المجهدة مثل الانتقال أو تغيير الوظائف أو وجود مشاكل مالية ومع ذلك عندما تصبح اعراض القلق النفسي أكبر من الأحداث التي تسببت فيها وتبدأ في التأثير على حياتك فقد تكون علامات على اضطراب القلق إذ يمكن أن تكون اضطرابات القلق منهكة ولكن يمكن للناس إدارتها بمساعدة مناسبة من الطبيب النفسي ويعتبر التعرف على الأعراض هو الخطوة الأولى للبدء بمشوار العلاج.
تختلف مدى شدة الأعراض من شخص لآخر حيث يعاني بعض الأشخاص من أعراض قليلة فقط بينما يعاني البعض الآخر من أعراض أكثر بكثير ويجب أن ترى طبيبك إذا كان القلق يؤثر على حياتك اليومية أو يسبب لك الضيق حيث يمكن أن يتسبب اضطراب القلق النفسي في تغيير سلوكك وطريقة تفكيرك وشعورك تجاه الأشياء مما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الأرق وشعور بالرهبة أو الخوف والشعور بصعوبة في التركيز والتهيج والأهم من ذلك قد تتسبب هذه الأعراض في انسحابك من العلاقات الاجتماعية والاتصال الاجتماعي بما في ذلك رؤية عائلتك وأصدقائك لتجنب مشاعر القلق والخوف وقد تجد أيضًا أن الذهاب إلى العمل صعب ومرهق وقد تضطر لأخذ إجازات بشكل متكرر ويمكن أن تجعلك هذه الإجراءات تقلق أكثر بشأن نفسك وتزيد من عدم احترامك لذاتك.
إذا كنت ترغب بمعرفة المزيد من المعلومات عن اعراض القلق النفسي فأنت في المكان الصحيح، في هذا المقال ستجد جميع المعلومات المتعلقة بأعراض القلق النفسي وطرق تشخيصها والوقاية منها وطرق علاجها والعديد غيرها، هيا بنا نبدأ!
اعراض القلق النفسي
يمكن أ يجعلك القلق تشعر بالخوف ويمكن أن يسبب أعراضًا نفسية وجسدية مثل سرعة ضربات القلب أو التعرق فمن الطبيعي أن يشعر الإنسان بالقلق في مواقف معينة لكن قد تكون مصابًا باضطراب القلق إذا كنت تشعر بالقلق طوال الوقت أو معظمه وفيما يلي أبرز اعراض القلق النفسي:
- القلق المفرط
أحد أكثر اعراض القلق النفسي شيوعًا هو القلق المفرط حيث يقلق الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق بشكل غير متناسب بشأن الأحداث أو المواقف اليومية ويمكن القول أن الشخص يكون مصابًا باضطراب القلق العام إذا استمر هذا القلق بالحدوث في معظم الأيام لمدة 6 أشهر على الأقل وكان من الصعب السيطرة عليه.
يجب أن يكون القلق أيضًا شديدًا وتدخليًا مما يجعل من الصعب التركيز وإنجاز المهام اليومية ووفقًا لجمعية القلق والاكتئاب الأمريكية على ما يقرب من 10 في المائة من سكان العالم ومع ذلك فإن أقل من 45 في المائة من المصابين بهذا الاضطراب يتلقون العلاج فيما تزيد احتمالية إصابة النساء باضطراب القلق العام بمقدار الضعف مقارنة بالرجال ويحدث هذا الاضطراب بشكل شائع جنبًا إلى جنب مع الاكتئاب الشديد.
- الشعور بالضيق
عندما يشعر شخص ما بالقلق فإن جزءًا من نظامه العصبي الودي ينتقل إلى مرحلة مفرطة ويؤدي هذا إلى حدوث تأثيرات في جميع أنحاء الجسم مثل التعرق ورعشة اليد وجفاف الفم حيث تحدث هذه الأعراض لأن عقلك يعتقد أنك شعرت بالخطر وأنه يجهز جسمك للرد على التهديد إذ ينقل جسمك الدم بعيدًا عن جهازك الهضمي وباتجاه عضلاتك في حالة احتياجك للجري أو القتال كما أنه يزيد من معدل ضربات القلب ويرفع حواسك.
في حين أن هذه التأثيرات ستكون مفيدة في حالة وجود تهديد حقيقي إلا أنها قد تكون منهكة إذا كان الخوف كله في رأسك حيث تشير بعض الأبحاث من عام 2014 إلى أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق غير قادرين على تقليل الإثارة بنفس سرعة الأشخاص الذين لا يعانون من اضطرابات القلق هذا يعني أنهم قد يشعرون بآثار القلق لفترة أطول من الوقت.
