على الرغم من أن مصطلح “الأكل” متعارف عليه على أنه سلوك طبيعي إلا ان اضطراب الاكل يدور حول أكثر من مجرد تناول الطعام فهو حالة صحية عقلية معقدة تتطلب غالبًا تدخل الخبراء الطبيين والنفسيين لتغيير مسارها وتم وصف هذه الاضطرابات في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي فاضطرابات الأكل هي حالات سلوكية تتميز باضطراب حاد ومستمر في سلوكيات الأكل وما يرتبط بها من أفكار وعواطف مؤلمة ويمكن أن تكون حالات خطيرة للغاية تؤثر على الوظائف الجسدية والنفسية والاجتماعية وتشمل أنواع اضطرابات الأكل فقدان الشهية العصبي والشره المرضي العصبي واضطراب نهم الطعام واضطراب تجنب تناول الطعام واضطراب التغذية والأكل المحدد الآخر واضطراب البيكا واضطراب الاجترار.
تؤثر اضطرابات الأكل مجتمعة على ما يصل إلى 5٪ من السكان حول العالم وغالبًا ما تتطور في مرحلة المراهقة والشباب والعديد منها وخاصة فقدان الشهية العصبي والشره المرضي العصبي أكثر شيوعًا عند النساء ولكن يمكن أن تحدث جميعها في أي عمر وتؤثر على أي جنس وغالبًا ما ترتبط اضطرابات الأكل بالانشغال بالطعام أو الوزن أو الشكل أو القلق بشأن الأكل أو عواقب تناول أطعمة معينة والسلوكيات المرتبطة باضطرابات الأكل بما في ذلك الأكل المقيد أو تجنب بعض الأطعمة أو الإفراط في تناول الطعام أو التطهير عن طريق القيء أو سوء استخدام الملينات أو ممارسة التمارين القهرية ويمكن أن تصبح هذه السلوكيات مدفوعة بطرق تبدو مشابهة للإدمان.
إذا كنت ترغب بمعرفة المزيد من المعلومات عن اضطراب الاكل فأنت في المكان الصحيح، في هذا المقال ستجد جميع المعلومات المتعلقة ب اضطراب الاكل وأنواعه والاثار الجانبية لحدوثه ونصائح الأطباء وخبراء الصحة النفسية لعلاجه والوقاية منه والعديد غيرها، تابع القراءة حتى النهاية!
ما هو اضطراب الاكل
اضطرابات الأكل هي مجموعة من الحالات النفسية التي تؤدي إلى تطور عادات غذائية غير صحية قد تبدأ بهوس الطعام أو وزن الجسم أو شكل الجسم وفي الحالات الشديدة يمكن أن تتسبب اضطرابات الأكل في عواقب صحية خطيرة وقد تؤدي إلى الوفاة إذا تُركت دون علاج وفي الواقع تعد اضطرابات الأكل من أكثر الأمراض العقلية فتكًا وتأتي في المرتبة الثانية بعد تناول جرعة زائدة من المواد الأفيونية ويمكن أن يعاني الأشخاص المصابون باضطرابات الأكل من مجموعة متنوعة من الأعراض وتشمل الأعراض الشائعة التقييد الشديد للطعام ونهم الطعام وسلوكيات التطهير مثل القيء أو الإفراط في ممارسة الرياضة.
على الرغم من أن اضطرابات الأكل يمكن أن تؤثر على الأشخاص من أي جنس في أي مرحلة من مراحل الحياة إلا أنها شائعة بشكل متزايد بين الرجال والأشخاص غير المطابقين للجنس وغالبًا ما يلتمس هؤلاء السكان العلاج بمعدلات أقل أو قد لا يبلغون عن أعراض اضطراب الأكل على الإطلاق.
