التفارق هو انفصال بين التجربة الحسية للشخص أو الأفكار أو الإحساس بالذات أو التاريخ الشخصي فإذا كنت تواجه مشكلة في تذكر فترة زمنية معينة في حياتك على سبيل المثال فقد تكون تعاني من نوع من التفارق يسمى فقدان الذاكرة الانفصامي حيث تُعرِّف الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) التفارق بأنه آلية دفاعية يتم فيها فصل النبضات المتضاربة أو فصل الأفكار والمشاعر المهددة عن بقية النفس ويمكن أن يحدث هذا التفارق كجزء من اضطراب التفارق أو قد يكون أحد أعراض مشكلة صحية عقلية أخرى فعلى سبيل المثال يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية واضطراب ما بعد الصدمة والفصام أحيانًا من التفارق.
معظم الناس يحلمون في أحلام اليقظة بين الحين والآخر وإذا حدث ذلك لك فهذا طبيعي تمامًا ولكن إذا كنت تعاني من مشكلة صحية عقلية تسمى “التفارق” فإن إحساسك بالتفارق عن العالم من حولك غالبًا ما يكون أكثر تعقيدًا من ذلك حيث يعتبر التفارق كسر في كيفية تعامل عقلك مع المعلومات وقد تشعر بالتفارق عن أفكارك ومشاعرك وذكرياتك ومحيطك ويمكن أن يؤثر على إحساسك بهويتك وإدراكك للوقت وغالبًا ما تختفي الأعراض من تلقاء نفسها وقد يستغرق الأمر ساعات أو أيام أو أسابيع أو قد تحتاج إلى علاج وعلى الرغم من ذلك إذا حدث انفصالك عنك بسبب تجربة مقلقة للغاية أو كنت تعاني من اضطراب في الصحة العقلية مثل الفصام.
إذا كنت ترغب بمعرفة المزيد من المعلومات عن التفارق فأنت في المكان الصحيح، في هذا المقال ستجد جميع المعلومات المتعلقة ب التفارق وأنواعه وأعراضه وطرق التعامل مع المصابين به ونصائح الأطباء وخبراء الصحة النفسية لعلاج التفارق والوقاية منه والعديد غيرها، تابع القراءة حتى النهاية!
ما هو التفارق؟
قد يعاني العديد من الأشخاص من التفارق خلال حياتهم فإذا انفصلت قد تشعر بالتفارق عن نفسك والعالم من حولك، على سبيل المثال قد تشعر بالتفارق عن جسدك أو تشعر كما لو أن العالم من حولك غير واقعي وتذكر أن تجربة التفارق تختلف من شخص لآخر فالتفارق هو إحدى الطرق التي يتعامل بها العقل مع الكثير من التوتر مثل أثناء حدث صادم وهناك أيضًا تجارب يومية شائعة عن التفارق قد تكون لديك ومن الأمثلة على ذلك عندما تصبح مستغرقًا في كتاب أو فيلم لدرجة أنك تفقد الوعي بمحيطك أو عندما تقود طريقًا مألوفًا وتصل إلى وجهتك دون أن تتذكر كيف وصلت إلى هناك.
يمكن أن تستمر تجارب التفارق لفترة قصيرة (ساعات أو أيام) أو لفترة أطول (أسابيع أو شهور) وقد يكون التفارق شيئًا تختبره لفترة قصيرة أثناء حدوث شيء مؤلم لكن ربما تكون قد تعلمت أيضًا التفارق كطريقة للتعامل مع التجارب المجهدة وقد يكون هذا شيئًا قمت به منذ أن كنت صغيرًا.
أنواع التفارق
يحدد الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5-TR) وهو كتيب نشرته الجمعية الأمريكية لعلم النفس لمساعدة أخصائيي الصحة العقلية على تشخيص الأمراض العقلية ثلاثة أنواع من الاضطرابات الانفصامية:
- اضطراب الاغتراب عن الواقع وتبدد الشخصية: تتضمن هذه الحالة الانفصامية الشعور بالتفارق عن جسد المرء وأفكاره وقد يشعر الأشخاص المصابون به أنهم يراقبون حياتهم الخاصة كغريب أو قد يشعرون بالتفارق عن محيطهم.