- الأرق
يعتبر الأرق من الأعراض الشائعة الأخرى للقلق خاصة عند الأطفال والمراهقين فعندما يعاني شخص ما من القلق فإنه غالبًا ما يشعر بأنه “على حافة الهاوية” أو يجد صعوبة في التحرك وعلى الرغم من أن الأرق لا يحدث عند جميع الأشخاص الذين يعانون من القلق إلا أنه أحد المصادر الموثوقة التي يبحث عنها الأطباء كثيرًا عند إجراء التشخيص.
- التعب
الشعور بالتعب بسهولة هو عرض آخر محتمل لاضطراب القلق العام فقد يكون هذا العرض مفاجئًا للبعض حيث يرتبط القلق عادةً بفرط النشاط أو الإثارة لكن بالنسبة للبعض يمكن أن يتبع الإرهاق نوبة قلق بينما قد يشعر البعض الآخر بالتعب طوال الوقت تقريبًا ومن غير الواضح ما إذا كان هذا الإرهاق ناتجًا عن أعراض القلق الشائعة الأخرى مثل الأرق أو توتر العضلات أو ما إذا كان مرتبطًا بالتأثيرات الهرمونية للقلق المزمن.
من المهم ملاحظة أن التعب يمكن أن يكون أيضًا علامة على الاكتئاب أو حالات طبية أخرى لذا فإن التعب وحده لا يكفي لتشخيص اضطراب القلق.
- صعوبة في التركيز
يفيد العديد من الأشخاص الذين يعانون من القلق بأنهم يواجهون صعوبة في التركيز فيما وجدت دراسة أجريت على 175 بالغًا يعانون من اضطراب القلق العام أن ما يقرب من 90 في المائة منهم أفادوا بأنهم يواجهون صعوبة في التركيز ووجدت أيضًا أن القلق الشديد كان مرتبطًا بمزيد من صعوبة التركيز كما تظهر بعض الدراسات أن القلق يمكن أن يقطع الذاكرة قصيرة المدى وهي المسؤولة عن الاحتفاظ بالمعلومات قصيرة المدى وقد يساعد هذا في تفسير الانخفاض الكبير في الأداء الذي يعاني منه الأشخاص غالبًا خلال فترات القلق الشديد ومع ذلك يمكن أن تكون صعوبة التركيز أيضًا أحد أعراض الحالات الطبية الأخرى مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو الاكتئاب لذا فإن صعوبة التركيز ليست دليلًا كافيًا لتشخيص اضطراب القلق.
- التهيج
يعاني معظم الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق أيضًا من تهيج مفرط ووفقًا لدراسة أجريت عام 2015 وجدت أن هناك صلة مباشرة بين اضطرابات القلق والتهيج وبالمقارنة مع الأشخاص الذين تم الإبلاغ عنهم فإن الشباب والبالغين في منتصف العمر المصابين باضطراب القلق العام أبلغوا عن ضعف التهيج في حياتهم اليومية.
- تشنج العضلات
إن تشنج العضلات في معظم أيام الأسبوع هو عرض آخر متكرر للقلق وفي حين أن تشنج العضلات قد يكون شائعًا إلا أن الارتباط مع القلق غير واضح ومن الممكن أن يؤدي تشنج العضلات في حد ذاته إلى زيادة الشعور بالقلق ولكن من الممكن أيضًا أن يؤدي القلق إلى زيادة توتر العضلات أو قد يتسبب عامل ثالث في حدوث كليهما.
- اضطرابات النوم
ترتبط اضطرابات النوم ارتباطًا وثيقًا باضطرابات القلق فقد يجد الأشخاص المصابون باضطراب القلق أنفسهم يستيقظون في منتصف الليل ويواجهون صعوبة في النوم وتشير بعض الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الأرق هم من 10 إلى 17 مرة أكثر عرضة للإصابة بحالات صحية عقلية أخرى مثل القلق وفي حين أن الأرق والقلق مرتبطان ارتباطًا وثيقًا إلا أنه من غير الواضح ما إذا كان الأرق يؤدي إلى القلق أو القلق يؤدي إلى الأرق أو كليهما.
Pingback: الرهاب الاجتماعي - العهد للصحة النفسية و علاج الادمان