طرق التعامل مع مضطربي الشخصية

أكثر من 9 ٪ من عامة السكان حول العالم يعانون من اضطراب في الشخصية لذلك يبحث الجميع عن طرق التعامل مع مضطربي الشخصية وعلى الرغم من الانتشار الواسع فإن العديد من الأفراد المصابين باضطرابات الشخصية لا يعرفون أنهم يعانون من ذلك ناهيك عن فهم كيفية التعامل معها وبحكم التعريف يتضمن اضطراب الشخصية واحدة أو أكثر من سمات الشخصية المرضية التي تخلق ضعفًا كبيرًا في حياة الفرد إذ يجب أن تكون الميزات مستقرة عبر الوقت ومتسقة عبر المواقف.

يميل الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية إلى مواجهة صعوبات كبيرة في العلاقات خاصة مع أولئك الأقرب إليهم كما يمكن لتقلبات مزاجهم الجامحة ونوبات الغضب ومخاوف الهجر المزمن والسلوكيات المتهورة وغير العقلانية أن تجعل أحبائهم يشعرون بالعجز وسوء المعاملة وفقدان التوازن وغالبًا ما يصف الشركاء وأفراد الأسرة من الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية العلاقة على أنها أفعوانية وعاطفية بلا نهاية في الأفق وقد تشعر وكأنك محاصر ما لم تترك العلاقة أو يتخذ المصاب بها خطوات للحصول على العلاج فيما يمكنك تغيير العلاقة من خلال إدارة ردود أفعالك ووضع حدود صارمة وتحسين التواصل بينك وبين من تحب لكن يجب أن تعرف أنه لا يوجد علاج سحري ولكن مع العلاج والدعم المناسبين يمكن للعديد من الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية أن يتحسنوا ويمكن أن تصبح علاقاتهم أكثر استقرارًا ومكافأة إذ يميل المرضى الذين يتمتعون بأكبر قدر من الدعم والاستقرار في المنزل إلى إظهار التحسينات في وقت أقرب من أولئك الذين تكون علاقاتهم أكثر فوضوية.

إذا كنت ترغب بمعرفة المزيد من المعلومات عن طرق التعامل مع مضطربي الشخصية فأنت في المكان الصحيح، في هذا المقال ستجد جميع المعلومات المتعلقة ب طرق التعامل مع مضطربي الشخصية ونصائح الأطباء وخبراء الصحة النفسية لإدارة العلاقات وتجنب الوقوع في مشاكل معهم والعديد غيرها، هيا بنا نبدأ!

أنواع اضطرابات الشخصية

سواء كان شريكك أو والدك أو طفلك أو أخيك أو صديقك أو أي شخص آخر محبوب مصاب باضطراب الشخصية يمكنك تحسين كل من العلاقة ونوعية حياتك الخاصة حتى لو لم يكن الشخص المصاب باضطراب الشخصية مستعدًا للاعتراف بالمشكلة أو طلب العلاج فيما تم تصنيف 10 أنواع من اضطرابات الشخصية وعلى الرغم من أن كل نوع من اضطرابات الشخصية هذه ينطوي على أعراض وعلاجات مختلفة إلا أن هناك بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد أي شخص يعاني من اضطراب في الشخصية على التأقلم بشكل أفضل وتنقسم اضطرابات الشخصية إلى ثلاث مجموعات أو مجموعات مختلفة:

• المجموعة الأولى: وتشمل السلوك الغريب والغريب الأطوار واضطراب الشخصية بجنون العظمة واضطراب الشخصية الفصامية.
• المجموعة الثانية: تشير إلى اضطرابات الشخصية الدرامية وغير المنتظمة واضطراب الشخصية المعادية للمجتمع واضطراب الشخصية الحدية واضطراب الشخصية الهستيرية واضطراب الشخصية النرجسية.
• المجموعة الثالثة: وتتضمن اضطرابات الشخصية القلق والخوف واضطراب الشخصية التجنبية واضطراب الشخصية المعتمد واضطراب الوسواس القهري.

