يبحث الجميع عن سبب الإحساس الدائم بالخوف فالخوف هو عاطفة إنسانية طبيعية وقوية وبدائية ووفقًا لبحوث علم النفس فإنه ينطوي على استجابة كيميائية حيوية واستجابة عاطفية فردية عالية كما ينبهنا الخوف إلى وجود خطر أو تهديد بالضرر سواء كان ذلك الخطر جسديًا أو نفسيًا وينبع الخوف أحيانًا من تهديدات حقيقية لكنه قد ينشأ أيضًا من مخاطر متخيلة وفي حين أن الخوف هو استجابة طبيعية لبعض المواقف إلا أنه يمكن أن يؤدي أيضًا إلى الضيق والاضطراب عندما يكون شديدًا أو غير متناسب مع التهديد الفعلي ويمكن أن يكون الخوف أيضًا أحد أعراض بعض حالات الصحة العقلية بما في ذلك اضطراب الهلع واضطراب القلق الاجتماعي والرهاب واضطراب ما بعد الصدمة.
يتكون الخوف من تفاعلين أساسيين تجاه نوع من التهديد المتصور وهما الكيمياء الحيوية والعاطفية والخوف هو أحد المشاعر السبع العالمية التي يمر بها الجميع حول العالم وينشأ من خطر الأذى سواء كان جسديًا أو عاطفيًا أو نفسيًا حقيقيًا أو متخيلًا وفي حين أن الخوف يعتبر تقليديًا عاطفة سلبية إلا أنه في الواقع يلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على سلامتنا لأنه يحشدنا للتعامل مع الخطر المحتمل ويمكن تمييز عائلة التجارب المخيفة من حيث ثلاثة عوامل وهي الشدة ومدى خطورة الضرر المهدَّد والتوقيت أي هل الضرر فوري أم وشيك والمواجهة وما هي الإجراءات إن وجدت التي يمكن اتخاذها لتقليل التهديد أو القضاء عليه
إذا كنت ترغب بمعرفة المزيد من المعلومات عن سبب الإحساس الدائم بالخوف فأنت في المكان الصحيح، في هذا المقال ستجد جميع المعلومات المتعلقة بسبب الإحساس الدائم بالخوف أعراض حدوث الخوف ونصائح الأطباء وخبراء الصحة النفسية لعلاج الخوف والوقاية منه، هيا بنا نبدأ!
ما هو الخوف؟
الخوف هو أحد المشاعر الإنسانية الأساسية فهو مبرمج ضمن الجهاز العصبي ويعمل كالغريزة ومن الوقت الذي كنا فيه أطفالًا أصبحنا مجهزين بغرائز البقاء على قيد الحياة اللازمة للرد بالخوف عندما نشعر بالخطر أو نشعر بعدم الأمان فيما يساعد الخوف على حمايتنا ويجعلنا متيقظين للخطر ويهيئنا للتعامل معه ويعتبر الشعور بالخوف أمر طبيعي جدًا ومفيد في بعض المواقف ويمكن أن يكون الخوف بمثابة تحذير أو إشارة تحذرنا من توخي الحذر.
كما هو الحال مع بقية المشاعر، يمكن أن يكون الخوف خفيفًا أو متوسطًا أو شديدًا اعتمادًا على الموقف والشخص ويمكن أن يكون الشعور بالخوف قصيرًا أو قد يستمر لفترة أطول وعندما نكون قادرين على التعامل مع التهديد فإن هذا يقلل أو يزيل الخوف وبدلاً من ذلك عندما نكون عاجزين عن تقليل خطر الأذى فإن هذا يزيد من الخوف.
عندما نشعر بالخطر يتفاعل الدماغ على الفور ويرسل إشارات تنشط الجهاز العصبي وهذا يسبب ردود فعل جسدية مثل تسارع ضربات القلب والتنفس السريع وزيادة ضغط الدم وضخ الدم لمجموعات العضلات لتهيئة الجسم للعمل البدني مثل الجري أو القتال ويتعرق الجلد للحفاظ على برودة الجسم وقد يلاحظ بعض الأشخاص أحاسيس في المعدة أو الرأس أو الصدر أو الساقين أو اليدين ويمكن أن تكون هذه الأحاسيس الجسدية بالخوف خفيفة أو قوية.
تُعرف هذه الاستجابة باسم استجابة القتال أو الهروب لأن هذا هو بالضبط ما يستعد الجسم للقيام به ومحاربة الخطر أو الركض بسرعة للفرار ويبقى الجسم في حالة القتال هذه حتى يتلقى الدماغ رسالة واضحة تمامًا ويوقف الاستجابة.
ينشأ الخوف أحيانًا عن شيء مذهل أو غير متوقع مثل الضوضاء العالية حتى لو لم يكن خطيرًا في الواقع وذلك لأن رد فعل الخوف يتم تنشيطه على الفور وبضع ثوانٍ أسرع من قدرة الجزء المفكر في الدماغ على معالجة أو تقييم ما يحدث وبمجرد أن يحصل الدماغ على معلومات كافية ليدرك أنه لا يوجد خطر فإنه يوقف رد فعل الخوف وكل هذا يمكن أن يحدث في ثوان.