- اضطراب الهوية التفارقي: كان اضطراب التفارق هذا يُعرف سابقًا باسم اضطراب الشخصية المتعددة ويتميز بوجود حالتين أو أكثر من حالات الشخصية الثابتة والتي يشار إليها أحيانًا باسم “الشخصيات المنقسمة”.
- فقدان الذاكرة التفارقي: يتميز هذا النوع من التفكك بنسيان المعلومات الشخصية وهذا يشمل عدم القدرة على تذكر أو “فقدان” ذكريات الأحداث الماضية.
أعراض التفارق
إذا كنت تعاني من اضطراب التفارق أو حالة صحية عقلية متعلقة فقد تشعر أحيانًا “بالتفارق” عن نفسك وتتضمن أمثلة التفكك ما يلي:
- الطمس أو عدم القدرة على تذكر أي شيء لفترة من الوقت
- المعاناة من إحساس مشوه أو غير واضح بالواقع
- الشعور بالتفارق أو التفارق عن مشاعرك
- الشعور وكأنك تفقد الاتصال لفترة وجيزة بالأحداث الجارية من حولك على غرار أحلام اليقظة
- الشعور بالخدر أو الابتعاد عن نفسك ومحيطك
- الشعور بأن العالم من حولك غير واقعي ومشوه
- امتلاك إحساس متغير بالزمان والمكان
- وجود ذكريات الماضي من الأحداث الصادمة
- فقدان الذاكرة بشأن أحداث معينة أو أشخاص أو معلومات أو أطر زمنية معينة
من الممكن تجربة التفارق دون أن تدرك ذلك فالتغيرات المزاجية المفاجئة وصعوبة تذكر التفاصيل الشخصية عنك أو عن حياتك والشعور بالتفارق كلها أعراض للانفصال.
أسباب حدوث اضطراب التفارق
يمكن أن تلعب عدة عوامل دورًا في تطوير التفكك ومن بين الأسباب المحتملة الصدمة وتعاطي المخدرات والحالات العقلية الأخرى.
السبب الرئيسي لاضطرابات الفصام هو الصدمة ففي مثل هذه الحالات يحدث التفارق كطريقة للحفاظ على ذكريات الحدث الصادم من الشعور بأنها ساحقة أو ضخمة جدًا بحيث لا يمكن التعامل معها ويساعد التفارق أيضًا الشخص على الابتعاد عن الموقف
الاعتداء وسوء المعاملة والحوادث والكوارث الطبيعية والقتال العسكري كلها مصادر للصدمات التي يمكن أن تسبب التفارق كما يمكن أن يسبب استخدام المخدرات أيضًا التفارق حيث يمكن لتجارب التفكك والصدمات أن تتنبأ بإمكانية الإدمان وفقًا لدراسة نُشرت في المجلة الدولية للسلوكيات عالية الخطورة والإدمان فيما أظهرت دراسة أخرى في مجلة الصدمة والتفكك “مستويات عالية نسبيًا” من التفكك بين النساء المصابات باضطراب تعاطي المخدرات واضطراب ما بعد الصدمة لكنها اقترحت أيضًا أن المزيد من البحث حول كيفية تأثير المواد على التفكك سيكون مفيدًا.
يمكن أن تتسبب بعض اضطرابات الصحة العقلية أيضًا في ظهور أعراض التفارق وغالبًا ما يتسم اضطراب ما بعد الصدمة على سبيل المثال بأعراض التفكك والتفارق ووجدت دراسة أجريت عام 2021 أيضًا ارتباطًا مباشرًا بين التفارق والهلوسة والعظمة والبارانويا والقلق والاكتئاب.
Pingback: علاج التفارق - العهد للصحة النفسية و علاج الادمان