أعراض حدوث اضطراب الاكل
أنواع مختلفة من اضطرابات الأكل لها أعراض مختلفة ولكن كل حالة تنطوي على تركيز شديد على القضايا المتعلقة بالطعام والأكل وبعضها ينطوي على تركيز شديد على الوزن وقد يجعل هذا الانشغال بالطعام والوزن من الصعب التركيز على جوانب أخرى من الحياة وقد تشمل العلامات العقلية والسلوكية (الأخرى:
- فقدان الوزن بشكل كبير
- القلق بشأن تناول الطعام في الأماكن العامة
- الانشغال بالوزن أو الطعام أو السعرات الحرارية أو جرامات الدهون أو اتباع نظام غذائي
- شكاوى من الإمساك أو عدم تحمل البرد أو آلام البطن أو الخمول أو الطاقة الزائدة
- أعذار لتجنب وقت الطعام
- خوف شديد من زيادة الوزن أو “السمنة”
- ارتداء ألبسة لإخفاء فقدان الوزن أو للبقاء دافئًا
- الحد بشدة من كمية وأنواع الأطعمة المستهلكة وتقييدها
- رفض تناول أطعمة معينة
- إنكار الشعور بالجوع
- التعبير عن الحاجة إلى “حرق” السعرات الحرارية
- قياس وزن بشكل متكرر
- أنماط الإفراط في الأكل والتطهير
- تطوير الطقوس حول الطعام
- ممارسة الرياضة بشكل مفرط
- طبخ وجبات للآخرين بدون أكل
- انقطاع الدورة الشهرية (عند الأشخاص الذين يصابون بالحيض عادةً)
قد تشمل العلامات الجسدية
- تقلصات المعدة وأعراض الجهاز الهضمي الأخرى
- صعوبة في التركيز
نتائج الاختبارات المعملية (فقر الدم أو انخفاض مستويات الغدة الدرقية أو انخفاض مستويات الهرمونات أو انخفاض البوتاسيوم أو انخفاض عدد خلايا الدم أو بطء معدل ضربات القلب)
- دوخة
- إغماء
- الشعور بالبرد طوال الوقت
- عدم انتظام النوم
- اضطرابات الحيض
- جلد جاف
- أظافر جافة ورقيقة
- شعر رقيق
- ضعف العضلات
- ضعف التئام الجروح
- ضعف وظيفة الجهاز المناعي
أسباب حدوث اضطرابات الأكل
يعتقد الخبراء أن مجموعة متنوعة من العوامل قد تسهم في اضطرابات الأكل وأحد هذه العوامل هو علم الوراثة حيث يبدو أن الأشخاص الذين لديهم أخ أو والد يعاني من اضطراب في الأكل معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة به وسمات الشخصية عامل آخر على وجه الخصوص العصابية والكمالية والاندفاع هي ثلاث سمات شخصية ترتبط غالبًا بزيادة خطر الإصابة باضطراب الأكل وفقًا لمراجعة بحثية أجريت عام 2015.
تشمل الأسباب المحتملة الأخرى الضغوط المتصورة للنحافة والتفضيلات الثقافية للنحافة والتعرض لوسائل الإعلام التي تروج لهذه المثل العليا ففي الآونة الأخيرة اقترح الخبراء أن الاختلافات في بنية الدماغ والبيولوجيا قد تلعب أيضًا دورًا في تطوير اضطرابات الأكل وعلى وجه الخصوص قد تكون مستويات المواد الكيميائية في الدماغ مثل السيروتونين والدوبامين من العوامل ومع ذلك هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات قبل إجراء استنتاجات قوية.
كيف تعرف أنك مصاب باضطراب الأكل؟
إذا كنت تعاني من اضطراب في الأكل فإن تحديد الحالة وطلب العلاج عاجلاً سيحسن فرصك في التعافي ويمكن أن يساعدك إدراك العلامات والأعراض التحذيرية على تحديد ما إذا كنت بحاجة إلى طلب المساعدة فيما لن تظهر كل علامة أو عرض على كل شخص في وقت واحد ولكن قد تشير بعض السلوكيات إلى وجود مشكلة مثل:
- السلوكيات والمواقف التي تشير إلى أن فقدان الوزن واتباع نظام غذائي والتحكم في الطعام أصبحت من الاهتمامات الأساسية
- الانشغال بالوزن والطعام والسعرات الحرارية والدهون والجرام والنظام الغذائي
- رفض تناول أطعمة معينة
- عدم الراحة من تناول الطعام مع الآخرين
- طقوس الطعام (عدم السماح بلمس الأطعمة وتناول مجموعات غذائية معينة فقط)
- تخطي وجبات الطعام أو تناول أجزاء صغيرة فقط
- اتباع نظام غذائي متكرر أو بدعة الحميات
- الاهتمام الشديد بحجم الجسم وشكله ومظهره
- تقلبات مزاجية شديدة
إذا كان لهذه الأعراض صدى معك وتعتقد أنه قد يكون لديك اضطراب في الأكل فمن المهم التواصل مع أخصائي طبي للحصول على المساعدة وقد يكون اتخاذ قرار بدء التعافي من اضطرابات الأكل أمرًا مخيفًا أو مرهقًا ولكن طلب المساعدة من المهنيين الطبيين ومجموعات دعم التعافي من اضطرابات الأكل ومجتمعك يمكن أن يجعل التعافي أسهل.
Pingback: علاج اضطرابات الاكل - العهد للصحة النفسية و علاج الادمان