أعراض الخوف
غالبًا ما ينطوي الخوف على أعراض جسدية وعاطفية وقد يشعر كل شخص بالخوف بشكل مختلف ولكن بعض العلامات والأعراض الشائعة تشمل:
- ألم في الصدر
- قشعريرة
- فم جاف
- غثيان
- ضربات قلب سريعة
- ضيق في التنفس
- تعرق
- ارتجاف
- اضطراب في المعدة
بالإضافة إلى الأعراض الجسدية للخوف، قد يعاني الأشخاص من أعراض نفسية تتمثل في الشعور بالإرهاق أو الانزعاج أو الشعور بالخروج عن السيطرة أو الشعور بالموت الوشيك.
سبب الإحساس الدائم بالخوف
الخوف معقد بشكل لا يصدق ولا يمكن معرفة سبب الإحساس الدائم بالخوف بشكل رئيسي فقد تنجم بعض المخاوف من التجارب أو الصدمة بينما قد يمثل البعض الآخر خوفًا من شيء آخر تمامًا مثل فقدان السيطرة ومع ذلك قد تحدث مخاوف أخرى لأنها تسبب أعراضًا جسدية مثل الخوف من المرتفعات لأنها تجعلك تشعر بالدوار والغثيان في معدتك.
تتضمن بعض مسببات الخوف الشائعة ما يلي:
- أشياء أو مواقف معينة (عناكب، ثعابين، ارتفاعات، طيران إلخ)
- أحداث مستقبلية
- أحداث متخيلة
- مخاطر بيئية حقيقية
- أحداث غير معروفة
تميل بعض المخاوف إلى أن تكون فطرية وقد تتأثر تطوريًا لأنها تساعد في البقاء ويتم تعلم الآخرين ويرتبطون بجمعيات أو تجارب مؤلمة.
إن سبب الإحساس الدائم بالخوف هو التهديد بالضرر الحقيقي أو المتخيل حيث يمكن أن يكون هذا التهديد لرفاهيتنا الجسدية أو العاطفية أو النفسية وفي حين أن هناك أشياء معينة تثير الخوف لدى معظمنا يمكننا أن نتعلم أن نخاف من أي شيء تقريبًا وفيما يلي محفزات الخوف الشائعة:
- الظلام أو فقدان الرؤية المحيطة
- المرتفعات والطيران
- التفاعل الاجتماعي أو الرفض
- الثعابين والقوارض والعناكب والحيوانات الأخرى
- الموت والاحتضار
أنواع الخوف
تتضمن بعض الأنواع المختلفة لاضطرابات القلق التي تتميز بالخوف ما يلي:
- رهاب الخلاء
- اضطراب القلق المعمم
- اضطراب الهلع
- اضطراب ما بعد الصدمة
- اضطراب قلق الانفصال
- اضطراب القلق الاجتماعي
- رهاب محدد
علاج الخوف
بعد معرفة سبب الإحساس الدائم بالخوف لا دب من الحديث عن طرق العلاج حيث يؤدي التعرض المتكرر لمواقف مماثلة إلى الألفة مما يقلل بشكل كبير من استجابة الخوف ويشكل هذا النهج أساسًا لبعض علاجات الرهاب والتي تعتمد على التقليل ببطء من استجابة الخوف من خلال جعلها تبدو مألوفة.
تميل علاجات الرهاب التي تعتمد على سيكولوجية الخوف إلى التركيز على تقنيات مثل إزالة التحسس المنتظم وتعمل كلتا الطريقتين مع الاستجابات الفسيولوجية والنفسية لجسمك لتقليل الخوف.
هناك أيضًا خطوات يمكنك اتخاذها للمساعدة في التغلب على الخوف في الحياة اليومية تركز هذه الاستراتيجيات على إدارة الآثار الجسدية والعاطفية والسلوكية للخوف وتتضمن بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها ما يلي:
- احصل على الدعم الاجتماعي: يمكن أن يساعدك وجود أشخاص داعمين في حياتك على إدارة مشاعر الخوف لديك.
- مارس اليقظة: بينما لا يمكنك دائمًا منع بعض المشاعر، يمكن أن تساعدك اليقظة في إدارتها واستبدال الأفكار السلبية بأفكار أكثر فائدة.
- استخدم تقنيات إدارة الإجهاد مثل التنفس العميق واسترخاء العضلات التدريجي والتخيل.
- اعتني بصحتك: تناول طعامًا جيدًا ومارس التمارين الرياضية بانتظام واحصل على قسط كافٍ من النوم كل ليلة.
Pingback: الشخصية النرجسية - العهد للصحة النفسية و علاج الادمان
Pingback: الاضطراب السلوكي عند المراهقين - العهد للصحة النفسية و علاج الادمان