طرق التعامل مع مضطربي الشخصية

التعرف على وجود الاضطراب

يمكن أن يكون تشخيص اضطراب الشخصية محيرًا وهناك العديد من المفاهيم الخاطئة حول ما يعاني منه الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية لكن يمكن أن يساعدك تثقيف نفسك بشأن الحالة وأعراضها والتشخيص على اكتساب فهم أوضح لما يمر به الشخص العزيز عليك ويمكنك أن تقرأ عن المرض عبر الإنترنت من مصادر موثوقة مثل المعهد الوطني للصحة العقلية أو التحالف الوطني للأمراض العقلية حيث يمكن أن يساعدك إزالة الغموض عن اضطراب الشخصية  في تجاوز الارتباك وتقدير صراع الشخص العزيز عليك بشكل أعمق والشعور بأنه أفضل استعدادًا لدعمه خلال رحلة التعافي.

التحقق من صحة المشاعر

يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية من ردود الفعل وشدة العاطفة التي لا يمكن للأشخاص الذين لا يعانون من الاضطراب أن يتحملوها في كثير من الأحيان وقد يكون من المغري محاولة التحدث معهم عن ما يشعرون به أو شطبهم على أنه ببساطة غير منطقي ومع ذلك فإن هذه المشاعر حقيقية جدًا للشخص المصاب بالاضطراب لذلك فإن تجاهل مشاعرهم ليس مؤلمًا للغاية فحسب بل إنه يأتي بنتائج عكسية ويعد التحقق من الصحة أمرًا بالغ الأهمية للأشخاص المصابين باضطراب الشخصية لدرجة أنه أصبح أحد أكثر مكونات العلاج المركزية حيث يعتبر ضمان شعور من تحب أنه مسموع يمكن أن يقطع شوطًا طويلاً نحو مساعدة كل من أحبائك وعلاقاتك.

قم بتبسيط رسالتك

اعتمادًا على حالتهم الحالية قد يؤدي اضطراب الشخصية لدى الأشخاص إلى تشويه ما تقوله لتأكيد شكوكهم الأسوأ تجاهك أو في أنفسهم حيث يمكن بسهولة تحويل العبارة التي تبدو غير مسيئة إلى هجوم وحتى لو كانت أبعد ما تكون عما كنت تقصده كما يمكن أن تشعر كما لو أنك لا تستطيع الوصول إلى من تحب لأن المرض يقف بينكما ويصفي نواياك الحقيقية ويجعل التواصل مستحيلاً لذلك عند التحدث مع شخص مصاب باضطراب الشخصية خاصةً حول القضايا الحساسة تذكر أن المشاعر من المرجح أن تكون قوية جدًا بحيث لا يستطيع أي منكما القيام بتفكير عالي المستوى لذلك اجعل كل جملة قصيرة وبسيطة ومباشرة ولا تترك مجالا لسوء التفسير.

تحفيز المسؤولية

عندما يكون شخص ما تحبه مصابًا باضطراب الشخصية فقد يكون من السهل الوقوع في دور الرعاية وبعد كل شيء من الطبيعي أن ترغب في مساعدة شخص تهتم به بشدة واستعادة حياته الطبيعية في أسرع وقت ممكن ومع ذلك فإن تشجيع المسؤولية هو أحيانًا أكثر الأشياء المحبة التي يمكنك القيام بها وهذا لا يعني تركهم وحدهم للتعامل مع مرضهم دون دعم بل يعني مقاومة الرغبة في إنقاذهم من عواقب أفعالهم.

على سبيل المثال إذا كسروا شيئًا ما أثناء الغضب فلا تقم بإصلاحه لهم أو إذا تورطوا في ديون فلا تنقذهم حيث إن السماح لهم بتجربة عواقب طبيعية يمكن أن يساعدهم على فهم أنهم بحاجة إلى المساعدة كما يسمح لك بالتعامل بشكل أكثر فاعلية من خلال التراجع وعدم تحمل المسؤولية عن الأشياء التي ليست من خطأك وعلى الرغم من أنه قد يبدو غير بديهي في البداية فقد تكون هذه تجربة قوية لكليكما.

ضبط الحدود

مثلما يمكن أن يشعر تشجيع المسؤولية في البداية بالخطأ كما لو كنت تخون من تحب بطريقة ما كذلك يمكنك وضع حدود ومع ذلك فإن وضع الحدود والالتزام بها يمكن أن يمنحك إحساسًا بالهيكلية والوكالة وإنه يشجع من تحب أن يكون مسؤولاً عن اختياراته ويمنعك من تحمل السلوك غير المقبول ويمكن أن يقوي علاقتك معه في النهاية.