علاج القلق النفسي أمر لا بد منه لكل شخص يشعر بالقلق النفسي أو التوتر من وقت لآخر فالقلق هو رد فعل بشري طبيعي على المواقف العصيبة ولكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق فإن هذه المخاوف والقلق ليست مؤقتة حيث يستمر قلقهم ويمكن أن يزداد سوءًا بمرور الوقت وسواء كنت تعاني من نوبات الهلع أو الأفكار الوسواسية أو المخاوف المستمرة أو الرهاب فمن المهم أن تعرف أنك لست مضطرًا للعيش دائمًا مع القلق والخوف ويمكن أن يساعد علاج القلق النفسي بالنسبة للعديد من مشاكل القلق وغالبًا ما يكون العلاج هو الخيار الأكثر فعالية وذلك لأن علاج القلق النفسي يعالج أكثر من مجرد أعراض المشكلة ويمكن أن يساعد في الكشف عن الأسباب الكامنة وراء مخاوفك وتعلم كيفية الاسترخاء وتحليل المواقف بطرق جديدة أقل رعبا وتطوير مهارات التأقلم وحل المشكلات بشكل أفضل.
تختلف اضطرابات القلق النفسي اختلافًا كبيرًا لذا يجب أن يكون العلاج مُخصصًا وفقًا لأعراضك وتشخيصك المحدد فإذا كنت تعاني من اضطراب الوسواس القهري على سبيل المثال فسيكون علاجك مختلفًا عن علاج الشخص الذي يحتاج إلى المساعدة في نوبات القلق النفسي وستعتمد مدة العلاج أيضًا على نوع اضطراب القلق الذي تعاني منه وشدته ومع ذلك فإن العديد من علاجات القلق قصيرة المدى نسبيًا ووفقًا لجمعية علم النفس الأمريكية يتحسن العديد من الأشخاص بشكل ملحوظ خلال 8 إلى 10 جلسات علاجية!
إذا كنت ترغب بمعرفة المزيد من المعلومات عن علاج القلق النفسي فأنت في المكان الصحيح، في هذا المقال ستجد جميع المعلومات المتعلقة بطرق علاج القلق النفسي ونصائح الأطباء وخبراء الصحة النفسية للتخلص من مشاكل واعراض القلق النفسي والعديد غيرها، هيا بنا نبدأ!
علاج القلق النفسي
يمكن لاضطرابات القلق النفسي أن تضعف بشدة قدرة الشخص في العمل والمدرسة وفي المواقف الاجتماعية ويمكن أن يتداخل القلق أيضًا مع علاقات الشخص مع أفراد الأسرة والأصدقاء لكن لحسن الحظ هناك علاجات فعالة للقلق والتوتر ففي بعض الحالات تلعب الأدوية دورًا في علاج اضطرابات القلق ومع ذلك تظهر الأبحاث أن العلاج السلوكي المعرفي بمفرده أو مع الأدوية علاج فعال للغاية لمعظم الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق.
العلاج الموصى به لاضطرابات القلق النفسي هو العلاج النفسي وعادةً ما يكون العلاج السلوكي المعرفي وإذا لم ينجح ذلك أو إذا كنت تعاني من قلق شديد جدًا فقد يوصي طبيبك بتناول الأدوية أيضًا لكن من الأفضل تجربة العلاجات النفسية أولاً حيث تمتلك نفس فعالية الأدوية ويفضل مناقشة الخيارات التالية مع طبيبك:
العلاج النفسي
العلاج النفسي هو عملية تعاونية حيث يعمل الطبيب النفسي والمرضى معًا لتحديد مخاوف معينة وتطوير مهارات وتقنيات ملموسة للتعامل مع القلق النفسي ويمكن للمرضى أن يتوقعوا ممارسة مهاراتهم الجديدة خارج الجلسات لإدارة القلق في المواقف التي قد تجعلهم غير مرتاحين ومع ذلك لن يدفع أطباء النفس المرضى إلى مثل هذه السيناريوهات حتى يتأكدوا من أن لديهم المهارات التي يحتاجونها لمواجهة مخاوفهم بشكل فعال.
يستخدم اطباء النفس أحيانًا أساليب أخرى لعلاج اضطرابات القلق بالإضافة إلى العلاج المعرفي السلوكي ويمكن أن يكون العلاج النفسي الجماعي الذي يتضمن عادةً العديد من الأشخاص الذين يعانون جميعًا من اضطرابات القلق فعالًا في علاج القلق وتزويد المرضى بالدعم ويمكن أن يساعد العلاج النفسي للعائلة أفراد الأسرة على فهم قلق أحبائهم ومساعدتهم على تعلم طرق للتفاعل لا تعزز عادات القلق ويمكن أن يكون العلاج الأسري مفيدًا بشكل خاص للأطفال والمراهقين الذين يعانون من اضطرابات القلق.
يمكن علاج اضطرابات القلق بشكل كبير ويستطيع معظم المرضى الذين يعانون من القلق تقليل الأعراض أو حتى القضاء عليها بعد عدة أشهر أو أقل من العلاج النفسي إذ يلاحظ العديد من المرضى التحسن بعد جلسات قليلة فقط!
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
عند تجربة العلاج المعرفي السلوكي ستبدأ بالتعرف على القلق الصحي والطريقة التي تتعامل بها أدمغتنا مع القلق ثم ستتعلم كيف تتحدى أفكارك غير المفيدة وتتحكم في أفكارك وسلوكياتك المقلقة وإذا كان العلاج ناجحًا يجب أن ترى تحسنًا في غضون 4-8 أسابيع والجزء المميز في هذا الخيار هو أنه يمكنك الحصول على العلاج المعرفي السلوكي عبر الإنترنت دون الحاجة للتواجد في عيادة الدكتور ويمكن أن تكون الجلسات منخفضة التكلفة أو حتى مجانية ويمكنك القيام بذلك في أي مكان وفي أي وقت يناسبك حيث ثبت أن العلاج المعرفي السلوكي عبر الإنترنت خيار جيد لعلاج مشاكل القلق
أيضًا يمكنك إجراء العلاج المعرفي السلوكي وجهًا لوجه مع معالج مؤهل وعادة ما يكون طبيبًا نفسيًا ويوصى بإتمام حوالي 8-12 جلسة.
العلاج بالتعرض
أحيانًا يكون العلاج بالتعرض جزءًا من العلاج المعرفي السلوكي وهو المكان الذي تواجه فيه موقفًا يجعلك قلقًا بشكل تدريجي فأولاً تقوم بإعداد قائمة بجميع الأشياء التي ترغب في القيام بها ولكن لا يمكنك ذلك حاليًا ثم تبدأ من خلال القيام بأسهل شيء ثم تقدم تدريجيًا إلى الأصعب فعلى سبيل المثال إذا كنت قلقًا من السفر بالقطار فقد تكون القائمة كما يلي:
اقض بعض الوقت على رصيف القطار.
سافر مع صديق.
السفر لوحدك.
سافر إلى المدينة بمفردك في وقت هادئ.
سافر إلى المدينة بمفردك في وقت مزدحم.
العلاج كامل للذهن
يشير العلاج كامل للذهن إلى عملية تؤدي إلى حالة عقلية تتميز بإدراك غير قضائي لتجربة اللحظة الحالية بما في ذلك أحاسيس المرء وأفكاره وحالاته الجسدية ووعيه وبيئته مع تشجيع الانفتاح والفضول والقبول وغالبًا ما يتم دمج اليقظة مع العناصر المعرفية كجزء من العلاج السلوكي المعرفي ويسمى العلاج المعرفي القائم على اليقظة (MBCT).
أسلوب آخر شائع هو الحد من التوتر القائم على اليقظة والذي يتضمن التأمل حيث يتم توجيه التركيز بالتتابع إلى أجزاء مختلفة من الجسم فيما تُظهر التحليلات التلوية أن التقنيات القائمة على اليقظة فعالة في تقليل أعراض القلق.
علاج القلق النفسي بالأدوية
بشكل عام يجب أن تلجأ إلى العلاج بالأدوية فقط إذا لم تنجح العلاجات النفسية ومع ذلك إذا كنت تعاني من اضطراب القلق النفسي الشديد أو الاكتئاب الشديد فمن المحتمل أن يوصي طبيبك بكل من الأدوية والعلاج النفسي من البداية وأفضل الأدوية لاضطرابات القلق هي مضادات الاكتئاب حيث تعمل مضادات الاكتئاب بشكل جيد مع القلق وكذلك الاكتئاب.
مضادات الاكتئاب الأكثر استخدامًا لعلاج القلق هي مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) ومنها فلوكستين وسيتالوبرام فيما لا تناسب مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) بعض الأشخاص لذلك قد يوصي طبيبك بنوع مختلف من مضادات الاكتئاب بدلاً من ذلك مثبطات امتصاص السيروتونين والنورادرينالين (SNRI) ومنها فينلافاكسين ودولوكستين أما في بعض الحالات قد يوصي طبيبك بمضادات اكتئاب أخرى.
تستخدم البنزوديازيبينات التي تسمى أيضًا الحبوب المنومة في بعض الأحيان لعلاج القلق ولكن لم يعد يُنصح بها كعلاج أولي لأنها تسبب الإدمان وتأثيراتها لا تدوم طويلاً.
Pingback: علاج الوسواس القهري - العهد للصحة النفسية و علاج الادمان